انتقدت مجلة "أتلانتك" وبعض المنظمات؛ منها منظمة "هيومان رايتس فيرست"، تواجد الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين؛ كما طالبو بسحب الاسطول ودمجه في الأساطيل الأخرى لأن تكلفة وجوده هناك تستنزف الموارد الأمريكية وتحد من مرونة الولاياتالمتحدة في التعامل مع الأزمات الإقليمية. واعتبرو أن من أخطر الاضرار المترتبة على وجوده أنه يدفع الحلفاء الإقليميين إلى التصرف بِطَيش؛ مشرا إلى أن السعودية ما كانت لترسل قواتها إلى البحرين لو لم تكن على يقين من أن أمريكا تحميها. وذهبت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها في تقرير صادر عنها إلى أنه على الحكومة الأمريكية "تطوير استراتيجية جديدة تقوم على إخبار الحكومة البحرينية علانية بأن مستقبل الأسطول الخامس يتطلب استقرارا سياسيا واجتماعيا في البحرين" علما بأن الأسطول يعتبر أحد أكثر الأساطيل الأمريكية الإستراتيجية أهمية. فمنذ العام 1995 والأسطول الأميركي الخامس، يتخذ من المياه الإقليمية لمملكة البحرين قاعدة له، وذلك وفقا لاتفاقية عسكرية بين الطرفين بعد حرب الخليج الثانية، حيث وقعت المنامةوواشنطن في أكتوبر من العام 1991، اتفاقاً عرف باسم "التعاون الدفاعي" وبعدها بسنتين اتخذت القيادة المركزية للبحرية الأميركية، مقرا لها في مملكة البحرين التي تعد من أوائل الدول العربية التي أقامت تعاوناً عسكرياً مع الولاياتالمتحدة وتتلخص مهام الأسطول الخامس في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب، والردع السريع إذا ما حاولت إغلاق مضيق هرمز، والإشراف على العمليات العسكرية في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي كما يشارك الأسطول وبشكل مباشر في العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان، ومكافحة الإرهاب والقرصنة في المياه الدولية من جانبه، تعهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتنفيذ الإصلاحات موكدا أن منتقدي أداء الحكومة البحرينية اشتكوا من أن التوصيات الواردة في تقرير "هيومان رايتس فيرست" الذي يحمل عنوان "الخطة الاحتياطية للبحرين" لم تطبق وأن وتيرة انتهاكات حقوق الإنسان ازدادت. وقد دعا تقرير المنظمة الحقوقية إلى تعليق بيع الأسلحة للبحرين وتطبيق "قانون ليهي" الذي يمنع تقديم المساعدة والمعدات للشرطة وقوات الأمن في البلدان التي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. في سياق متصل تخشى معظم دول الخليج العربية من ان قرار سحب الاسطول جاء نتجة الي الاتفاق الذي أبرم يوم 14 يوليو "تموز" بين ايرانوالولاياتالمتحدة وقوى عالمية أخرى،و من وتيرة تحسن العلاقات بين طهرانوواشنطن ويشجع ايران على دعم حلفائها في المنطقة. واعتبرو أن قرار سحب الاسطول الذي كان هدفه الاساسي مراقبة إيران عن قرب، والردع السريع إذا ما حاولت إغلاق مضيق هرمز.جاء نتجة الاتفاق الجديد وان هناك تحول واضح في السياسات العلاقات الاميريكية الايرانية. ومؤكدين ان الشهر الماضي اتفقت القوى العالمية على رفع العقوبات عن ايران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لانتاج قنبلة نووية، لكن طهران تقول انه سلمي. ويضم الأسطول الخامس، حاملة طائرات أميركية وعدداً من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من سبعين مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود، وتشير تقارير رسمية إلى أن عدد البحارة الأميركيين المتمركزين في البحرين يربو عن 5000 بحار، فيما يقدر عدد السفن التابعة لسلاح البحرية الأميركي والراسية في البحرين بثلاثين سفينة، فيما يتبع الأسطول لسلاح البحرية الأميركي، ويصفه خبراء أميركيون بأنه أكثر الأساطيل الأميركية الاستراتيجية أهمية في منطقة الخليج.سام