فور اندلاع الاحتجاجات الغاضبة أمام سفارة أمريكا ردًا علي سلبية الإدارة الأمريكية تجاه الفيلم المسييء للرسول الكريم، والذي أخرجه مجرم صهيوني يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية اسمه"سام باسيلي".. فور اندلاع هذه الاحتجاجات سارعت أبواق الصهاينة والأمريكان بتسفيه هذه الاحتجاجات، بدعوى أنها تسيء إلي صورة مصر في الخارج، دون أن يجرؤ أحدٌ من هذه الأبواق علي أن يقول لنا كيف إذن نعاقب "سلبية" أسيادهم الأمريكان تجاه هذا الاعتداء الصارخ علي مقدساتنا الإسلامية إن كانت هذه الاحتجاجات لا تعجبهم.. ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو "صهيونوها" فإن أبسط وسائل العقاب هو أن نستخدم نفس السلاح الذي استخدمه ومازال يسخدمه الصهاينة والأمريكان أنفسهم، ضد الشعوب والأوطان التي لا توافق علي الجرائم التي يرتكبونها في فلسطين والعراق وأفغانستان وفي غيرها من الشعوب والبلدان.. ذلك هو سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية، بل ولكل ماهو أمريكي.. ومثلما قلت هنا في الإسبوع الماضي، لعلنا نذكر أن وقت"السطو" الأمريكي المسلح علي العراق باسم "الديمقراطية".. كانت جريدة "الأهرام" قد نشرت في 14 / 2 / 2003 خبرًا عنوانه: (الأمريكان يقاطعون الجبن الفرنسي "عقابا" لفرنسا علي معارضتها للغزو الأمريكي للعراق ).. وبعدها بشهرين تقريبا، وتحديدًا في 23 / 4 / 2003 قالت صحيفة: "يديعوت أحرانوت" الإسرائيلية أن العديد من المطاعم والبارات في إسرائيل ( قررت هي الأخري "معاقبة" فرنسا علي عدم تأييدها "للحملة" الأمريكية علي العراق، وذلك بمقاطعة النبيذ الفرنسي وعدم تقديمه لزبائنها ).. هذا، بالإضافة طبعا لذلك الحصار الغاشم والظالم الذي يفرضه هؤلاء الصهاينة القتلة علي إشقائنا في غزة ومازلنا نتفرج عليه، بل ونشارك فيه، ولو بالصمت! وعليه: لماذا لا نستخدم نحن أيضا نفس سلاح"المقاطعة" ونعاقب سلبية الإدارة الأمريكية بمقاطعة منتجات أمريكا، بل ومقاطعة كل ماهوأمريكي، خصوصًا وأن المقاطعة سلوك شخصي، وسلاح لا يحتاج استخدامه إلي موافقة الحكومة المصرية، أو موافقة الرئيس مرسي.. المقاطعة كما قلت من قبل، تحتاج فقط إلي حس وطني حقيقي، وضمائر لم"تتعفن" بعد!