بلغ المد العربى القومى ذروته خلال الفترة الناصرية، والذى توج بوحدة مصر وسوريا، وكانت مصر هى المركز والملجأ لمعظم حركات التحرر الوطنية الأفريقية والعربية تدعمها بالمال والسلاح والتدريب، وكان العدوان الثلاثى على مصر من نتائج هذا الدعم وكان اتحاد العمال العرب من نتائج المد القومى العربى. فعندما أرادت إسرائيل الانتقام من مصر رداً على لجنة المقاطعة العربية على إسرائيل والبواخر التى تحمل شحنات لها فقد أوعزت إسرائيل بما لها من نفوذ على اتحادات العمال الأمريكية بعدم تفريغ السفن المصرية فى الموانئ الأمريكية.. ففى مايو 1960 كانت الباخرة كليوباترا أول من طبقت عليها المقاطعة وامتنع العمال عن تفريغها.. وكان رد اتحاد العمال المصرى سريعاً فتوقف عن شحن وتفريغ السفن الأمريكية فى جميع الموانئ المصرية.. وفى حينه عقدت قيادة الاتحاد العام للعمال العرب فى مقره بالقاهرة اجتماعاً طارئاً، وقرر عدم التعامل مع السفن الأمريكية فى جميع الموانئ العربية تضامناً مع العمال المصريين.. هذا الموقف الصارم الموحد اضطر الرئيس أيزنهاور إلى التدخل الشخصى منه وألزم اتحاد العمال الأمريكى بتفريغ السفينة كليوباترا وتم ذلك دون أى تغيير فى قوانين المقاطعة العربية. ولكن أين اتحاد العمال العرب الآن؟ هل يمكنه اتخاذ مثل هذه المواقف؟ محمود الراوى - القاهرة