طوال السنوات الماضية، كانت العلاقة بين الهيئة المصرية العامة للكتاب يشوبها الكثير من الجدل، والذي قد يصل إلى حد الجدل، والاتهامات المتبادلة بين الجانبين، بدعوى تعطيل سير المشاركة بالمعارض، وسحب كل جهة الاختصاص من الجهة الأخرى. غير أنه وبقيام ثورة 25 يناير، فان مصر الثورة أذابت جليد هذا الخلاف بين الجانبين، بل وأدى إلى تعاون بين الجانبين تم تتويجه بتنظيم مشترك لأول معرض للكتاب العربي على ضفاف نهر النيل، جرى افتتاحه يوم الخميس الماضي، ويستمر حتى يوم 18 سبتمبر الجاري. وفي هذا الإطار يؤكد د.أحمد مجاهد، رئيس الهيئة، إن الهيئة ستبدأ مرحلة جديدة تتعاون فيها مع اتحاد الناشرين، "فالعلاقة بين هيئة الكتاب والناشرين هى علاقة تكامل وتعاون وتصب في مصلحة سوق الكتاب والنشر". لافتا إلى أن الهيئة وفرت جميع التجهيزات للناشرين بالمجان. ويشارك في هذا المعرض عدد من دور النشر العربية والمصرية، في الوقت الذي قررت فيه الهيئة المصرية للكتاب فتح أبواب المعرض يوميا وبأسعار مخفضة ، وتخفيض 50% لطلبة الجامعة والسماح بدخول طلبة المدارس مجانا. ووصف مجاهد المعرض بأنه باكورة للتعاون بين الهيئة ودور النشر، بهدف إحداث حراك ثقافي في المجتمع وأنه يصب في صالح التنمية الثقافية ونشر الوعي، وإحداث نوع من الحوارات البناءة بين الجمهور وكبار الأدباء والمفكرين. وعن الرقابة على الكتب قال مجاهد بالنسبة لهيئة الكتاب لا يوجد رقابة على الإطلاق . لافتا في سياق آخر إلى أن معرض فيصل، الذي اختتمت فعالياته أخيرا ، وكذلك معرض الكتاب العربي لن يكونا بديلين عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، والي سيقام يوم 24 يناير المقبل. وقال د. أحمد مجاهد إن مشاركة الهيئة في رعاية المعرض العربي يحمل رسالة مفادها تحسين العلاقة بين الناشرين وهيئة الكتاب وأن تصبح علاقة تكاملية ، "وكان الناشرون يتصورون أن العلاقة بين الهيئة وبينهم قائمة على المنافسة وأنها تحتكر تنظيم المعارض ويسودها غضب إذا نظمت أي جهة أخرى المعرض ، حتى ثبت عدم صحة ذلك".متمنيا أن تشهد القاهرة معارض للكتاب في كل شهر وكل يوم، "فالثقافة في مصر بحاجة إلى ذلك". ودعا دور النشر لإقامة معارض للكتاب. مؤكدا ترحيب هيئة الكتاب برعاية أي معرض لهذا الغرض، وأن العلاقة بين الهيئة واتحاد الناشرين أصبحت تختلف عن سابق عهدها، وستكون في مصلحة النشر وخدمة الثقافة بوجه عام . ونقل مجاهد عن محافظ القاهرة عبد القوي خليفة دعمه للثقافة بأن يقام المعرض في العاصمة ، وإقامة أكشاك للكتب بحيث لا تعيق حركة السير. أما رئيس اتحاد الناشرين محمد رشاد فأكد أنه سيتم الحرص على إقامة معرض الكتاب العربي سنويا، لتحقيق التواصل الثقافي العربي المشترك.لافتا إلى عمق التعاون مع هيئة الكتاب في هذا السياق. ومن جانبه، أعرب عادل المصري، أمين عام اتحاد الناشرين المصريين، عن سعادته بتجربة تعدد المعارض في مصر ، وأنه بعد معرض القاهرة بحي فيصل ، يأتي معرض الكتاب العربي، ليبتعه معرض الإسكندرية في 3 أكتوبر تحت رعاية هيئة الكتاب. ومن المقرر أن يشهد المعرض أنشطة ثقافية مختلفة، تلقي الضوء على المشهد السياسي والثقافي في مصر والعالم العربي، والتغييرات التي طرأت عليه بعد الثورات ، واستعراض شهادات عن الثورة المصرية من الميدان، وإبراز إبداعات الثورة التي تمثلت في دواوين شعرية وروايات. كما سيشهد المعرض إقامة حفلات للتوقيع ، ولقاءات مفتوحة مع شعراء من جميع المحافظات المصرية ، والاحتفاء بالشعراء الراحلين، على أن يتم تسمية كل يوم من أيام المعرض باسم شاعر راحل مثل فؤاد حداد ونزار قبانى وغيرهما.