أكد المشاركون في ندوة "حول مستقبل الكتاب بين النشر والتوزيع" بمعرض فيصل للكتاب أن المستقبل سيكون في صالح الكتاب الورقي، وليس الإلكتروني كما يعتقد كثيرون، وانتقدوا غياب الشركات الخاصة عن مجال توزيع الكتاب في مصر، مطالبين بدخول القطاع الخاص لأن ذلك سيفيد حالة الكتاب الشرائية، بدلاً من حصر توزيع الكتاب في القاهرة الكبرى، دون الأقاليم. ومن جانبه، قال د. أحمد مجاهد -رئيس هيئة الكتاب الجهة المنظمة للمعرض- إن الأرض المقام عليها المعرض هى ملك للهيئة وستكون النواة الأولى لمشروع شركة التوزيع المصرية للكتاب المأمول إقامتها، كما ستخصص الأرض للنشاط الثقافي ومعارض الكتب فقط، وإن معرض فيصل الرمضاني للكتاب سصبح معرضًا سنويًا للكتاب، وتم وضعه على خريطة المعارض المصرية. ووصف علاقة الهيئة باتحاد الناشرين بأنها تكاملية وليست تنافسية، وقال "لدينا 28 مكتبة في محافظات مصر نبيع فيها كل كتب الناشرين وليس كتب الهيئة فقط، كما أن الهيئة تشارك في كل المعارض الدولية للكتاب وكتاب الهيئة لا يمثل مصر وحده وسيشارك معنا الناشرون بأي معرض خارجي للكتاب". وعن النشر الإلكتروني، قال "مجاهد": "الكتاب الورقي سيظل على الأقل باقيصا لفترة طويلة، ولكن يجب مواكبة العصر الحديث، وأن الهيئة ستبدأ في النشر الإلكتروني بعد شرائها مطبعة أسطوانات مدمجة، لإتاحة كتب الشعر بصوت الشاعر، أو الكتب المصورة بعدما أصبحت الطباعة مكلفة للغاية، فضلاً عن ضرورة مواكبة التكنولوجيا". ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم إن الثورة إذا كانت عملت على إعادة تشكيل الوعي المصري فهى تعيد تشكيل الثقافة المصرية، لافتًا إلى أن مصر بها مشكلة تتمثل في عدم وجود شركات أو مؤسسات خاصة لتوزيع الكتاب، "فمؤسساتنا تعمل بمنطق القرن التاسع عشر، ولو وجدت مؤسسة خاصة بالطباعة ومؤسسة خاصة بالنشر فهذا سيفيد حالة الكتاب في مصر". وعن النشر الإلكتروني, قال "النمنم" إن النشر الورقي هو الذي سيبقى، لأن الأصل في النشر أن يكون ورقيًا، "وإن كان الأمر يتطلب مسايرة الواقع، وتطورات العصر بالتكيف مع الكتاب الإلكتروني". وعن العلاقة بين اتحاد الناشرين وهيئة الكتاب قال محمد رشاد - رئيس اتحاد الناشرين المصريين: "في السنوات السابقة لم تكن جيدة، وكانت تعاني التهميش، إلى أن بدأت درجة من التعاون على استحياء، حتى وصلت علاقتنا حاليصا إلى علاقة شراكة وتعاون". وعن مشكلة التوزيع، أكد "رشاد" أن صناعة النشر والتوزيع تعرضت في مصر والعالم العربي خلال السنوات الأخيرة إلى نوع من التدهور الكبير، "فهناك صعوبات كثيرة تهدد النشر مثل القرصنة الإلكترونية أو الورقية وهى التزوير", لافتًا في سياق آخر إلى أن النشر الإلكتروني يمثل اعتداءً على حقوق الملكية الفكرية والتي يجب حمايتها، وعدم إهدار حق المؤلف واحترم حقوق ملكيته الفكرية". وشدد على أهمية إنشاء شركة التوزيع الكتاب، وألا تكون مقتصرة على الناشرين وإنما بإسهام جميع الجهات، والتوسع في إنشاء المكتبات العامة وإشراك المؤلفين والناشرين في إصدار الكتاب المدرسي، بما يسهم في حركة النشر، كما هو حال الدول المتقدمة.