"شرطة وشعب وجيش إيد واحدة".. "قبلات وأحضان".. هتافات "يلا يا شعب فى كل مكان.. ظباط الشرطة فى الميدان"، هكذا كان الوضع فى 30 يونيو، بمثابة إعلان بعودة الشرطة إلى خدمة المواطن. "المشهد" رصدت آراء خبراء الأمن لتقييم أداء الشرطة خلال العامين الماضيين، فقال العميد محمود قطرى، الخبير الأمنى، إن الوضع الأمنى فى البلاد شهد تحسنا كبيرا خلال الفترة الحالية، مقارنة بفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث ارتفع لأكثر من 40%، إلا أن المواطنين لا يشعرون بالتحسن الملحوظ فى الأداء الأمنى، بسبب ارتفاع معدل الجريمة. وأضاف قطرى فى تصريحات ل"المشهد"، رغم تحسن الأمن إلا أن الشرطة ساءت أحوالها، وعادت أسوأ مما كانت عليه، موضحا أن بعض الضباط استغلوا قبول الشعب اعتذارهم، عن الممارسات الماضية فتعاملوا بطريقة غير مقبولة، محملاً القيادة السياسية مسئولية الأمر. فيما قال العميد حسين حمودة، المفكر الأمنى، والخبير فى مكافحة الإرهاب الدولى، إن الأمن استعاد عافيته جزئيا مقارنة بالعام الماضى، وفقا لإحصائيات غير رسمية، الصادر من مصلحة الأمن العام. وأضاف فى تصريحات ل"المشهد"، أن الأمن السياسى لم يشهد تحسنا، خاصة فى سيناء التى تشهد عمليات إرهابية بصورة شبه يومية، مما يعكس الحالة الأمنية السيئة فى سيناء، مشيرا إلى أنه رغم العمليات الأمنية التى ينفذها الجيش والشرطة، إلا أن السلاح ما زال يتدفق من المنطقة الغربية إلى عناصر تنظيم "داعش"، التى تصدر تقريرا شهريا بعملياتها الإرهابية. وأوضح حمودة، أن الإرهاب نشط فى سيناء، والتعامل الخاطئ مع الأهالى يخلق بيئة حاضنة له، ويثير الأهالى ضد الدولة، بسبب الضرر الواقع على أهالى سيناء والثأر مع الشرطة، تولد بيئة ثأرية، قادر على تحويل سيناء إلى ساحة حرب أهلية، مشيرا إلى أن الخطط الأمنية لمكافحة الإرهاب "صبيانية" و"مراهقة"، وغير قادرة على حسم المعركة، ويجب أن تكون بطريقة حرب العصابات، بديلا من ضرب الطائرات التى تقتل المدنيين، وأكد أن الدولة تتعامل بصورة خاطئة مع القوى الثورية الغاضبة. وعلى النقيض قال الخبير الأمنى، الدكتور رفعت عبد الحميد، إن الأمن إحساس يشعر به المواطن، مبرهنا بسيطرة الداخلية على بعض البؤر الإجرامية فى القليوبية، وتصفية عصابات السطو المسلح، على الطريق الدائرى. وأضاف فى تصريحات ل"المشهد"، أن الجرائم الجنائية شهدت تحسنا كبيرا بلغ 75% مقارنة بالسنوات الماضية، مؤكداً أن الشرطة مستمرة على عهدها خادمة للشعب، وإذا حدثت بعض التجاوزات الفردية، فإن من يخطئ سيحاسب. ويرى اللواء مجدى بسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الوضع الأمنى فى الشارع أفضل ما يكون، مبرهنا وجهة نظره، بقدرة رجال الشرطة كشف القضايا الغامضة خلال أيام، وضبط مرتكبيها، بالإضافة إلى الانتشار الواسع لقوات الأمن فى الشارع.