الرجل الذي يقف علي المنصة في ملعب الكرة المزدحم جداً ويستحوذ علي انتباه الآلاف لخطابه المؤثر وخفيف الظل عن قوة الأمل. إنه نيك فوجسيس، رئيس شركة الخطابات الملهمة " السلوك هو السمو". وُلد نيك بلا أرجل أو أذرع، ورُغم أنه يصارع لأداء الأعمال اليومية – مثل غسيل أسنانه- إلا أنه أصبح من المتحدثين الملهمين المرغوبين جداً. لا يوجد أي تفسير طبي لإعاقة نيك البدنية، فهو عيب خُلُقي نادر جداً يُعرف بإسم متلازمة أميليا الرباعية، لديه قدم صغيرة في وركه الأيسر تساعده علي التوازن، يمكنه الكتابة والتقاط الأشياء بأصابع قدمه، ويمكنه أيضاً ركل الكرة. يصف نيك نفسه بأنه عاشق للأدرينالين، وهو يسبح باستمرار وقد قفز من الطائرة بالمظلات سابقاً. لم يكن الوصول للثقة بالنفس سهلاً بالنسبة لنيك، فقد ترعرع في ملبورن في أستراليا حيث عاني الاكتئاب الشديد بسبب ما كان يتعرض له من مضايقة زملائه في المدرسة؛ حتي أنه فكر في الانتحار عندما كان في العاشرة. عمل نيك مع مرور الوقت علي تبني السلوك الإيجابي، وعندما كان في ال17، الهمه حارس مدرسته الثانوية أن يتجه إلي الخطابة العامة، والآن، يسافر الأسترالي ذو الكاريزما العالية في أنحاء العالم ليخاطب الحشود الغفيرة التي تتضمن مجموعات عمل وطلاب مدارس، زار نيك أكثر من 50 دولة وألقي آلاف الخطب. كتب نيك سيرته الذاتية بعنوان "حب بلا حدود" وهو يعيش الآن في كاليفورنيا مع زوجته كاني وابنه ذا العامين، وهما ينتظران مولوداً جديداً لاحقاً في 2015. يدير نيك قسيسة غير ربحية بإسم "حياة بلا أطراف" مع إدراته ل "السلوك هو السمو" التي تسوِق لخطاباته الملهمة حملاته ضد التسلط علي الأطفال. يقول نيك: " لقد كانت مفاجأة لوالديَ أن يولد ابنهما الأول بلا أطراف، عندما رآني الطبيب قال آسف ليس لدي تفسير لحالته، ولا تزال حالتي لغزاً حتي اليوم. كانت أيامي الأولي الهشة من الطفولة صعبة جداً، وحتي أيام المراهقة عندما كنت أحاول أمعرفة قيمتي الحقيقية، فهي ليست معتمدة علي كوني بأطراف أو بلا أطراف ولا علي عدد أصدقائي، وأدركت في يوم أن العالم مختلف وأنه ليس علي أن أكون شخصاً آخر ولكن علي أن أكون أفضل ما يمكن أن أكون عليه ". يضيف: "‘أحب السباحة، فقط لأجل الانتعاش والطفو، وهي شيء سلمي جداً أفعله فقط للاسترخاء، لأن ليس لدي أذرع وأرجل تثقلني إلي الأسفل فأنا أطفو، اتحرك في المسبح وفي المحيط وحتي علي الواح التزلج. لقد كانت تجربة مذهلة أن اقفز من الطائرة من ارتفاع 13 قدم ونصف، فتجربة الوقوع الحر تلك .. كانت من أكثر الحريات و .. هذا رائع ! كانت تجربة عظيمة وفريدة بالنسبة لي ، فأنا أحب الأدرينالين، حقاً أحبه جداً .. ولكن لن أفعل هذا مجدداً .. فأنا الآن والد .. ". يستطرد : "في ال17 من عمري كان حارس المدرسة الثانوية صديقي .. كنا أصدقاء جداً جداً .. وقد قال شيئاً فاجأني، قال: سوف تعمل في الخطابة العامة .. ورددت عليه : انت عجوز مجنون .. قلت له : عمَ تعتقد أني سأتحدث؟ .. فقال: قصة حياتك .. فقلت : ليس لدي قصة .. فقال : نعم لديك .. ". قال في أحد خطاباته : " كان طبيبي يعتقد أني لن أمشي أبداً، ولكن اليوم .. (ومشي علي الطاولة) إنني أمشي!! .. سوف يكون لديك عقبات دائماً .. فعندما نعيش في عالم تنافسي كهذا .. يكون من السهل أن تبدأ من البداية .. ومن السهل أن تختبر أي جديد، ولكن إن كان هذا بداخلك، بداخل قلبك وعقلك وروحك، وهذا ما يجب أن تتقدم فيه .. فابدأ فيه ،، ولا تخشَ الفشل .. لأنه حتي لو فشلت فلن تكون "فاشلاً" .. فالفشل تعليم .. " "إن الامر ليس فقط مشاركة طريقك مع شخص ما ولكنه الهام هذا الشخص للنهوض وابداع شيء ما .. لقد كنت اتمني أن احصل علي وظيفة فقط وها أنا الآن ادير شركتين وأوظف العشرات هنا في امريكا واتمني أن يكون هذا ملهما للآخرين". المصدر : بي بي سي