متي بدأت القراءة أول مرة ؟ - اعتقد ان قرار القراءه يكون فجائيا , لدي والدي مكتبتيان صغييرتان، قليل من هذه الكتب لفت انتباهي . ولكن الذي حفزني علي القراءه هي خطيبتي فكان لديها مجموعه كتب عالميه رائعه. اتتذكر اول كتاب؟ - لا أذكر , و لكن اعتقد اني قرات كتابا لهيرمان شاترياند "Herman Chatriand" عن الحروب التي قام بها نابليون. و اتذكر ايضا اني قرات شيئا عن الشعر الفرنسي الرومانسي , حقا لست متذكرا . من الواضح ان الادب كان شيئا هاما لديليبس, ماذا يمثل الادب لديليبس؟. - اجد فيه التفاني الحقيقي , ففي الادب اجد الملاذ الذي لم اجده في السينما , او المقهي, فخير العلاقة تلك التي تنشأ بين قاريء و كتاب. سبق وان ذكرت ان شخصياتك امتداد لك شخصيا , و نجدهم في اعمالك يتطورون كما لو كانوا حقيقيين ..... من هؤلاء الاشخاص؟ ..و في اي لحظة تشاهدهم بوضوح؟؟... - احيانا اقول اني صياد اكتب, اي ان لقد قمت بكثير من رحلات الصيد و القنص في كستيا "Castilla", فانا اعرف لغه الصيادين احيانا اتحدث مثلهم . الشخصيات في كتبي تنحصر بين النشال و حتي السيد كايوه "Cayo". فاتصالي بالناس ساعدني علي فهم لغتهم . كما أن اتصالك بالطبيعه جعلك اكثر حكمة و معرفة بعلاقة الحياة بالموت . فكل الاشياء التي تحدث مرتبطة بالطبيعة ...دائما في اعتقاد سائد في كتبك بان كل شيء سينتهي ؟!! - أعتقد ان العلاقه المخيفه بين الموت و الحياه موجوده منذ ان خلقنا .فعندما كنت طفلا كنت اشعر باني مهدد بالموت , ليس موتي و لكن موت من اعتمد عليهم مثل والدي . هل الحزن إذن هو الوقود الرئيسي للكتابة لديك...؟؟؟. - حقا اعتقد ان الفقد هو احد محركات الكاتب ,فالاحساس بالفقد واعتقادنا ان الاشياءلا تسيرمثلما نفكر.... يجعلنا نكتب كثيرا. كتبت كتابا بعد وفاه زوجتك , التي تعتبر اكبر حب في حياتك ,ثم كانت ملهمتك في كثيرمن اعمالك فيما بعد... ماذا يمثل الحب لك؟. - اعتقد ان الحديث عن الحب كمشاركة امر موضوعي , فالحب يولد في اللحظه التي يستسلم فيها الطرف الاول للآخر.. وبهذا يولد الانسجام و الوفاق الذي يدعم الزواج 25 او 50 عاما كما نري كثيرا في حياتنا .. ميجل في سيدانو "Sedano" بجواره ابناؤه و احفاده و زوجة ابنه ... ماذا يمثل لك هذا المكان ؟؟ - هو موطني كانسان و كخطيب.. احب ان اذكر ان جدي كان فرنسيا , يعمل في إحدي الوظائف الهامه في مويده "Moyedo"و سانتاندير "Santander" , وهناك احب وتزوج , و أنجب من هذا العرس اولاد , ثم 8 احفاد وانا واحد منهم . و انا ايضا احببت فتاه كانت تأتي لسيدانو لقضاء اجازه الصيف . ولم يكن الانتقال من بلد "Valladolid الي سيدانو "Sedano او من مويده "Moyedo الي سيدانو "Sedano امرا سهلا , ولكني كنت اتنقل بدراجتي حتي اري محبوبتي و خطيبتي وزوجتي و ام اولادي انخليث ديه كاسترو "Angeles De Castro. هل هي اول خطيبه لك؟؟. - نعم هي الاولي و الاخيرة. دائما انت رجل مخلص و وفي... - حقا فمنذ صغري فانا مخلص للجريدة ولهويتي الصحفية و للخطيبة و للاصدقاء و للصيد , وبالتأكيد المخلص في الطفولة ,سيكون مخلص في الكبر . كيف كان الطفل ميجل ؟ - كان طفلا حزينا ، قليل الكلام . لم يقل يوما انه لم يرغب في الذهاب للمدرسة خاصة بعد اعياد الميلاد . كان يدرس بانتظام عام بعد عام وكان يحلم باكمال دراسته حتي اندلعت الحرب الاهلية و اغلقت كل الجامعات وعمري في وقتها لم يسمح بالمشاركة في الحرب , لقد استمرت اكثرمما يتخيل احد. و عندما اتممت السابعه عشر تقدمت انا وزملائي بطلب للذهاب الي البحرية , قبل ان يرسلونا الي فرق المتطوعين اي يرسلونا لمصير اكثرخطورة و صعوبة, اما نحن رحلنا الي البحر و هناك مات شخص و اخر سقط مريضا اما الباقيه عادوا الي فايدوليذ "Valladolid"و التقينا في موقف شديد الصعوبة. علي المستوي الانساني ما الذي تعلمته من الحرب الاهلية؟. - في الحرب الكل خاسر، ولكن في الحرب الاهلية تكون الخسارة اكبر من اي حرب اخري. من الصعب ان يعيش انسان صادق تحت ظروف الفاشية... - لا , و لكن الاصعب هو ان يكون لك اسره مقتنعة بالجانب الاخر من الحقيقة , ومجموعة من الاصدقاء مقتنعه بان الحق معها . لقد حطمت الفاشية كل الروابط الاسريه , فبعض الاسر تحطمت و البعض الاخر مات في توليدو "Toledo" ... لم احد يتخيل هذه النهاية التراجيدية للحرب الاهلية, تلك الحرب التي بدات كمزحه في شمال افريقيا . ماذا عن عن الحياه اليومية لميجل ديليبس ؟ - تجيب ابنته اليسا :- هو رجل بسييط , الان بعد العملية التي اجريت له اقضي معه كثير من الوقت . ماذا عن علاقته بقرائه ؟. - تجيب اليسا: يعشق قراءه ويقدم ايدي المساعدة لهم , فهو يستقبل كل ارائهم و يرد عليها. كيف تبدو عاطفيا ... هل تبكي؟! - مطلقا .... اشعر باعمق الاحاسيس ولكن لم تصل للدموع. لم تبك مره في حياتك؟ - لا اتذكر... الان تذكرت بكيت كثيرا بعد وفاة زوجتي .. كنت ابكي وحدي. يقولون ان الاشخاص العاطفيين تسري الدموع بداخلهم...اهذا صحيح؟؟ . - بلا ادني شك ..تسير الدموع بداخلهم. كيف تري الصحافه اليوم؟ - اراها راكده لا تتحرك ... اما باقي وسائل الاعلام طرأت عليها بعض التغيرات . اتعرف عندما اخترعوا الراديو , قالوا ان زمن الصحافة انتهي و علي الرغم من نجاح الراديو , الا ان الصحافه مازالت رائدة . مثل السينما لم تستطع القضاءعلي التلفزيون علي الرغم من قيامهما بنفس الدور . تقول انك لست حاقدا ؟. - اعتقد ذلك. كيف لا نستطيع أن نحتفظ بالحقد بداخلنا ؟ -أقول دائما اني بسيط ... اكتب بكل بساطه .