صرحت الأممالمتحدة أن البلاد ستواجه "ندرة مطلقة في المياه" بحلول عام 2025، ولكن حلت الكارثة بالفعل في بعض القرى، حيث يواجه الشرق الأوسط موجة حر شديدة، نقلا عن صحيفة الجارديان. وفي يوم صيفي حار، انتشرت الشائعات بخصوص وصول شاحنة المياه في قرية "عزبة الطويل" بحافظة كفر الشيخ و في غضون دقائق تجمع نحو 100 من الرجال والنساء والأطفال على الطريق الرئيسي في المدينة، كلٌ يحمل حاويات بقدر استطاعته. و قد أعرب أحد أهالي القرية السيد "أسامة سيد" عن استيائه قائلا:" هذا يبدو و كأننا نعود بالزمن حيث نضطر إلى إنتظار شاحنات المياه مع الجرار"، حيث أن انقطاع الماء المتكرر قد أجبره هو و 5,000 مزارع آخر في قرية دلتا النيل الصغيرة على الإنتظار لساعات بل و حتى أيام لمياه الشرب وسط موجة الحر الشديدة التي تصيب منطقة الشرق الأوسط. إن مصر التي تتباهى بإسم "هبة النيل"، الآن هي في خضم أزمة مياه خطيرة، مع ارتفاع عدد السكان و وجود إمدادات محدودة، تتناقص كمية المياه للفرد سنويًا في مصر. و في يونيو في مدينة دلتا بلقاس و التي يبلغ عدد سكانها 50,000، كانت تعاني من الجفاف الشديد. وأضاف حسام مجاهد وهو من سكان المدينة "نحن لا نجد مياه للشرب، أو للأستحمام، أو للتنظيف أو لأي شيء، استيقظنا لنجد أنفسنا في وسط صحراء والصنابير في بيوتنا خاوية". وفي الأسبوع نفسه، تعرضت مدينة الفيوم لقطع المياه بدرجة قاسية حتى أن المستشفيات أصبحت بلا ماء. وبعد بضعة أيام هدد سكان في الإسماعيلية بقطع الطريق التجاري في قناة السويس بعد أن قضوا أسبوع دون مياه. وقد وقعت أزمات مماثلة في كفر الشيخ وسوهاج وقنا ومدن أخرى طوال فترة الصيف. وعلى الرغم من جسامة المشكلة، يوضح المحللون ان الحكومة لم تتخذ إجراءات تذكر لحل الأزمة، أو حتى للمساعدة في تخفيف معاناة هؤلاء الأكثر تضررا. لا توجد حلول سريعة أو سهلة لمشكلة ندرة المياه، ولكن يعتقد السيد المهندس "إبراهيم سلمان" رئيس الإدارة المركزية لإقليم صرف وسط الدلتا، أن هناك ثلاثة حلول ممكنة. الأول هو ضخ المياه الجوفية وهو أمر مكلف يستغرق وقتا و يسحب من مصادر محدودة من المياه الجوفية. والثاني هو اعتماد التكنولوجيات الزراعية ذات الكفاءة في استخدام المياه مثل الري بالتنقيط، بدلا من تقنيات هدر المياه التي لا تزال تُستخدم من قبل معظم المزارعين المصريين. هذا وقال سلمان انه حل يمكن تطبيقه على المدى الطويل و لا يمكن تنفيذه بين عشية وضحاها. والثالث هو إيجاد سبل لإعادة تدوير المياه من قنوات الصرف. و لكن لسوء الحظ، في الوقت الحاضر هذه القنوات تحمل النفايات الصناعية والزراعية شديدة السمية مختلطة مع المياه العذبة ذات سمية منخفضة. وفي العام السابق، أعلن وزير الإسكان "مصطفى مدبولى" أن شبكات المياه والصرف الصحي ستصل جميع المصريين في غضون ثماني سنوات، شريطة ان تتلقى وزارته ما يكفي من المال من الحكومة. ومع ذلك، وحتى يحدث ذلك، سيضطر الآلاف من الناس إلى الانتظار في الصف، او اللجوء إلى السوق السوداء، اوبناء أنابيب بأنفسهم لمجرد الحصول على بضع قطرات من الماء.