ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم "السبت" أنه في حين أنه من المرجح أن تهاجم إسرائيل إيران في المستقبل القريب، فإنه ليس في مصلحة أي من الطرفين السماح بتصعيد التوترات بينهما.. وأوردت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أنه على مدى الأيام القليلة الماضية قامت الصحف الإسرائيلية بنشر تقارير تفيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الخريف المقبل. وتابعت الصحيفة القول إنه على الرغم من أن نتنياهو لديه مصلحة في زيادة الضغط على إيران، فإنه سيكون من الخطأ الاعتداد بتلك التقارير، كما أنه من المرجح أن تستخدم إسرائيل سلاح الجو لمهاجمة إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المستحيل التأكد الآن من وجهة نتنياهو في الأزمة الإيرانية فهل سيقوم بمهاجمتها أم لا، وإذا ما قرر مهاجمتها فإن عليه أن ينظر إلى العواقب المحتملة التي ستترتب على الهجوم الإسرائيلي. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم رغبة طهران في خوض حرب كبرى ضد إسرائيل أو ربما الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك لأنه ليس من مصلحة أي طرف أن تقوم الحرب، فإنه من المرجح أن ترد إيران بقوة ضد إسرائيل وربما ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية على أي هجوم يقع عليها. واعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه من زاوية السياسة الإسرائيلية، فإنه إذا ما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن هجوم على إيران فسوف يكون تركيزه على تحقيق أقصى قدر من النجاح لهذة المهمة والتقليل من آثار الخسائر التي ستلحقه من الرد الإيراني، كما أن إسرائيل تتوقع أن يقوم حزب اللة اللبناني -الحليف الرئيسي لإيران- وكذلك حركة حماس في فلسطين بشن هجمات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إنه رغم ذلك فإن نجاح أنظمة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية المتقدمة جعلها في ثقة من قدرتها على استيعاب مثل هذا الأسلوب من الرد الإيراني، وبعيدًا عن الهجمات الصاروخية، فالقيادة الإسرائيلية تدرك أيضًا أن لدى إيران آلية للانتقام عبر القيام بهجمات ضد المصالح الإسرائيلية الدولية سواء عن طريق فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أو عن طريق حزب الله. وأضافت الصحيفة أن المفتاح الرئيسي الذي تلعب عليه إسرائيل هو أن الهجمات الإيرانية لن لتشكل تهديدًا على إسرائيل، كما أنها ستواجه الهجمات الصاروخية أو الهجمات المحدودة التي ستقع من الخارج بضربات جوية أو عمليات برية قصيرة المدة. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه من الناحية الأخرى فإن إيران لديها نفس المخاوف التي تعتري إسرائيل من تفاقم الحرب بينهم، حيث إنها تعتبر امتلاكها القدرة النووية هي الضمان المستقبلي لبقاء الثورة الإسلامية في إيران، كما أن تفاقم الحرب بين إسرائيل وإيران من شأنه أن يجعل التدخل الأمريكي أمرا محتملا، ومثل هذا التدخل سيشكل تهديدا وجوديا على نظام الحكم الإيراني. وتابعت الصحيفة تقول إذا ما قرر نتنياهو مهاجمة إيران فأهدافه ستكون محددة بشكل واضح، وسيكون القصد منها منع إيران من الحصول على القدرات النووية مع الحد من تصعيدات الحرب، فإسرائيل ليس لديها مصلحة في تفاقم الحرب الذى قد يصيب إسرائيل بأضرار جسيمة. واعتبرت الصحيفة أنه في حال وقوع هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، فستقوم إيران بالرد عن طريق ثلاثة محاور: أولها معاقبة إسرائيل على هجومها،ثانيها ردع الهجمات الإسرائيلية وإعادة تشكيل برنامج إيران النووي باعتبارها دولة نووية، وأخيرا إضعاف الدعم الدولي الذي تحصل عليه إسرائيل من أمريكا مما سيزيد من عزلة إسرائيل وضعفها. ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله وحركة حماس وغيرهما من حلفاء إيران سيلعبون دورًا رئيسيًا في الانتقام الإيراني، وستحاول إيران إطلاق عدد من الصواريخ الجديدة متوسطة المدى "سجيل-2"ضد إسرائيل، واستخدام مثل هذه الصواريخ سيكون له أثر كبير في تصعيد الحرب الإسرائلية-الإيرانية وذلك لوقوع العديد من القتلى بين الإسرائيليين. وأشارت الصحيفة – في ختام تقريرها – إلى أن الهدف الأخير والتي ستسعى إيران للثأر به من إسرائيل هو إضعاف العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الدولي، فمثل هذه الرغبة قد تشجع إيران على اتخاذ إجراءات ضد البحرية الأمريكية الموجودة داخل الخليج، أو محاولة زرع ألغام في مضيق هرمز مما سيؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية وزيادة الاضطراب العالمي.