تذكرون فضيحة "السطو" الأمريكي المسلح علي العراق باسم "الديمقراطية".. وقتها، وتحديدًا في 14 / 2 / 2003 نشرت جريدة "الأهرام" خبرًا عنوانه: (الأمريكان يقاطعون الجبن الفرنسي "عقابا" لفرنسا علي معارضتها للغزو الأمريكي للعراق ).. وبعدها بشهرين تقريبا، وتحديدا في 23 / 4 / 2003 قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن العديد من المطاعم والبارات في إسرائيل ( قررت هي الأخري"معاقبة" فرنسا علي عدم تأييدها "للحملة" الأمريكية علي العراق، وذلك بمقاطعة النبيذ الفرنسي وعدم تقديمه لزبائنها ).. هذا، بالإضافة طبعا لذلك الحصار الغاشم والظالم الذي يفرضه هؤلاء الصهاينة القتلة علي إشقائنا في غزة ومازلنا نتفرج عليه، بل ونشارك فيه، ولو بالصمت!. وعليه: لماذا لا نستخدم نحن أيضا نفس السلاح "ونعاقب" بريطانيا بمقاطعة المنتجات البريطانية، بل ومقاطعة كل ماهو بريطاني، ردا علي ذلك الخبر الذي نشرته جريدة"الأخبار" علي صفحتها السادسة، صباح الثلاثاء 4 / 9 / 2012 بعنوان عريض يقول: (وثائق ومستندات تكشف عدم التزام بريطانيا بقرارات تجميد ثروات مبارك ورجال نظامه ). الخبر يتضمن تفاصيل مرعبة، منها ذلك التحقيق المدعم بوثائق ومستندات بريطانية، والذي بثته منذ أيام شبكة( بي. بي. سي) البريطانية، وأثبتت فيه أن جمال مبارك يملك في لندن منزلًا بعشرة ملايين جنيه استرليني، وأن هذا المنزل هو محل ميلاد ابنته فريدة، وفقا لشهادة ميلادها، وأن شركته هناك مازالت تواصل أعمالها، وأثبت التحقيق أيضا أن ( بريطانيا بها أموال وممتلكات لم يتم تجميدها حتي الآن، وهذه الممتلكات يملكها مبارك وزوجته ونجلاه علاء وجمال، إضافة إلى 15 مسئولًا آخرين ) وقال الخبر أيضا: إن طريقة بريطانيا في التعامل مع تجميد أموال مبارك ونظامه (جاءت على النقيض من سويسرا التي جمدت أموالًا وأصولًا لمبارك وأعوانه بعد نصف ساعة فقط من خلعه.. وأن قيمة الأصول التي جمدتها سويسرا حتي الآن بلغت نحو 700 مليون فرنك).. أقول: ألا يستحق كل هذا التباطؤ والتواطؤ البريطاني معاقبة بريطانيا شعبيا ورسميا بكل الطرق التي أسهلها مقاطعة البضائع والمنتجات البريطانية، حتي نسترد أموالنا المنهوبة؟!. المقاطعة سلوك شخصي، وسلاح لا يحتاج استخدامه إلي موافقة الحكومة المصرية، أو موافقة الرئيس مرسي.. المقاطعة تحتاج فقط إلي حس وطني حقيقي، وضمائر لم"تتعفن" بعد!.