نور ذو الفقار سجلت حرية الصحافة خلال العام 2015 تراجعًا في جميع أنحاء العالم، وخصوصًا في القارة الأميركية، التي جاءت للمرة الأولى بعد أفريقيا، بحسب التصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" الصادر اليوم الأربعاء. يستند هذا التصنيف لحرية الصحافة في 180 دولة، الذي تصدره المنظمة منذ العام 2002، الى مجموعة من المؤشرات، هي التعددية واستقلالية وسائل الإعلام والبيئة والرقابة الذاتية، والاطار القانوني والشفافية والبنى التحتية والتجاوزات. وأكدت المنظمة انه في أميركا اللاتينية "يشكل العنف المؤسساتي (في فنزويلا في المرتبة 139 او الاكوادور في المرتبة 109) والجريمة المنظمة (هندوراس 137) والافلات من العقاب (مثل كولومبيا، 134) والفساد (مثل البرازيل، 104) والرقابة على وسائل الاعلام (الارجنتين المرتبة 54) ابرز العراقيل امام حرية الصحافة". وفي اميركا الشمالية، تقوم الولاياتالمتحدة (المرتبة 41) برقابة معلوماتية، وسجلت كندا التي تراجعت عشر مراتب (18) تدهورا في وضعها ايضا خلال "نهاية ولاية رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر" بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود". وبذلك أصبحت الاميركيتان خلف افريقيا، رغم أن منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا تبقى المنطقة التي يتعرّض فيها الصحافيون "لقيود من كل الانواع" اكثر من أي مكان آخر في العالم. وتأتى سوريا الأضعف عربيا في بعض الدول التي تشهد نزاعات مثل العراق (المرتبة 158) وليبيا (164) واليمن (170)، ولفتت المنظمة الى ان "ممارسة الصحافة تعود الى فعل شجاعة". وأشادت منظمة "مراسلون بلا حدود" بتحسن الوضع في تونس (96) التي تقدمت 30 مرتبة .حيث قال البيان أن "تونس تتصدر العالم العربي في التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2016". في هذا الصدد قالت ياسمين كاشا مسؤولة مكتب شمال افريقيا في منظمة "مراسلون بلا حدود" ان "تطور تونس يجب ان يشجع السلطات ووسائل الاعلام والمجتمع المدني على مواصلة جهودها التي تبذلها من اجل اصلاح قطاع الاعلام". وفي ادنى الترتيب كما في السنة الماضية صنفت سوريا في المرتبة 177 من اصل 180 في هذا التصنيف، مباشرة بعد الصين (176) وقبل تركمانستان (178) وكوريا الشمالية (179) واريتريا (180). وفي افريقيا تراجعت بوروندي 11 مرتبة (156) لان هذا البلد "كان مسرحا لاعمال عنف حيال الصحافيين بعد ترشيح واعادة انتخاب الرئيس بيار نكورونزيزا المثير للجدل". وفي آسيا تراجعت اليابان 11 مرتبة (الى 72) بسبب قيام العديد من وسائل الاعلام بينها العامة ب"الرقابة الذاتية حيال رئيس الوزراء خصوصا". فنلندا محتفظة بتقدمها أمام الدول التي حققت أداء جيدا فهي فنلندا، التي أحتفظت بمرتبتها الاولى للسنة السادسة على التوالي، وبعدها هولندا والنروج . واذا كانت اوروبا تبقى المنطقة التي تحظى فيها وسائل الاعلام باكبر قدر من الحرية، لفتت منظمة "مراسلون بلا حدود" الى ضعف نموذجها، معددة "تحريف مكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب وإعتماد قوانين تتيح مراقبة واسعة النطاق وإزدياد تضارب المصالح وتدخل متزايد للسلطات بوسائل الإعلام العامة، وفي بعض الاحيان الخاصة" لتخلص "يبدو ان القارة لا تتجه نحو مسار ايجابي". وتراجعت فرنسا سبع مراتب (45)، واسفت منظمة "مراسلون بلا حدود" لان "حفنة من رجال الاعمال لها مصالح خارج ميدان الإعلام، ينتهي بها الأمر بامتلاك الغالبية الكبرى من وسائل الاعلام الخاصة التي يجب ان يكون اتجاهها وطنيا"