من باب التذكرة لمن فقدوا الذاكرة أو صهينوها، إليكم مايلي: في 18 يوليو عام 1956 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إن أمريكا أعلنت رفضها إقراض مصر بالمال اللازم لبناء السد العالي إلا إذا عقد عبد الناصر اتفاقية صلح مع إسرائيل، لكن عبدالناصر ردَّ على الأمريكان بتأميم قناة السويس واستخدم عائدها في بناء السد العالي.. تمسكاً باستقلال القرار المصري، ورفضاً للضغوط والإملاءات الأمريكية". وفي 27 / 4 / 1960 وتحت عنوان "حقيقة المعركة وحدودها" قالت جريدة الأهرام إن "قرار اتحاد عمال الشحن في ميناء نيويورك بمقاطعة السفن والبواخر المصرية، والذي بدأ بامتناعهم عن تفريغ حمولة الباخرة "كيلوباترا" على رصيف نيويورك دعماً لإسرائيل.. هذا القرار كان من المقرر أن ينتقل من عمال نيويورك إلى عمال بقية الموانئ الأمريكية، بل وإلى مقاطعة كل ما هو عربي، بداية من القطن المصري وحتى السياحة في البلاد العربية.. لولا الاستجابة الفورية للنداء الذي وجهه الزعيم جمال عبد الناصر إلى كل العمال العرب، بالتوقف فوراً عن شحن أو تفريغ السفن الأمريكية في كل الموانئ العربية، وهو النداء الذي أرغم الأمريكان على التراجع الفوري عن غيهم... بشهادة صحيفة نيويورك تايمز في 15 / 4 / 1960". وفي 14 / 2 / 2003 نشرت الأهرام أيضاً، على صفحتها الأولى خبراً عنوانه: "الأمريكان يقاطعون الجبن الفرنسي احتجاجاً على معارضة فرنسا لغزو العراق".. وقالت صحيفة "يدعوت أحرانوت" الإسرائيلية في 23 / 4 / 2003 أن العديد من المطاعم والبارات في تل أبيب "قررت هي الأخرى معاقبة فرنسا بمقاطعة النبيذ الفرنسي وعدم تقديمه لزبائنها".. ناهيك عن الحصار الغاشم الذي يفرضه هؤلاء الصهاينة القتلة على أشقائنا في غزة، وما زلنا نتفرج عليه، بل ونشارك فيه، ولو بالصمت.! وعليه: لماذا لا نستخدم نحن أيضاً سلاح المقاطعة "ونقاطع" المنتجات الأمريكية رداً على تهديدات أمريكا بقطع المعونة؟! ولو أن المجلس العسكري جاد في حفظ كرامة مصر والمصريين وعدم الرضوخ للضغوط والتهديدات الأمريكية، لماذا لم يبادر هو ويعلن فوراً استغناء مصر عن هذه المعونة الملعونة، حتى لو أكلنا "طوب"؟! [email protected]