يواكب اليوم الذكرى الرابعة والعشرين لتحرير طابا من الاحتلال الإسرائيلي. بدأ الخلاف على طابا عام 1906 عندما نشب نزاع بين مصر والدولة العثمانية على ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية. انتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح وتعيين علامات الحدود وأثناء تطبيق معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية شب خلاف على تحديد مكان بعض علامات الحدود التي اختفت، عندما حاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا؛ لذلك اتفق الطرفان على اللجوء لمبدأ التحكيم. وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف حكمها لصالح الموقع المصري لتعيين موقع علامة الحدود، وفى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها. وطابا مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، شريطها الساحلي هو الأكثر جمالا على مستوى شبه الجزيرة، ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، أجمل مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين. ويوجد حوالي 10 فنادق بمدينة طابا ويعد "هيلتون طابا" الذي شيده الإسرائيليون عام 1967 من أبرز معالمها، وقد أدارته شركة سونستا إلى أن تم تسليمه للسلطات المصرية. وأطلق المؤرخ الراحل يونان لبيب رزق على قضية طابا "قضية العصر"؛ لأنها شكلت جزءا رائعا من التصميم المصري، وتم التوقيع عليها في سبتمبر 1986 خاصة العلامة 91 لأن اتفاقية الهدنة المصرية - الإسرائيلية الموقعة في رودس فبراير 1949 تنص على أن خط الهدنة لا ينبغي أن ينتهك الحدود الدولية، وكذلك اتفاقية الهدنة بين الأردن وإسرائيل أثبتت أن طابا أرض مصرية. وضمت اللجنة القومية وهيئة الدفاع المصرية الدكتور مفيد شهاب للمرافعة عن الحق المصري في طابا خلال فترة التفاوض وإعداد المستندات والوثائق وأثناء المرافعة أمام هيئة التحكيم. وشهدت عملية الانسحاب من سيناء 3 مراحل أساسية حسبما ذكر الدكتور طه المجدوب – المؤرخ العسكري - حيث مثلت المرحلة الأولى النتيجة العملية المباشرة للحرب.. والتي انتهت في 1975 بتحرير8 آلاف كم مربع، وتحقيق أوضاع عسكرية تمثل سلاما عسكريا بين الطرفين. وقد تم خلال هذه المرحلة استرداد منطقة المضايق الاستراتيجية وحقول البترول الغنية علي الساحل الشرقي لخليج السويس، ثم نفذت المرحلتان الثانية والثالثة في إطار معاهدة السلام (1979 – 1982). وتضمنت المرحلة الثانية انسحابا كاملا من خط العريش - رأس محمد والتي انتهت في يناير1980 وتم خلالها تحرير32 ألف كم مربع من سيناء ليصبح إجمالي الأراضي المحررة 40 ألف كم مربع وتمثل ثلثي مساحة سيناء. أما المرحلة الثالثة والأخيرة.. فقد أتمت خلالها إسرائيل الانسحاب إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر.. وتحرير21000 كم مربع من سيناء وفي يوم 25 أبريل1982 تم تحرير كل شبر من سيناء باستثناء الشبر الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي افتعلتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء. استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة 7 سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف.. وانتهت باسترداد الشبر الأخير من أرض سيناء.. ورفع عليه الرئيس السابق حسني مبارك علم مصر في مارس1989 بعد انتهاء الوجود الإسرائيلي من المنطقة، لتكتمل مسيرة نضال استمرت 15 عاما.