تكتب : تاج وليست ريشة بين حزن وإنكسار الأحد الحزين وفرحة الإنتصار باربعاء الشموخ والكرامة مرت الايام ثقيلة صعبة . ومثلما لم يتخيل أحد منا أن يبلغ التحدى والإستهانة بالنظام لحد إقتحام رجال الشركة لنقابة الرأى والحرية فى واقعة لم تحدث فى أعتى عصور الإستبداد والقهر، جاء الرد من جموع الصحفيين ايضا ليشكل صفعة قوية لكل من تصور نفسه أكبر من المساءلة وأبعد عن الإدانة وأقوى من الهجوم والمحاسبة . كان رد فعل الصحفيين سريعا حاسما والأهم مفاجئا . مفاجأة مبهرة رائعة عوضت قلق ايام الإنتظار . لم يكن أحدا يتوقع أن يتم الحشد بهذا العدد الضخم . كانت المؤشرات محبطة أعداد قليلة وأصوات ثورية محدودة تلك التى ربضت مدافعة عن النقابة بعد عملية الإقتحام ، تواجه بتحدى حملة شرسة لتشويه صورة الصحفيين وإتهامهم بالغرور والصلف والشعور بأن " على راسهم ريشة ".وأنهم يريدون أن يصبحوا قوة فوق القانون . اتهامات باطلة تحاصر القابضين على جمر كرامتهم . وتحشد الرأى العام ضدهم ، تطلق سهام السخرية عليهم تستهين بمعركتهم وتستبيح إدانتهم وتسفه من غضبهم وثورتهم . كانت أبواق المأجورين تنعق بالسب والتشويه والتفزيم من قضية الصحفيين لتصم الآذان عن صوت الإحتجاج المدافعة عن كرامة الصحفيين وهيبة النقابة .تلك هى القضية كرامة وهيبة وليس إحساسا بالتعالى والغرور والعظمة بتلك الريشة المزعومة . عدالة القضية لم تقلل ذلك الإحساس بالقلق ألا يكون رد فعل الصحفيين مناسبا لحجم الخطر وقدر الإستباحة وعمق الإهانة والتقزيم . ربما لم يغب الأمل وربما تعلق الكثيرون بقشته كغريق ليس أمامه غيرها للتمسك بالحياة . بهذه الروح مضى كثيرون للنقابة لم تفلح الحواجز الحديدية فى منعهم من الوصول لنقابتهم . لم تفلح وصلات النفاق للنظام والرقص على تسلم الايادى وهتافات بذيئة تسب الصحفيين على مرأى ومسمع من قوات الشرطة التى لم تبد لهم عينها الحمراء لمنعهم مثلما منعت وحاصرت المتظاهرين فى يوم الأرض وماتلاه من أيام ومنعتهم من الوصول للنقابة . كان على الصحفيين إختراق جموع المأجورين والبلطجية أصحاب الايادى والهتافات البذيئة وكان عليهم اختراق الحواجز الحديدية التى فرضها الأمن لمنع وصول الصحفين لنقابتهم . بعد سجالات طويلة وأخذ ورد ومحاولات مفضوحة للعرقلة جاء الحسم بأجساد شباب الصحفيين لتفتح ثغرة ينفذ منها الجميع ليصلوا مقر نقابتهم .تلك كانت البداية المبشرة لكنها لم تكن بالطبع كافية لضمان تحقيق الإنتصار، إنتصار لم يكن ليكتمل لولا تلك الحشود الرائعة من الصحفيين التى ضجت بالهتاف والإحتجاج والغضب دفاعا عن كرامة نقابتهم .ارفع راسك فوق إنت صحفى . كان وقع الهتاف الحماسى رهيبا ، أججته تلك الكلمات الهادرة من أعضاء مجلس النقابة والتى قاطعتها أصوات الصحفيين المؤيدة الداعمة لتزيد من سقف المطالب المفترحة لتصل لأقصى مايرضى الجموع الغاضبة التى اصرت على التمسك بإقالة وزير الداخلية وتقديم إعتذار من رئاسة الجمهورية عن جريمة إقتحام نقاية الصحفيين والإفراج عن الصحفيين المحبوسين فى قضايا النشر، والعمل على إصدار قوانين تجرم منع الحبس فى قضايا النشر ، والطعن رسميا على قار حظر النشر وإقامة دعوى قضائية ضد وزير الداخلية لمحاسبة المسئولين عن حصار النقابة. قرارات أثلجت صدور الصحفيين ونجحت فى تحويل حزنهم لفرحة . تبادل الجميع التهانى بفرحة الإنتصار . صحيح أنها مجرد خطوة على طريق طويل صعب يدرك الجميع أن المعركة مازالت فى بدايتها وربما لم تبدأ بعد ويدرك الجميع أن اياما صعبة فى إنتظارنا ، وأن هناك جولات اشد وأخطر أمامنا . لكن الجميع ايضا يدرك أن قوة الصحفيين حقا في وحدتهم . فى تناسى خلافاتهم وغض النظر عن تباين مواقفهم وإتجاهاتهم ورؤاهم والإلتفاف حول هدف واحد اسمى وأهم وأكبر وهو حرية وكرامة الصحفى ، فهى بالفعل التاج وليست الريشة التى تتزين بها وبفخر جبهته . المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية