الرئاسة فى أزمة، والبلد فى خطر، ورائحة المؤامرة وصلت للأنفاس الخائفة، وشبح التدخل الخارجى تحت مزاعم محاربة داعش يناوشنا، والحكومة الإنجليزية تكشف عن وجهها المتواطئ مع أسيادها الدائمين وأمريكا وروسيا تعيدان أمجاد الحرب غير الباردة على أرضنا وعلى أنقاض مصالحنا وإسرائيل تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض، والارهابيون يخرجون لنا الألسنة بإعلانهم مشكوك النسب بتفجير الطائرة الروسية بتبعاته المأسوية على السياحة المصرية. أما الإخوان وأه من الإخوان تنعق محطاتهم الفضائية بنعيق التشفى فى مصر السيسى وانتقاما من شعب لفظهم والحنة لسه فى إيديهم ! هكذا يصرخ الجميع ولكن ليس على نغمة واحدة !. الخائفون والمرتعبون من كل شىء يصرخون فينا يا عالم ياهو مصر فى خطر لابد أن نصطف حول الرئيس.. أفيقوا يرحمكم الله هذا ليس وقت الاختلاف اسندوا ظهره وأطلقوا مليون شير لست وحدك يا رئيسنا !!وافهموا يا معارضين يا متظاهرين يا طالبى العدل الفئوى والغافلين عن الاقتراب المرعب للمصير المفزع لسوريا والعراق وقبلهم ليبيا المأسوف على ثورتها ! تلك هى حصيلة ما تفاجئت به على مدى الأيام الماضية حتى تلك اللحظة على صفحات الفيس بوك حالة من الرعب واالفزع من تبعات الإهانة الدبلوماسية التى تعرض لها الرئيس السيسى فى بلد الفرنجة الإنجليز جراء تبعات سقوط الطائرة الروسية من تجميد الرحلات وسحب السياح الإنجليز بسرعة مجنونة ومفتعلة، كإن الارهابيين على أبواب المطار مشهرين سلاحهم، وكإن مخابراتهم التى لم تسطع حماية قطاراتهم من التفجيرات الإرهابية قد تفوقت على نفسها وأطلعتهم على خطر داهم خصوا به أنفسهم دون مشاركة للحليف المصرى التى تبلغ استثماراته معه إلى المليارات ومع ذلك لم تشفع لهم عند الفرنجة مع أن المصاب مصابهم والمسئولية الأمنية تحيط براقبهم، ولكن نقول إيه إنها المؤامرة العالمية ضد مصر و30 يونيو ! سأوافق دون تحفظات على كل ماسبق وأؤيد بشدة الالتفاف حول الرئيس المنقذ فى تلك الظروف الصعبة، ولكن ما هو نوع الالتفاف الذى يجب أن نمارسه حتى نعدى تلك اللحظات الشائكة ؟؟؟ هنا سنختلف بالقطع مع المؤيدين بلا شروط والمبررين بلا تمييز وقبلهم الراقصين لكل الحكام على اختلاف انتماءاتهم وانحيازاتهم المتعارضة ! فالكثيرون يرون أن الالتفاف يعنى أن يعيد الرئيس حساباته وسياساته واختياراته التى أوصلتنا لتلك اللحظة فيرون أن عليه أن يبحث عن الأكفاء المخلصين الذين يرون فى المناصب مهما قل أو كبر شأنها وسيلة لخدمة الوطن والشعب الذى لم يجد من يحنو عليه بالفعل!! الالتفاف يعنى أن يعيد السياسة إلى الحياة، الملقبة بالسياسية، فلن تحل المشاكل بالأمن وحده لا على المستوى الداخلى وبالضرورة على المستوى الخارجى!! كما يجب عليه أن يقتنع بوجود خلية أزمة، مكونة من المتخصصين فى مجالات الأزمة يديرون حل أزمة كتف بكتف الرئيس سواء كانوا عسكريين أو أعوذ بالله مدنيين مستشارين حقيقيين يسمع لهم بجد بصرف النظر عن من سيعود إليه أسباب النجاح عسكريا كان أم مدنيا ! مصر فى أزمة أو فى خطر.. لا يهم حقا التصنيف المهم أن نعى الحلول وننقى الأجواء من سحب الغضب والخذلان واليأس والظلم حتى يستطيع أن يدير معركته الخارجية وهو مطمئن إلى تأييد فعلى للشعب وثقته على أنه قادر على الخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر الممكنة أو المكاسب إن أمكن !! الاصطفاف يعنى أن نكف الإعلام التعبوى وعن الرقص والصراخ واتهام كل رأى معارض بالخيانة فصديقك من صدقك وليس من اصطحبك بتأييده الأعمى إلى نهايات من سبقك وهو ما لا نرضاه للرئيس المنقذ!!! الاصطفاف يعنى ألا نستغل الأزمة لنهدد الشعب بحضور انتخابات يعلن مرشاحوها أنهم سيتنازلون عن واجبهم فى المحاسبة والمراقبة ويعدلون دستورا فى اغتيال صلاحياتهم النيابية من أجل الرئيس فى خيانة غير مسبوقة لجماهير أيدت الدستور بنسبة ساحقة من أجل تلك المواد بالذات التى تجعله لأول مرة مشاركا فى حكم بلده!! إن الدساتير تكتب لتنفذ لا أن ينكل بمواده قبل أن يرى نور الصباحية ولا أن يتهم من يتمسك به بأنه ينضم إلى أعدائها فى استغلال رخيص لإرهاب المعترضين الصامتين المسالمين اليائسين المجروحين فى خلط مخجل للأمور ! الاصطفاف يعنى أن تكون النية صادقة فى محاربة الفساد المعشش فى مؤسسات الدولة بلا استثناء وانتقائية وانتقامية لتحقيق أغراض بعيدة تماما عن تلك الحرب المعلنة والمزعومة!! والأهم من كل ما سبق أن يعيد للقضاء هيبته واستقلاله الحقيقى حتى يثق الناس فى أحكامه ولا يشكو فى تسييسها وهى ضربة موجعة لاستقرار الحقيقى والفعال لدولة عانت فيما عانت فى عهود الاستبداد والقهر من اهتزاز للمنظومة القضائية فى أعين الناس وهو خطر فيما تعلمون خطير !! الاصطفاف حول الرئيس يعنى أن يوقفوا مهزلة الانتخابات التفصيل اللى غنى لهم الشعب فيها على الربابة أغنية، "ماحدش راح"، فى رسالة شعبية بليغة صامتة أتمنى أن تصل إلى عنوان الرئاسة المعروف ولا أن يلقى بها إلى سلة المهملات فى إنكار واضح لأزمة الداخلية، التى لابد أنها ستلقى بظلالها على الأزمة الخارجية دون منازع!! سيادة الرئيس فى وقت الأزمات ننسى الخلافات الكبيرة قبل الصغيرة حتى نعدى عنق زجاجة المؤامرة الدولية، ولكن هل الطلب يقتصر على الشعب ولا يمتد إلى مؤسسة لرئاسة ؟؟؟؟ هذا وقت اصطفاف الأمة الحقيقى وليس المصطنع هذا وقت الرجال الوطنيين وليس المطبلون هذا وقت المصارحة وليس وقت المخادعة، هذا وقت أن تصطفوا أنتم وراء الشعب حتى نعدى أزمة وطن فى خطر !!! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية