أكد الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- أن مسيرة الإسلام منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تنساب برفق ولين بعيدًا عن كافة أشكال التعصب والتشدد، وكانت مدعومة بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء والخلفاء الراشدين، مشيرًا إلى أن الخلاف الفقهي الذي جاء بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أساس الحياة لكل مسلم، وأنه لم يكن أحد يريد الخروج عن الحكم الشرعي إلا إذا أراد مصلحة شخصية. وأضاف مفتي الجمهورية خلال كلمته بندوة "تفكيك الفكر المتشدد" التي عقدتها دار الإفتاء المصرية اليوم، أنه إذا أردنا بناء دولة صحيحة لا بد من أن تقوم على ثلاثة أركان، وهي: الفكر والقوة والاقتصاد، ونحن نعلم مدى قدرة الاقتصاد على التغيير في النفوس والعقول. وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية أرادت أن تقيم مجتمعًا موازيًا بالاعتماد على تلك الأركان الثلاثة ليصبح لهم السلطة والقوة. وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه الأفكار المتطرفة التي ينتهجها المتطرفون تشوه الإسلام وصورته السمحة الحقيقة في الداخل والخارج، وتضع الشباب في حيرة من الحقيقة التي طمسوها بجهلهم وعلمهم الباطل، فالحقيقة واضحة حيث إن هذه الجماعة قامت على نصوص باطلة وانتهت وهي تناضل في الظلم والباطل دون أن تحيد عنه. وقال إنه عندما ندعو الله لنشر فضائل الخير والسلوك المستقيم والعدل، لسنا في حاجة إلى تنظيم مسلح ليحمينا مثلما يفعل المتطرفون، ولكن نحتاج إلى نفوس وعقول صادقة تفعل ما أمرهم الله به وبما مَنَّ عليهم من خير. واستعرض المفتي مجهودات دار الإفتاء المصرية في مواجهة وتفكيك تلك الأفكار المتطرفة ومواجهة التشدد عبر وسائل مختلفة منها إنشاء مرصد لفتاوى التكفير والفكر المتطرف والرد على تلك الأفكار والفتاوى وتفنيدها بطريقة علمية ومنهجية رصينة، مشيرًا إلى أن المرصد أصدر حتى الآن أكثر من ثلاثين تقريرًا يفند فيها أفكار داعش وحيلهم، فضلًا عن مطبوعات ومشروعات علمية للرد على هذه الأفكار.