أعلن "موشيه يعالون" وزير الدفاع الاسرائيلي أن إسرائيل تتدخل بما يجري في الحرب الأهلية في سورية، موضحا أن سياسة حكومته هي "عدم التدخل، مع الالتزام بحفظ مصالح اسرائيل"، وقال "نفعل ذلك عندما يتم تجاوز الخطوط الحمر"جاءت تصريحات يعالون في لقاء له مع صحيفة "واشنطن بوست"، وقالت الصحيفة أن الحفاظ على مصالح اسرائيل بالنسبة ليعالون هي الحفاظ على الخطوط الحمر التي حددتها إسرائيل وهي "منع نقل الأسلحة المتطورة ومنع نقل مواد كيماوية أو أسلحة كيماوية للتنظيمات، ومنع تجاوز سيادة إسرائيل، خصوصاً في هضبة الجولان". وتأتي تصريحات يعالون في ظل تقارير أجهزة الأمن التي تتحدث عن ضعف نظام الأسد وتراجعه وخسائره الكبيرة، والتي جاءت متناسقة مع تصريحات يعالون التي أضاف فيه:أن "الأسد يفقد السيطرة، ويسيطر فقط على 25 % من مساحة الدولة، ولو كنت أريد تقديم نصيحة للرئيس الأميركي، لكنت طلبت منه عدم السماح للجهاديين بالسيطرة على سوريا، ولكن من ناحية أخلاقية، فإن الزعيم الذي يستعمل السلاح الكيماوي ضد مواطنيه لا يستطيع أن يبقى في منصبه". واضاف يعالون أن"الأسد يصدر أوامر إلى قواته العسكرية، لكنه لا يصدر أوامر إلى حزب الله الذي يحارب إلى جانبه، أو لقائد الميليشيات الشيعية الموجودة في سورية لإنقاذه، فالجنرال الإيراني، قاسم سليماني، هو من يصدر هذه الأوامر، وإيران تدعم بشار الأسد في سورية، وتدعم حزب الله في لبنان". وكان "يائير غولاني" نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي قد قال أن سورية باتت اليوم أقل خطراً ووضع إسرائيل أفضل من أي فترة سابقة، وأوضح أن الجيش السوري لم يعد موجودا عمليا، مضيفاً أنه "بسبب ضعف الأسد وتركيز حزب الله على الحرب في سورية فإن وضع إسرائيل، من ناحية استراتيجية، ربما هو الأفضل من أي وقت مضى على الحدود الشمالية". وقال غولاني "كان يمكن لهذا الوضع أن يكون لطيفاً لو كان مستقراً، لكنه ليس كذلك، فحزب الله راكم قدرات عسكرية لم يتمتع بها أي تنظيم من قبل، وأن حقيقة عدم محاربة التنظيمات السنّية ضد إسرائيل حالياً، يمكنها أن تتغير في المستقبل، ونتوقع أن اسرائيل لن تتدخل في سوريا، لكن هناك محفزات مثيرة للقلق"، واوضح أن اسرائيل "باتت تعتبر لبنان وسورية ساحة واحدة، لأن حزب الله يعمل في هضبة الجولان وعلى الحدود اللبنانية". وتقدر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن نظام الأسد لن يقدر على مواجهة هجمات المتمردين، وأنه يفقد سيطرتَه على جزء من المناطق المتبقية تحت سيطرته، وويقول تقرير تابع للأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول تراجع الأسد "سقطت هذا الأسبوع، في أيدي المتمردين، مدينة أخرى ذات أهمية تكتيكية في شمال سورية، هي مدينة أريحا، الواقعة في محافظة إدلب، في المنطقة التي تهدد في شكل غير مباشر سكان الجيب العلوي على شاطئ البحر"، وتعتمد أجهزة الأمن في تقريرها على الخطابات التي ألقاها الأمين العام لحزب الله حيث جاء في التقرير "تلاحظ إسرائيل أن الضغط يتزايد داخل حزب الله، في ضوء فشل جيش الأسد في معارك عدة خلال الأشهر الأخيرة، ولا ينعكس هذا الضغط في سلسلة الخطابات التي ألقاها نصرالله، فقط – ثلاثة خلال أسبوع واحد – إنما، أيضاً، في الجهود الكبيرة التي يبذلها التنظيم لتجنيد محاربين آخرين للمشاركة في المعارك"، وقال مصدلا أمني اسرئيلي أن "الأوضاع ليست جيدة حالياً لحزب الله ولا للأسد ولا لإيران ولا لسورية"، ويضيف أن "حزب الله ونظام الأسد يواجهان مأزقاً في مسألة ما إذا كان عليهما أن يركزاعلى حماية المنطقة العلوية ومدينتي اللاذقية وطرطوس وزج قوات كبيرة في هذه المنطقة، أو مواصلة الحرب بالقوة ذاتها في القلمون". و منذ مطلع الأسبوع، يتناول الاعلام الاسرائيلي الوضع السوري،حيث تناقلت تقارير عن قلق من تعاظم القدرات العسكرية لحزب الله ومضاعفة عدد مقاتليه في سورية والدعم الإيراني في الداخل السوري، إلا أن كثراً اعتبروا الأسد والجيش السوري يقتربان من نهاية الطريق، كما يروج الإسرائيليون لما نشرته السفارة الأميركية في دمشق على حسابها في "تويتر" من أن الاسد يعمق تعاونه مع داعش بهدف إنقاد سلطته. وقال الخبير بالشرق الأوسط، تسفي برئيل أن "الحكومة السورية تشتري النفط من داعش بسعر منخفض وتبيعه للمدنيين. والغريب أنه يتم ضخ هذا النفط من حقول النفط التي استولت عليها المنظمة في سورية. لكن الجزء الأهم في التعاون يكمن الآن في المجال العسكري، والقتال ضد الميليشيات المتمردة الأخرى، بخاصة ضد جيش الفتح، الذي يوحد مجموعة كبيرة من الميليشيات، بما في ذلك جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وأكبر دليل على ذلك ما يُجرى حالياً من تحركات عسكرية في محافظة حلب، فالهدف الاستراتيجي لداعش في المنطقة هو السيطرة على شرايين المواصلات التي تربط بين قوات الميليشيا والمتمردين في شمال الدولة وبين تركيا، والذي يعتبر أهم اتصال لوجيستي بالنسبة للمتمردين. ويتم تنسيق هذه الاستراتيجية مع جيش الأسد، الذي يواصل مهاجمة مدينة حلب من الجو مخلفاً عشرات القتلى". ولا يتوقف التعاون بين جيش النظام و داعش على حلب وفق برئيل إذ قال "على سبيل المثال، تخلت القوات الحكومية عن مدينة تدمر وسمحت للمنظمة باحتلالها من دون مقاومة، ويبدو أن النظام على استعداد للسماح لداعش بخوض المعارك باسمه في محافظة درعا الجنوبية"، ومن جهة إيران، يضيف برئيل قائلاً "علنيا، لم تغير إيران سياستها وهي ستواصل منح النظام السوري المزيد من الخطوط التي تبقيه فوق سطح الماء".