أكد تقرير دولي حدوث "تدهور خطير" فيما يتعلق بحرية الصحافة في مصر، ووصفها بأنها "أكبر سجن للصحفيين"، بعدما تراجعت إلى المركز 159 بحسب التصنيف الأخير لمنظمة "مراسلون بلا حدود." ولفت التقرير، الذي نشرته المنظمة على موقعها الرسمي، إلى أن تونس جاءت في صدارة الدول العربية من حيث حرية الصحافة، بعدما تقدمت 30 درجة إلى المرتبة 96 بالتصنيف العالمي. أكبر سجن للصحفيين: وقالت "مراسلون بلا حدود" إنه بالرغم من المشهد الإعلامي الذي يشهد رواجاً كبيراً في مصر، إلا أنه "يأتي في سياق أمني يطغى عليه التوتر، ويجد الصحفيون أنفسهم أمام نظام يقمع الأصوات الناقدة، تحت ذريعة الاستقرار والأمن القومي."
ووصفت المنظمة مصر بأنها "من أكبر السجون بالنسبة للصحفيين على الصعيد العالمي"، بسبب استمرارها في اعتقال أكثر من 20 إعلامياً "بذرائع زائفة"، وفق ما جاء في تقرير لموقع "هافينغتون بوست."
وأكدت "مراسلون بلا حدود" أنه بمجرد انتقاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أو حكومته، فإن ذلك قد يكون "مصدر ضغط متواصل على الصحفيين، أو سبباً لطردهم من عملهم، بل وقد يؤدي بهم إلى السجن أيضاً." الصحافة في تونس: مسؤولة مكتب شمال أفريقيا في منظمة مراسلون بلا حدود، ياسمين كاشا، قالت خلال ندوة صحفيّة بالعاصمة تونس: "لاحظنا في 2015 تقلّص عدد الانتهاكات الموجّهة ضد الصحفيين في تونس، رّغم تواصل العنف المسلط من طرف الأمنيين عليهم."
وأضافت المسؤولة بالمنظمة أن "تطور تونس يجب أن يشجع السلطات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني على مواصلة جهودهم التي يبذلُونها من أجل إصلاح قطاع الإعلام، فالتحديات تبقى عديدة وأولها قيام صحافة مستقلّة حقاً في وجه سلطتي المال والسياسة." تدهور حرية الصحافة: وتعليقاً على تراجع وضع حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم بصورة عامة، قال الأمين العام للمنظمة، كريستوف دولوار، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "جميع مؤشرات التصنيف تشهد على تدهور.. ثمة سلطات عامة عديدة تحاول استعادة السيطرة على بلدانها، خشية حصول انفتاح كبير في النقاش العام."
ويرى دولوار أن التقنيات الجديدة أتاحت للسلطات سهولة متزايدة في التوجه مباشرة إلى الجمهور، ما أدى إلى عنف أكبر تجاه كل الذين يمثلون الإعلام المستقل.
وإذا كان وضع الصحافة تدهور في كل المناطق الجغرافية، فإن القارة الأمريكية شهدت أكبر تراجع في مجال حرية الصحافة، لاسيما مع عمليات الاغتيال التي استهدفت صحفيين في أمريكا الوسطى. حرية الصحافة اليوم: وأضافت مسؤولة مكتب شمال أفريقيا لمنظمة مراسلون بلا حدود أن "فنلندا تحتل المرتبَة الأولى في تصنيف 2016، تليها هولندا، ثم النرويج."
ووفق المسؤولة نفسِها فإن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الأخطر اليوم في العالم، من حيث حريّة الصحافة، وذلك يعود إلى دوامة العنف التي يعمل فيها الصحفيون، ويتلقون العنف على أيادٍ مُختلفة سواء كانت ميليشيات أو دولة، ويقابَل ذلك بالإفلات من العقاب، ومثال ذلك سوريا (المرتبة 177) واليمن، وليبيا."
كما أردفت بالقول إنه "في عدد من البلدان كمصر (المرتبة 159)، والمغرب (المرتبة 131) فإن قانون مكافحة الإرهاب يعتمد للقيام بقمع الصحفيين."
وبحسب كاشا فإنه "في 2015 تم قتل 110 صحفيين في العالم، فيما تم سجن 153 آخرين، كما يوجد أكثر من 50 صحفياً رهينة في العالَم."
ويُنشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة سنويًا منذ 2002 من قبل منظمة مراسلون بلا حدود، وتعتمد فيه مؤشرات عديدة على غرار التعددية واستقلالية وسائل الإعلام ومحيط العَمل والقوانين والشفافيّة والبنية التحتية والاعتداءات.