الشركة المصرية للأدوية تُحذر والصحة تنفى ألبان الاطفال.. أزمة مُعلقة.. وحكومة مفطومة نقيب الصيادلة: لا توجد سياسة واضحة فى حل مشكلة الألبان حتى الآن "الصحة": لا يوجد أزمة ولدينا مخزون يكفى ل5 أشهر "الصحة": خلال أسابيع تنتهى الوزارة من قرارها الأخير بشأن الصفقة الجديدة الشركة المصرية ل"الحكومة": خلال شهرين من الآن لن نجد عبوة لبن واحدة فى مصر
نحو أكثر من 3 ملايين طفل سنويًا، يولدون بحاجة إلى اللبن الصناعى المدعم، ربما لأسباب صحية للطفل أو الأم التى لا تستطيع تغذية أطفالها باللبن الطبيعى، إلا أن هناك أزمة كبيرة تواجه الأمهات منذ الأسابيع الماضية هى أزمة اختفاء الألبان المدعمة والتى وصلت إلى ذروتها فى مشهد لا يخلو من الضبابية والتخبط السياسى فى القرارات الوزارية. كل المؤشرات تقول إن وزارة الصحة هى التى صنعت الأزمة منذ أن أعلنت عن صفقة الألبان الأخيرة، والتى تباطئت فى إرسائها وإسنادها للشركة المصرية للأدوية التى استنفدت مخزونها الاستراتيجى، لترسل رسائل تحذير للحكومة بأنه فى غضون شهرين ونصف من الآن، لن تجد أم مصرية عبوة لبن واحدة لطفلها. على الرغم من تأكيد الشركة المصرية للأدوية والمنوطة بتوزيع المنتج، بوجود أزمة حقيقة على أرض الواقع وأن الاحتياطى لديها من الألبان المدعمة يكفى فقط لشهرين ونصف من الآن، تستمر وزارة الصحة فى تأكيد أنه لا يوجد أزمة وأنه وفقا لتقارير لديها بأن مخزونها يكفى ل5 أشهر قادمة. صرخات الأمهات فى الشارع وأمام فروع الشركة المصرية للأدوية، وبكاء الأطفال جوعًا تعكس المشهد الحقيقى للأزمة، الأهالى يئنون وجعا على أطفالهم ورب الأسرة يتضرر من أسعار الألبان فى السوق السوداء التى تصل إلى 90 جنيهًا وطفله يحتاج إلى أكثر من 8 علب شهريًا. الدكتور محى عبيد نقيب الصيادلة، أكد فى تصريحه ل"المشهد"، على وجود أزمة حقيقة فى نقص الألبان المدعمة للأطفال، مؤكدً أن وزارة الصحة مازالت لم تنه أوراق إسناد أمر التوريد للشركة المصرية بعد. وأضاف "عبيد": "لا توجد سياسة واضحة للحفاظ على المخزون الاستراتيجى الحالى لألبان الاطفال"، مُضيفًا:"هناك غموض فى مشهد الألبان، واحنا مش عارفين رايحين على فين". وقال "نقيب الصيادلة"، إنه بدوره يتواصل مع وزارة الصحة للتصعيد وحل هذه الأزمة فى أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن ألبان الأطفال أمن قومى، منوهًا إلى أن ارتفاع أسعار الدولار خلال الأيام الأخيرة ربما سيؤثر سلبيًا على زيادة تصاعد الأزمة وتداعيتها. النائب البرلمانى محمد وهب الله عضو مجلس إدارة الشركة المصرية للأدوية، أكد على وجود مشكلة حقيقية فى ألبان الأطفال المدعمة، منوهًا إلى أنها ستتفاقم أكثر خلال الفترة القادمة إذا لم تلجأ وزارة الصحة إلى حل طارئ وسريع للتدخل فى إنهاء الأزمة، مستنكرًا تباطؤ الوزارة فى إسناد أمر التوريد للشركة المصرية خلال المناقصة الجديدة التى تستمر منذ أكثر من 8 أشهر ماضية دون وصول إلى قرار نهائي حتى الآن، مُتسائلًا: لمصلحة من وزارة الصحة تغض الطرف عن المناقصة وتتعمد خلق حجج وأمور لتعطيلها؟ وكشف "وهب الله"، أن وزارة الصحة خفضت كمية العبوات والوزن أيضًا، عن المعتاد فى ظل ظروف الأزمة الحالية التى يشهدها السوق المصرى، مُشيرًا إلى أن الدولة تستورد كل عام 23 مليون عبوة لبن خُفض هذا العام ليصل إلى 18 مليون عبوة فقط، بالإضافة إلى أنه تم تخفيض وزن العبوة من 450 جرام إلى 400 جرام فقط، فى ظل زيادة المواليد السنوية. وأضاف "عضو مجلس إدارة الشركة المصرية للأدوية"، أنه تم إلغاء الشريحة الثانية المستفيدة من ألبان الأطفال، حيث أنه هناك ثلاثة شرائح أو أنواع وهى ذات دعم كلى وجزئى لفئة عمرية أخرى، حيث يصل ثمن العبوة للطفل من عمر يوم إلى 6 أشهر إلى 3 جنيهات فى الدعم الكلى وهو ما يصرف من قبل وزارة الصحة عن طريق مراكز رعاية الأمومة والطفولة، ليكون فى الجزئى ب17 جنيهًا، بينما من عمر 6 أشهر إلى عامين يصل سعره إلى 18جنيهًا، فتم إلغاء الفئة ذات ال17 جنيهًا والتى يصل سعرها فى الصيدليات إلى 60 جنيها. وحمّل المسؤولين عن تأخير المناقصة مسئولية ارتفاع الأسعار وتخفيف وزن العبوة بسبب حجة الدولار، منوهًا إلى أن المناقصة بدأت قبل ارتفاع سعر الدولار بشهور والحكومة هى المسؤلية عن ذلك وعليها أن تتحمل الفرق ولا تحمله للطفل المصري، منوهًا إلى أن الدولة تدعم ألبان الأطفال سنويًا بنحو 350 مليون جنيه. وقال " وهب الله"، إنه منذ 30 عامًا والشركة المصرية تقوم بتوزيع الألبان، والحكومة تدعمه دون أي معوقات أو أزمات، منوهًا إلى أنه أول مرة يشهد السوق الدوائى هذا العجز الفادح فى الألبان، مُحذرا الحكومة أنه بعد شهرين ونصف من الآن لن توجد علبة لبن واحدة فى مصر، منوهًا إلى أن الشركة تتعامل مع الاحتياطى النهائى بها بعد استنفاد مخزونها الاستراتيجى. ومن ناحيته رأى الدكتور على عبد الله مدير مركز الدراسات الدوائية، أن الحل خلال الفترة الحالية هو الاقتصاد فى الكمية المتاحة حتى تستطيع الدولة الانتهاء من أوراقها، لافتًا إلى قرار عدم صرف العبوات سوى مستحقيها فقط، وأن الوزارة تقتصر التوزيع على مراكز الأمومة والطفولة لضمان توزيعها الصحيح، مناشدًا الصيدليات بعدم بيع الأدوية سوى بروشتة المريض الذى يستدعى ذلك. الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، نفى ل"المشهد"، وجود أزمة فى ألبان الأطفال، مُشيرًا إلى أنه يوجد مخزون استراتيجى لدى الدولة يكفى ل5 أشهر قادمة، متوفرة بمراكز الأمومة والطفولة المنوطة بصرفها. وأوضح "مجاهد"، أن الوزارة تعمل حاليًا على ميكنة عمليات صرف الألبان من منافذ الصحة، لمنع تسربها بطريقة غير شرعية، منوهًا إلى أنه تم زيادة منافذ التوزيع إلى 1005 بعد أن كانت 608 منافذ، وأنه سوف تتم مراعاة التوزيع الجغرافى حتى تكون متوافرة فى كل المحافظات. وقال "المتحدث باسم الصحة"، إن أسباب انتهاء الألبان من السوق هى أن الوزارة تعمل على تحجيم عملية التوزيع لضمان الوصول لمستحقيها، منوهًا إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة نشر خريطة بها عناوين الأماكن التى يتواجد بها مراكز الصرف كل حسب محافظته. وكشف، أنه فى غضون أسابيع من الآن، سوف تنتهى وزارة الصحة من قرارها الأخير فيما يخص مناقصة الألبان الجديدة بعد انتهاء مفاوضتها ووصولها للسعر الأقل للمواطن المصرى.
