قال الكاتب الصحفي شريف الشوباشي: إن دعوته للتظاهر لخلع الحجاب هي محاولة لمواجهة التيار الديني المتطرف، فمواجهته لا تتطلب مواجهة أمنية سياسية فحسب، بل يستدعي مواجهة فكرية اجتماعية وثقافية ولها عناصر، فمثلما رفعوه شعار الحجاب دليل علي أسلمة الدولة فعلينا أن نستخدمه ضدهم، بحسب قوله. وبحسب بوابة الأهرام، تابع الشوباشي، قائلا: " لست فقيها ولا رجل دين وأن كنت أفهم في الدين أكثر ممن يدعون ذلك، ولكن دعوتي هي دعوة سياسية، لأنني عشت في القاهرة في الخمسينات والستينات ورأيت القيم والمثل العليا وكانت زميلاتي سافرات وكنا نحترمهن احتراما كبيرا". وأضاف، رصدت بنفسي ظهور الحجاب، والذي تزامن بعد النكسة مع صعود تيار الإسلام السياسي وهذا التزامن لم يكن عفويًا لكنه، إدراك أن الحجاب رمز وراية وعلم لأسلمه المجتمع وبالتالي أصبح تمهيدًا للوصول إلي السلطة إلي أن وصلوا بالفعل في اليوم "المشئوم" يوم نجاح مرسي. وردًا علي إعراب الكثيرات عن قناعتهن بارتداء الحجاب وهن لسن منتميات إلي تيارات الإسلام السياسي، قال الشوباشي: بالتأكيد الفتيات أو السيدات مرتديات الحجاب ليسوا بالضرورة مؤيدات الإسلام السياسي بل إن غالبيتهن ضده ولكن الاسلام السياسي يستثمر الحجاب كدليل علي أسلمه المجتمع. واستدرج الشوباشي قائلا : إن "دعوتي لا تجبر أي فتاة أو امرأة علي خلع الحجاب بالعكس احترم الجميع ولكن دعوتي موجهة إلي من ترتديه -غصب عنها- وهؤلاء يقدروا بنحو 70%، ممن يرتدين الحجاب"، وأرجع هذا التقدير إلي حواره الدائم مع فتيات وسيدات وسؤاله لكل من حواله فمن كل 10 فتيات هناك 7 يحلمن بخلع الحجاب، حسب قوله. وكان الأزهر الشريف قد استنكر دعوة الشوباشي، لخلع الحجاب، وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في تصريحات صحفية: إن من الأمور المجمع علي فرضيتها من فقهاء المسلمين قديمًا وحديثًا ارتداء المسلمة للحجاب متي بلغت، فإذا التزمت المسلمة بفرائض دينها فان المطالبة بترك الحجاب والتظاهر من دونه يعد من التدخل السافر والاعتداء الصارخ علي حرية وكرامه الإنسان فكما لايجوز لإنسان أن يطلب من المرأة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج فانه لايجوز مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها ورضيته لنفسها. وهو ما اعتبره الشوباشي "أمر مزعج للغاية ألا يعرف وكيل الأزهر الشريف الفرق بين فرائض مثل الصلاة والصيام وبين الحجاب.."، وتابع موضحا أن علماء الأزهر الشريف بحسب قوله، يحفظون القرآن والسنة لكنهم لا يطبقون فلسفة الدين فيما يخص الأمور المجتمعية. وتابع لافتا، إلي تلقيه عددا كبيرا من "الشتائم" وقال موجهًا كلامه إلي ممثلي الإخوان المسلمين والسلفيين بشكل خاص "إذا كنتم تقولون أن الحجاب ليس إرهابا أو ترويعا.. فكلامكم كذب ونفاق لأن الكل يعلم أنه ليس فريضة وأن هناك زوجات وفتيات تضرب ويمارس ضدهن عنف جسدي لإرغامهن علي ارتداء الحجاب". وبحسب الشوباشي، فإن ما يتعرض له من هجوم شرس من التيار الإسلام السياسي فهو دليل علي أنه "مس العصب الحيوي فالحجاب رمز بالنسبة لهم، هم مسعورين" بحسب قوله. وفي نفس السياق، تابع موضحا أنه علي استعداد لتحمل تبعات دعوته وقال "ليس هناك أحد في التاريخ كله دعا إلي فكرة جديدة في اتجاه التنوير ولم يعاني.. وأنا علي استعداد لتحمل المعاناة كافة إلي القتل". ودافع شريف الشوباشي، عن دعوته لخلع الحجاب، قائلا :إن دعوته لا علاقة لها بالخروج عن الدين ودعاوي الإلحاد المنتشرة علي مواقع التواصل الإجتماعي، وأنه يطالب بوقفة أو تظاهرة يكون فيها مجموعة من الفتيات يخلعن الحجاب كرمز مقلما فعلت هدي شعراوي منذ 92 عاما، ووقتها لم تواجه بأي عنف أو إرهاب مثلما يحدث الآن. وأضاف، اقترحت أن يكون موعد التظاهرة هو الأسبوع الأول من شهر مايو، ولكن الموعد النهائي سيتحدد طبقًا لظروف البلد وبعد الحصول علي التصريح الأمني.