ما زال الغموض الذي يغلف استقالة وضاح خنفر - المدير العام لقناة الجزيرة - يلقي بظلاله على مستقبل القناة القطرية ويطرح العديد من التساؤلات بشأن الدور الفعلي للقناة في ظل التطورات المتعلقة بالتدفق الإعلامي لتغطية الأحداث في المنطقة وثورة الإنترنت. واستبعدت دورية "فورين آفيرز" الأمريكية المتخصصة في الشؤون السياسية - في تقرير نشرته - أن تكون استقالة خنفر تأتي على خلفية ما نشر على "ويكيليكس" عن تواطئه مع الولاياتالمتحدة بإعلان عدد ضحايا أقل أثناء الحرب على العراق أو حتى تغطية القناة لثورات الربيع العربي والتي جعلت الجزيرة مرفوضة لدعمها الديمقراطية. وأشارت الدورية إلى أنه لا يعقل أن "الدوحة" لاتدري شيئًا عن محادثات خنفر مع السفير الأمريكي، فضلاً عن أنه - لو اعتبرنا أن سياستها ترسخ الديمقراطية - من الغريب أن تأتي الاستقالة في هذا الوقت بالذات. وقالت "فورين آفيرز" إنه مما يطرح التساؤلات حول مستقبل "الجزيرة"، تزايد نسبة استخدام الإنترنت فى العالم العربى، حيث تضاعفت نسبة العرب المستخدمين ل"الفيس بوك" منذ أبريل 2010 والذى يعتبر أحد أهم مصادر الأخبار وقياس الرأى العام فى الفترة الراهنة، فضلاً عن تركيز القنوات المصرية، حيث تتمتع القناة بنسبة مشاهدة عالية على الأحداث السياسية المصرية مما قلل من نسبة مشاهدة القناة، بالإضافة إلى القنوات الجديدة التى أنشئت عقب الثورة مباشرة كقناة "25" والتى ترفع شعار "نحن نبث ما يحتاجه المصريون من أخبار وليس ما تريد الدولة نشره". وأشارت "فورين آفيرز" إلى أن الجزيرة ستظل لسنوات مقبلة أحد أهم القنوات الإخبارية في المنطقة العربية وسيكون لها منافسين كثر وهو ما يعني أنها لن تستمر فى هيمنتها على التغطية الإخبارية.