تراجعت أسعار الإيجارات للشقق والفلل في دبي بمعدل 2 في المائة في الربع الثاني عن الربع الأول من 2015 وبنسبة 5 في المائة للفلل عن الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب تقرير شركة أستيكو للخدمات العقارية حول أداء السوق العقاري في دبي في الربع الثاني من العام الجاري. وذكر التقرير كذلك أن أسعار بيع المنازل سجلت تراجعا بمعدل 2 في المائة في بعض المناطق، فيما سجلت مناطق أخرى تراجعا بمعدل 11 في المائة و7 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي بالنسبة للفلل والشقق على التوالي. وقال جون ستيفن، العضو المنتدب لشركة أستيكو: "يبدو أن التراجع في سوق الإيجارات السكنية في دبي قد برز في وقت مبكر بخلاف ما توقعناه أساسا، وهذا بدوره يوفر للمستأجرين فرصة مناسبة للإستفادة والتعويض بعض الشيء بعد معاناة سنوات عديدة من الإيجارات المرتفعة". واضاف ستيفن: "هذا التراجع ألقى بظلاله وتأثيره على مختلف قطاعات السوق لا سيما على الوحدات العقارية الجديدة المكتملة حيث كانت الأكثر تضررا. وبالإضافة إلى ذلك، يحرص بعض المشترين من مباني وصلت إلى مراحل متقدمة أو مكتملة تقريبا على بيع وحداتهم بأسعار سلبية نظرا لقرب اكتمال المبنى وضرورة تسليمهم للدفعة النهائية من سعر الوحدة". وأظهر تقرير أستيكو أن الشقق في المباني الواقعة على شارع الشيخ زايد سجلت أعلى تراجع في أسعار الإيجارات بنسبة 7 في المائة عن الربع الأول من 2015، فيما سجلت كل من نخلة جميرا وجميرا بيتش ريزيدنس تراجعا بنسبة 6 في المائة على التوالي. وفي المقابل، سجلت منطقة الإنتاج الإعلامي ومدينة دبي الرياضية وواحة دبي للسيليكون أعلى معدل ايجارات بنسبة تراوحت بين 6 و13 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ويرجع ذلك إلى الانتهاء من مشاريع البنية التحتية في تلك المناطق وارتفاع معدلات الإشغال فيها حيث باتت من المناطق السكنية المعروفة لفئة السوق المتوسطة. وذكر التقرير أن تسليم وحدات الفلل في المشاريع المكتملة في منطقة المرابع العربية مثل "فلل كازا" أسهم في تراجع أسعار الإيجارات فيها بنسبة 7 في المائة في الربع الثاني عن أسعار الربع الأول وبنسبة 15 في المائة عن أسعار الفترة نفسها من العام الماضي.وفي منطقة المدن، يتواصل تسليم وحدات التاون هاوس المكتملة الموكنة من 3 و4 غرف والتي يصل سعر ايجارها السنوي إلى 175 ألف درهم فقط، وهو ما وضع الكثير من الضغوط على ملاك المشاريع المجاورة في سعيهم لاستقطاب مستأجرين والاحتفاظ بالمستأجرين الحاليين. وقال ستيفنز: "الملاحظ كذلك أن نخلة جميرا شهدت هى الأخرى تراجعا في أسعار الإيجارات بنسبة 5 في المائة مع تسليم وحدات التاون هاوس في مشروع "بالما ريزيدنس" ذات المواصفات الأقل والذي أثر في معدلات الإيجارات نظرا لانخفاض أسعارها. ومع هذه المعطيات، فنحن أمام توجه مماثل يصب في مصلحة المستأجر ويتيح له خيارات أكثر مرونة لدفع الأقساط على سبيل المثال. هذا إلى جانب الاستمرار في طرح المزيد من الوحدات الجديدة من قبل المطورين في مختلف المناطق مثل منطقة دبي لاند". وبحسب التقرير، شهد قطاع بيع الشقق في الربع الثاني تحولا نحو الوحدات ذات الأسعار المقدور عليها في مواقع مثل منطقة الإنتاج الإعلامي وواحة دبي للسيليكون وانترناشونال سيتي اضافة إلى مشروعي "كيو بوينت" و"سكاي كورت" في دبي لاند، حيث تلاقي هذه هذه المشاريع طلبا متزايدا لا سيما على وحدات الاستديو والشقق المكونة من غرفة واحدة فيها بسبب عوائدها المجزية. وذكر تقرير أستيكو أن القدرة على تحمل الأسعار تعد أولوية للمستثمرين في قطاع الفلل، حيث حققت قرية جميرا عددا كبيرا في تعاملات البيع بالنسبة لوحدات التاون هاوس التابعة لشركتي نخيل وانديغو فيلا والتي تراوحت أسعارها بين 700 ألف و1.2 مليون درهم. وبالمقارنة، سجلت فئات الفلل الأكبر حجما، بما فيها المكونة من 5 و6 غرف، الحد الأدنى من التعاملات في مناطق مثل مدينة دبي الرياضية ومشروع الفيلا على الرغم من قوة ايجارها. وقال ستيفنز: "على الرغم من حجم التعاملات القوية، فإن بيئة التنافسية المتزايدة في السوق، إلى جانب الكثير من المعروض الجديد، تعني أن التراجع بنسبة 2 في المائة في الربع الثاني لن تكون ظاهرة مؤقتة وهذا ما سيزيد من الضغوط على الملاك لمراجعة أسعار البيع لديهم وهو ما سيأتي بعد". وأشارت تقرير أستيكو أيضا إلى أن هناك هناك ظاهرة برزت مؤخرا تتمثل في وجود عدد محدود من المشترين ممن يعلنون عن وحدات موجودة على الخريطة فقط ولم تدخل مرحلة التشييد بعد بأسعار سلبية في محاولة منهم لتلبية التزامات مالية. ولفت التقرير إلى أن قطاع المكاتب حقق مكاسب جيدة وشهد نموا بنسبة 2 في المائة في معدل الإيجارات في الربع الثاني، فيما تراجعت أسعار البيع في القطاع بنسبة 1 في المائة. وفي سياق تأجير المكاتب، شهد مركز دبي المالي العالمي نموا بنسبة 11 في المائة في الربع الثاني مقارنة بأسعار الربيع الأول مع امتلاء معظم المساحات الشاغرة في المركز وتوجه الشركات التي تتطلع لتوسيع أعمالها للبحث عن مساحات شاغرة في المباني المجاورة مثل مبنى سنترال بارك تاورز الذي تترواح أسعار الإيجار فيه بين 180 و250 درهم للقدم المربع. وارتفع سعر ايجار القدم المربع في اندكس تاور إلى 350 درهما مع توفر طوابق كاملة فيه مقسمة إلى مساحات صغيرة وأخرى مجهزة للشركات التي تتطلع إلى فتح مكاتب لأعمالها في المنطقة الحرة لمركز دبي المالي العالمي، وفقا للتقرير. وذكر تقرير أستيكو أن منطقة الخليج التجاري شهدت تراجعا في أسعار الإيجارات في الربع الثاني بنسبة 10 في المائة عن أسعار الربع الأول من 2015 متأثرة بتسليم كمية كبيرة من المساحات المكتبية، مع توقعات بارتفاع التراجع نتيجة طرح نحو 1.3 مليون قدم مربع من المساحات الجديدة خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال ستيفنز: "الملاحظ أن سوق بيع المكاتب تحولت في الأساس بعيدا من المشترين بغرض الاستثمار إلى المستخدمين النهائيين الذين يشترون المساحات من مباني منجزة. ونحن نتوقع تواجه أسعار البيع في المستقبل ضغوطا كبيرة لا سيما في المناطق التي سيتم تسليم مساحات جديدة فيها".