كشفت منظمة "مراسلون بلا حدود"، عن "تراجع حاد " في حرية الصحافة بالعالم عام 2014، مقارنة بعام 2013، ولا سيما بسبب أنشطة مجموعات مثل تنظيم "داعش" وحركة "بوكو حرام"، فيما لا تزال سوريا البلد الأخطر عربيا على الصحفيين. بينما تقدمت كل من تونس وسلطنة عمان 7 مراكز لكل منهما في عام 2014، مقارنة ب2013، فيما جاءت الكويت في المرتبة الأولى عربيا من حيث حرية الصحافة حيث احتلت المرتبة ال90. وقالت المنظمة الدولية، المعنية بشؤون الصحافة في العالم، خلال تقرير صادر اليوم، وتضمن تصنيفها السنوي للبلدان من حيث حرية الصحافة، إن ثلثي الدول ال 180 (المدرجة في تصنيف المنظمة) حققت أداء أدنى، من نظيره في النسخة السابقة من التصنيف (تصنف 2013). وأحصت المنظمة، في تقريرها الذي اطلع عليه مراسل الأناضول، 3719 انتهاكا لحرية الصحافة في 180 بلدا خلال 2014، بزيادة 8% عن العام الذي سبقه. ووفق ترتيب المنظمة، تقدمت الكويت إلى المرتبة 90 بعد أن كانت 91 العام الماضي، لتصبح الاولى عربيا، فيما تراجع تصنيف الإمارات مركزين لتستقر في المرتبة 120، كما تراجعت قطر أيضا مركزين لتصبح في المرتبة 115. وحافظت السعودية والبحرين على مركزيهما 164 و163 على التوالي، فيما تقدمت عمان 7 مراكز لتصل إلى المرتبة 127. ولفتت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها إلى أن جميع أطراف النزاعات الجارية في الشرق الأوسط وأوكرانيا كانت تشن "حربا اعلامية بلا هوادة" حيث كان الاعلاميون أهدافا مباشرة للقتل أو الخطف أو الضغوط لحضهم على نقل الدعاية. وأشارت الى وجود "ثقوب سوداء" خطيرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث "تسيطر مجموعات غير حكومية على مناطق بكاملها لا وجود فيها بكل بساطة للإعلام المستقل". ولفتت الى ان "تجريم الاساءة الى الدين يعرض حرية الاعلام في نصف دول العالم للخطر"، مشددة على أن المتطرفين يلاحقون أحيانا صحفيين أو مدونين لاعتقادهم أنهم لا يحترمون ديانتهم او نبيهم. و بحسب تصنيف المنظمة فإن سوريا لا تزال تعتبر اخطر بلد في العالم العربي على الصحفيين، وحلت كما في العام السابق في المرتبة 177 من أصل 180 بلدا، مباشرة قبل الصين (176) وبعد تركمانستان (178) وكوريا الشمالية (179) واريتريا (180)، وهي الدول الاربع التي تصدرت تقرير العام الماضي ايضا. وجاء العراق في المرتبة 156 ونيجيريا في المرتبة 111 واوضحت المنظمة ان هذين البلدين "شهدا هذه السنة ايضا ظهور ثقوب سوداء في الاعلام" مشيرة من جهة اخرى الى أن "اتساع الاعتداءات" التي يرتكبها تنظيم "داعش" في العراقوسوريا "دفع الصحفيين الى الفرار". كما تقدمت تونس بسبعة مراكز ضمن التصنيف لتحتل المرتبة ال126 عالميا. وتأتي إيطاليا التي شهدت "فورة في التهديدات وخصوصا من المافيا وفي الاجراءات القضائية التعسفية بتهم التشهير" في المرتبة 73 بتراجع 24 درجة. وللسنة الخامسة على التوالي تبقى فنلندا في المرتبة الاولى من التصنيف، تليها هذه السنة النروج والدنمارك التي دخلت الى المراتب الثلاث الاولى. غير أن عددا من الدول الأوروبية الصغيرة تراجعت في التصنيف فانتقلت لوكسمبورغ من المرتبة 4 إلى المرتبة 19، وليشتنشتاين من المرتبة 6 إلى 27 ، واندورا من المرتبة 5 إلى 32، في أكبر تراجع سجلته دولة في هذا التصنيف. وجاءت بلغاريا، في المرتبة 106 بتراجع ست مراتب، في أسوأ موقع بين دول الاتحاد الأوروبي، فيما تأتي اليونان في المرتبة 91. من جانبها تقدمت فرنسا درجة الى المرتبة 38 حيث لم يأخذ التصنيف بالاعتداء على صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة. أما الدول الأفريقية فهي لا تزال في المراتب المتدنية بالرغم من التقدم الذي احرزته ساحل العاج (86 بتقدم 15 مرتبة). وخسر الكونغو 25 مرتبة (107) وليبيا 17 مرتبة (154). ويقوم هذا التصنيف على سبعة مؤشرات هي مستوى التجاوزات، وانتشار التعددية، واستقلالية وسائل الاعلام، والبيئة والرقابة الذاتية، والاطار القانوني، والشفافية، والبنى التحتية. ورأت المنظمة أن "حرية الصحافة ... في تراجع في القارات الخمس" .