قالت مؤسسة الخليج للاستثمار في تقريرها الشهري اليوم "كان الاستقرار السمة الغالبة على النشاط الاقتصادي في منطقة مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2012، مدعوما بالزخم الناجم عن أسعار النفط القوية خلال عامي 2011 و2012 حيث فقد بلغ متوسط سعر سلة نفط أوبك حوالي 110 دولارات أمريكية للبرميل خلال عام 2012 مقارنة مع 107 دولارات خلال عام 2011. وأضافت "وفي ظل بقاء أسعار النفط مرتفعة فوق مستويات توقعات كافة ميزانيات حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بهامش مريح ومدعومة بالتوسع في الإنتاج النفطي، أبقت معظم هذه الحكومات على سياساتها المالية التوسعية مع التركيز بقوة على الإنفاق على مشاريع البنى التحتية". وإلى جانب ذلك، فقد تعززت التوقعات المتعلقة بمستويات أسعار النفط في الأجل القصير بفضل التوقعات الإيجابية الصادرة بين الحين والآخر من الاقتصاديات النامية والناشئة بالتوازي مع حالة عدم اليقين التي تكتنف الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن الفائض المالي وفائض الحساب الجاري لمجلس التعاون الخليجي بلغا 13% و24% من إجمالي الناتج المحلي على التوالي خلال عام 2012، مرجحا احتفاظ كلا المؤشرين باستقرارهما الكبير في عام 2013 في ظل الاستمرار المتوقع لأسعار النفط القوية. وقد أتاح ضخ فوائض مالية ضخمة في قنوات الإنفاق على مشاريع البنى التحتية قوة دفع لنمو مستدام في القطاع غير النفطي الذي يتوقع له صندوق النقد الدولي نموا بنسبة 5.5% في عام 2013. وأوضحت المؤسسة بأنه وعلى الرغم من مستويات الإنفاق المالية العالية الناجمة إلى حد كبير عن الأجور والمزايا الاجتماعية الأخرى الناشئة عن تداعيات "الربيع العربي"، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تبدو مهيأة ومستعدة على نحو أفضل لمواجهة تداعيات أي تدهور في البيئة الخارجية في ظل ما تتمتع به هذه الدول من تحسن في السيولة وكذلك التخفيف التدريجي من مستوى الاستدانة خلال السنوات القليلة الماضية في ظل التماسك القوى لأسعار النفظ.
أسواق الائتمان وسنة قياسية للسوق الأولية خليجيا وتميزت سوق الائتمان العالمية بنشاط قوي خلال عام 2012 وبرزت كإحدى أفضل فئات الأصول أداءً إذْ تفوقت سندات الأسواق الخليجية والناشئة من حيث الأداء على مثيلاتها في أسواق الاقتصاديات المتقدمة. وتلقت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي دعما قويا من السياسات النقدية التوسعية المعتمدة من قبل البنوك المركزية إلى جانب توقعات بأسعار فائدة معتدلة. وكان 2012 عاما قياسيا للسوق الأولية في منطقة مجلس التعاون الخليجي حيث شهد سلسلة إصدارات ضخمة ذات قاعدة واسعة جمعت بين فئتي السندات التقليدية والصكوك. وجرى أيضا بعض التوسيع لنطاق الإصدارات بما فيها إصدار أول سند من قبل مؤسسة خاصة. وبدأت السوق عام 2013 بداية قوية، ونتوقع استمرار قوة الدفع في الأجل القصير. وعلى الرغم من ذلك، فإن منحنى العائد لن يتخذ مسارا صعوديا بشكل سلس. وستتلقى السوق من جديد أيضا دعما من المستثمرين الباحثين عن العائد، والتدفقات المالية القوية، والتقييم الأرخص على أساس نسبي، وضعف العرض في السوق الأولية. وتوقعت التقرير أن تمر الأسواق الخليجية بمرحلة من التذبذب في إطار محدود خلال الفترة التي تتراوح بين المدى المتوسط والمدى الطويل نتيجة لاتجاه سلبي نسبيا، وفضل الائتمان ذات الفئتيْن الاستثمارية والوقائية ولاسيما تلك المطروحة من قبل المملكة العربية السعودية وقطر وأبوظبي على الفئة ذات نطاق التذبذب الواسع ريثما تنحسر حالة عدم اليقين العالمية بشكل أكبر. وقال "يشكل الانتعاش الكبير للسوق الأولية خلال عام 2012 مؤشرا على أن تيار الإصدارات سيبقى على الأرجح قويا خلال النصف الأول من عام 2013 على الأقل حيث يتوقع أن تكون الجهات السيادية والمؤسسات بدءا من الخدمات والبنوك والبتروكيماويات المصدرين الرئيسيين بالنظر إلى سعيها من أجل تلبية المتطلبات المتعلقة برأس المال وإعادة التمويل.
2012: عام تحديات لأسواق الأسهم الخليجية قال تقرير مؤسسة اللخليج للاستثمار "استمر أداء أسواق الأسهم بدول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الأول من عام 2012 بوتيرة مماثلة لما كان عليه خلال عام 2011 حيث استهلت تداولات العام بشكل إيجابي مدعومة باتجاه صعودي لأسعار النفط وتحسن ملموس في المعنويات نتيجة للانتعاش الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من ذلك، لم تستمر المعنويات الإيجابية طويلا حيث سادت مشاعر القلق من جديد إثر ظهور مؤشرات متزايدة على تفاقم أزمة الديون الأوروبية مما هدد بعرقلة مسيرة الانتعاش العالمي. وألقت الأزمة المستمرة في أوروبا والركود الواضح في محفزات النمو في الأسواق الناشئة مثل الهند والصين بظلالها على أسعار النفط حيث تراجعت التوقعات المتعلقة بالطلب مما أدى إلى تراجع حاد في الأسعار عند منتصف العام. وعلى الرغم من نجاح مؤشرات الأسهم الخليجية في أن تنأى بنفسها عن هذا الاتجاه وأن تبقى إلى حد كبير حيادية إزاء حركة أسعار النفط، فقد ظلت إلى حد بعيد أسيرة للعلاقة المتبادلة مع حالة عدم الاستقرار السائدة في الأسواق المالية العالمية. ولفت الى أن التوقعات الضعيفة بشأن النمو الاقتصادي العالمي أظهرت أيضا أن قطاع البتروكيماويات ظل خارج دائرة القطاعات المفضلة خلال معظم شهور العام، فقد انصرف اهتمام المستثمرين عن هذا القطاع ليبقى متركزا على القطاعات الوقائية والصناعات التي تأثرت بعوامل اقتصادية محلية بما فيها قطاعات التجزئة والاستهلاك والاتصالات والإسمنت التي تفوقت بأدائها على أداء السوق بشكل عام خلال النصف الثاني من العام. ورفعت عوامل الدفع والجذب هذه من مستوى عدم الاستقرار بالنسبة للأسهم الخليجية على مدار العام مما أدى إلى تخلف مؤشر ستاندرد آند بورز للأسهم الخليجية عن مؤشرمورغان ستانلي للأسهم العالمية ومؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة من حيث العائدات الصافية لعام 2012.