قال رئيس حكومة قطاع غزة، إسماعيل هنية، إن "زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للضفة الغربيةالمحتلة تسعى لتعطيل مسيرة المصالحة ووضع العراقيل أمام إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعطاء الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي ليواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني". وأضاف هنية، خلال خطبة الجمعة، اليوم، في مدينة غزة: "الولاياتالمتحدة تدعم إسرائيل أمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، وتشرعن الاحتلال والاستيطان وكل ذلك ظهر في خطاب أوباما وربما فاجأت هذه المواقف أولئك الذين يعيشون على أوهام السلام وانطلاق مسيرة المفاوضات من جديد". ورأى أن زيارة أوباما تدلل دلالة قاطعة على أنها جاءت لتطمئن إسرائيل بعد التغيرات الاستراتيجية في المنطقة العربية، ولترسخ "احتلال الأرض الفلسطينية وتشرعن الاستيطان" ولتضع السلطة الفلسطينية مجددًا "كأداة للتعاون الأمني وحماية أمن" إسرائيل. وحذّر هنية قيادة السلطة الفلسطينية من الوقوع في فخ السياسات الأمريكية التي تريد للشعب الفلسطيني أن يقتصر دوره على وظائف أمنية وسياسية محددة تعطي غطاءً لجدار الفصل، والاستيطان وتهويد القدس. ودعا إلى الرد على خطاب أوباما الذي "أكد فيه على أحقية اليهود في أرض فلسطين من خلال وضع استراتيجية عربية فلسطينية إسلامية قائمة على التمسك بثوابتنا الفلسطينية الإسلامية وعدم التفريط بحقوقنا وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها". وطالب هنية حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية في رام الله بالسير قدمًا نحو تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، داعيًا إلى البدء بإنجاز السجل الانتخابي لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني خارج الأرض الفلسطينيةالمحتلة. وتوقفت جولات الحوار الفلسطيني أواخر الشهر الماضي بعد أن أعلنت حركتا فتح وحماس عن تأجيل لقاء كان مقررًا عقده بينهما يوم 26 فبراير في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بعد أن نشبت مشادة كلامية بين رئيس وفد حركة فتح إلى حوار المصالحة عزام الأحمد، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو حركة حماس، عزيز الدويك، في ندوة عُقدت فى رام الله تبادلا خلالها الاتهامات بين الحركتين. واتفقت حركتا "فتح" و"حماس" في 17 يناير الماضي خلال اجتماع في القاهرة على "صيغة توافقية" حول الملفات التي تضمنها اتفاق المصالحة الفلسطينية، ومنها تفعيل عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة والضفة الغربية تمهيدًا لإجراء انتخابات فلسطينية عامة، وبدء مشاورات تشكيل الحكومة. وفي سياق آخر، قال هنية إن "الحملة التي يخوضها البعض ضد المقاومة وغزة ومحاولة زج حماس في تفاصيل الحياة السياسي المصرية والشأن الداخلي المصري تهدف للمس بالمقاومة والقضية الفلسطينية"، مؤكداً أن الأصوات التي تعلو ضد المقاومة محدودة وضعيفة ولن تنجح في مهمتها. وشدد على أن حركة "حماس" لم ولن تتدخل في شؤون مصر الداخلية ولا شؤون أي دولة عربية أخرى. ونفى علاقة "حماس" أو أي فصيل فلسطيني مقاوم بحادثة قتل الجنود المصريين التي وقعت في شهر أغسطس من العام الماضي 2012. وأوضح أن كافة الجهود الأمنية التي بذلتها حكومته في غزة لم تصل إلى إثبات وجود علاقة لأي فلسطيني بمقتل الجنود المصريين. وشنَّ مسلحون مجهولون في شهر أغسطس الماضي هجومًا واسعًا على نقطة حدودية مصرية قرب معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل ما أسفر عن مقتل 16 ضابطًا ومجندًا على الأقل وإصابة 7 آخرين، كما استولوا على مصفحتين، محاولين اختراق الحدود على الجانب الإسرائيلي الذي تصدى لهم.