حذر رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي من حدوث "انشقاق نفسي" في أوروبا وقال إنه يجب احتواؤه قائلا خلال حواره في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الأحد إن أزمة منطقة اليورو خلقت حزازات قومية قد تضر بالاتحاد الاوروبي. وفي تطور منفصل، اكد اغناتسيو فيسكو محافظ البنك المركزي الايطالي إن بلاده ليست بحاجة لحزمة مساعدات، وغادر مفتشون من المجموعة الثلاثية المكونة من المفوضية الاوروبية والبنك الاوروبي المركزي وصندوق النقد الدولي اثينا الاحد اثر محادثات استمرت عدة ايام مع الحكومة الائتلافية الجديدة في اليونان. وتحتاج اليونان بصورة ماسة إلى الدفعة التالية من حزمة المساعدات حتى تتمكن من دفع اقساط ديونها ودفع فواتيرها ولكنها ستضطر الى الانتظار مدة شهر حتى صدور قرار. وقال بول تومسون كبير مفاوضي صندوق النقد الدولي "المحادثات مضت بصورة جيدة واحرزنا تقدما ملموسا وسنأخذ قسطا من الراحة ونعود في أوائل سبتمبر"، وعرضت اليونان اجراءات تقشف لتوفير 11.5 مليار يورو للحصول على رضا المفتشين، ولكن الشروط القاسية التي فرضها مقرضو اليونان، مثل خفض الانفاق وزيادة الضرائب واصلاح سوق العمل، جوبهت بغضب عارم من اليونانيين. وانتشرت حالة من الغضب فى الشارع اليونانى تجاه المانيا، وتناول مونتي هذه القضية في لقائه مع "دير شبيغل" قائلا "توجد جبهة في هذه المنطقة بين الجنوب والشمال ويوجد تحامل متبادل ، انه امر مثير للقلق ويجب ان نتصدى له". وتصور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاحتجاجات والمظاهرات في اليونان في صورة الزعيم النازي ادولف هيتلر، وحذر مونتي من ان انهيار منطقة اليورو "سيدمر اسس المشروع الاوروبي". وترزح الحكومة الايطالية تحت وطأة اكبر ديون في منطقة اليورو، مما يجعلها اكثر عرضة لفقدان ثقة السوق، وهو ما يجعل من المستحيل ان تتمكن الحكومة الايطالية ان تستدين عندما يحل وقت سداد ديونها، وتتركز التكهنات في الوقت الحالي على اسبانيا التي حصلت على حزمة انقاذ لبنوكها قيمتها مئة مليار يورو.