بدأ الأمر بشكوى بعض الأهالي في قرى ريفية من إصرار أطباء على صرف روشتة الدواء التي يكتبونها من صيدلية معينة، وذلك بُحجة أن يراجعها الطبيب المعالج ويطمئِن مريضه بصحة الدواء، والتأكد من عدم صرف الصيدلي بديلاً عنه. ثم تطوّر الأمر قليلاً بتمرير أطباء آخرين مرضاهم إلى زملاء ذوي تخصص مختلف، وذلك عملاً بمبدأ "المليان يكب على الفاضي"، أو بالأحرى مبدأ "باصيلي وأباصيلك". إلى أن انتشرت بشكل فج معامل التحاليل الطبية حتى أصبح المبنى الواحد يضم معملين، أو ثلاثة، ومن هنا ظهر التسارع بين إدارات المعامل المختلفة، رغم ثبات أسعارها الباهظة، لمحاولة كسب ثقة الأطباء قبل المرضى، حتى طفا آخرون يرشحون معامل معينة.. ورغم تأكيد بعض مسوِّقي الدواء "معظمهم خريجو طب بيطري أو صيدلة، أو علوم" على وجود أطباء يطلبون هدايا شخصية من قبل الشركة سواء تمثلت في طباعة روشتات أو أجندات، ومنهم من يكلف جيبه الخاص، لكي يحظى المندوب أو "السوبر فايزر" بتحقيق النسبة المطلوب تسويقها، ويتفضل معالي الطبيب بكتابة الدواء الخاص بشركته، إلا أن ذلك لم يوحِ بفرض سوء الظن تجاه رحماء الأرض. فلا عيب في أن يوجه طبيب مريضه لصيدلية أو معمل تحاليل بعينه، ثقةً منه فيهما، ذلك أن الطبيب هو الوحيد الذي يأتمنه المريض على حياته، ويدع له جسده يقلّب فيه كيفما يشاء، كما يترك الميتُ نفسه بين يدي المغسِّل، وإن كان الأخير مسلوب الإرادة.. والمدعاة الحقيقية لكتابة هذا المقال أن البعض بات يشتكي غلاء دواء وفقر مال، وسوء معيشة، في وقت يتكتمون فيه على أوجاعهم، لتيقنهم بعدم أحقيتهم في أن يشتكوا مرضًا، نظرًا لدونية المستشفيات العامة من جهة، وارتفاع بونديرة المستشفيات والعيادات الخاصة من جهة أخرى، وفي الوقت نفسه نجد شركات تطلب زيادة تعريفة بعض أدويتها. ما يزيد الطين بلة، بل عُدّ ما شئت من البلّات، ما نشره موقع"Healthyfood" الأمريكى، بحسب ما نقلته مواقع عربية، عن دراسة تشكل صدمة كبرى ليس لمرضى السرطان فحسب، بل للبشرية كلها. ذكر الموقع على لسان أستاذ فيزياء طبية وعلم وظائف الأعضاء فى كلية بيركل إجراءه دراسة أظهرت نتائجها أن العلاج الكيميائى لا يشكل علاجًا لمرض السرطان، وأنه مجرد خدعة من الأطباء وشركات الأدوية الكبرى. ووفقا للدراسة، التى عمل دكتور جونز على نتائجها لمدة عامين، فإن الهدف الوحيد لعلاجات السرطان الكيميائية هو الربح، الذى تقتسمه الشركات الكبرى والأطباء، ومرافق الرعاية الصحية وغيرها من المشاركين فى هذه الصناعة. ووفقا للإحصاءات، فإنه فى كثير من الحالات يُخفى الأطباء حقيقة العلاج الكيميائى عن مرضى السرطان، ويتجاهلون حقيقة عدم فاعليته وتعريضه الجسم للسموم، بل تعجيل الوفاة، بشكل أسرع مقارنة مع المرضى الذين اختاروا أي علاج آخر أو رفضوا الخضوع للعلاج الكيميائى، وفق الطبيب الباحث. صدور مثل هذه الدراسة ونشرها في مواقع عالمية يضعنا أمام أطباء منزوعي الضمير، وشركات عالمية تصدِّر لنا الوفاة ونستوردها بملايين الجنيهات. إذا لم ترد جميع وزارات الصحة العالمية منها والعربية على نفي هذه الدراسة بالبحث والتجريب وإثبات البراهين، فإن ذلك يحعلنا في مواجهة مافيا من نوع جديد لا تقل في خطورتها عن انتشار مافيا سرقة الأعضاء التي انتشرت في وقت من الأوقات، بمساعدة بعض أصحاب المهنة.. مافيا مهدّت لوجودها بزنسة الطب. المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية