تحدد مصير، مصر، فى حصولها على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، الخميس الماضي، حيث فازت للمرة السادسة بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن، وجاء التصويت بحصول مصر على 179 صوتًا، حيث كانت تحتاج لتفوز بالمقعد، أن تحصل على 129 صوتًا، وهو ما يعنى أن هناك دولًا لم تصوت لصالح حصول مصر على المقعد، ورغم أن جلسة التصويت كانت سرية فقد كشف عدد من الدبلوماسيين والمحللين أن هذه الدول هي أمريكا، إسرائيل، إيران، تركيا، قطر، جنوب إفريقيا، السودان، كندا، المكسيك، نيوزيلندا، وإثيوبيا. ومع فوز مصر بالعضوية، سترتبك حسابات هذه الدول، في محاولات فرض مصالحها الشخصية فى مجلس الأمن، والتي استغلتها على مدار المرحلة الماضية فى ظل عدم استقرار المنطقة العربية بأكلمها. وأكدت وزارة الخارجية، إن مصر استعادت دورها الدولى والإقليمى، مشيرة إلي أن هناك ثقة من قبل المجتمع الدولى تجاه دور مصر التى فازت بعضوية مجلس الأمن غير الدائمة للمرة السادسة ب179 صوتًا من إجمالى 193 صوتًا. ويتكون مجلس الأمن منذ أن تأسس عام 1945 من 15 عضوا، منهم خمسة أعضاء دائمين، ولهم حق النقض "الفيتو"، وهم: الصين وفرنسا وروسيا وبريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وعشرة أعضاء غير دائمين يتم انتخابهم كل عامين، والتي حصلت مصر عليه لعامين 2016 و2017. ورصدت بعض الوكالات والمواقع كيف بنت الدول مواقفها بالنسبة للتصويت ضد مصر، أو من خلال الإمتناع عن التصويت. فيما يخص أمريكا، قال الدكتور هاشم كريم، عضو اللجنة الداخلية للحزب الجمهوري الأمريكي، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تكن من الدول المشجعة لحصول مصر على المقعد غير الدائم بمجلس الأمن. وأضاف فى تصريحات له عقب عملية التصويت، أن أمريكا ولفترة طويلة ظلت تحاول نقل صورة سيئة عن مصر، والوقوف بجانب جماعة الإخوان، لكنها أجبرت على تقبل الواقع بعد قدرة مصر على فرض تواجدها. وتوقع "كريم" أن واشنطن لم تصوت لصالح مصر، خاصة أن التصويت سري، مشيرًا إلى أن أمريكا تخشى أن مصر في هذه المرحلة لن تكون تابعة لها كما كان الوضع على مدار 30 عامًا مضوا. أما فيما يخص بريطانيا، توقع المفكر السياسي الدكتور عبدالكريم العلوجي، خبير العلاقات العربية الأوروبية، عدم تصويت بريطانيا لصالح مصر. وأوضح، على صفحته الشخصية ب"فيس بوك"، أن بريطانيا تسير خلف أمريكا معصوبة العينين، وكلاهما لا تريدان لمصر أن تستعيد دورها الإقليمي ومكانتها على الساحة الإقليمية والدولية. أما تركيا، فمعروف موقفها من مصر وموالتها لجماعة الإخوان المسلمين ورفضها للنظام الحالي، حيث أكد الدكتور علي جلال معوض خبير الشأن التركي أن تركيا لا يمكن أن تكون قد صوتت لمصر، متوقعًا أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حرض بعض دول الكومنولث، وبعض الدول الأفريقية التي ترتبط به بعلاقات قوية، على عدم التصويت لصالح مصر، بسبب انتماء أردوغان لجماعة الإخوان الارهابية، ومواقفه المعلنة المناوءة للنظام المصري. وفيما يخص إثيوبيا، والتي تربطها علاقة وثيقة بتركيا، و تجلى عداءها لمصر من خلال إصرارها على استكمال بناء سد النهضة، برعاية تركيا وإسرائيل، ومن ثم يتوقع الخبراء ألا تكون قد صوتت لصالح مصر، بهدف تفويت الفرصة علي القاهرة، وحتى لا تتمكن مصر من عرض قضية مياه النيل وسد النهضة على المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن. أما إيران، رغم أن وزير خارجية إيران كان قد صرح مؤخرًا بأن بلاده ترحب بتحسين العلاقات مع السعودية ومصر، وقال كلامًا مشجعًا عن رغبة بلاده في الالتزام بحسن الجوار، ولكن مازالت توقعات الخبراء تؤكد أن إيران لم تصوت لصالح مصر، حيث ترفض القاهرة إعادة العلاقات مع طهران. وتضبط السلطات الأمنية جواسيس إيرانيين من آن لآخر، تسعى من خلالهم الدولة الفارسية إلى استهداف الأمن القومي المصري وإثارة القلاقل، فيما يتهمها الأمنيون بدعم وتسليح التنظيمات الجهادية المتشددة في سيناء، لضرب استقرار مصر. وفيما يخص قطر، أكد المتابعون على استحالة تصويت قطر لصالح مصر، وأنه رغم محاولات نظام تميم بن حمد في إبداء تقاربًا أو محاولات للتقارب مع مصر، فلن تتخلى الدوحة عن دعمها السياسي والإعلامي والمالي لجماعة الإخوان. أما مايكرونيزيا، كشف محللون عن اسم هذه المجموعة من الدول أو الجزر، متوقعين أنها صوتت ضد مصر، لأنها دائما ما تصوت لصالح إسرائيل، التي حتى وإن انسحبت من التصويت، ولكن انسحابها يعني المعارضة، وهو ما يؤكد أن تلك الدول قد صوتت ضد مصر. وهي عبارة عن مجموعة جزر في النصف الجنوبي من المحيط الهادي، وتتكون من عدة دول هي الولايات الماكرونية المتحدة "مايكرونيزيا"، وجمهورية جزر المارشال، وجمهورية بالاو، وكومنولث جزر ماريانا الشمالية، وجمهورية ناور، وجمهورية كرباتي، وقد تكون جميعها أو بعض منها قد صوتت ضد مصر. وتعد هذه المرة السادسة التي تنضم فيها مصر لعضوية مجلس الأمن، حيث انضمت عام 1946 له وهو العام الذي شهد تشكيل مجلس الأمن، وفي ثاني دورة لها كان في عامي 1949-1950، والثالثة في عامي 1961-1962، فكانت الجمهورية العربية المتحدة مصر وسوريا عضوة في مجلس الأمن، وعادت مرة رابعة لمجلس الأمن الأمن عام 1984، ودعمت وقتها جهود المجلس لإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية مرة أخرى، من خلال تصويتها على تمديد عمل قوات حفظ السلام بالمنطقة، وأخيرًا، وفي عامي 1996-1997 للمرة الخامسة.