الداخلية رجال ويسقط كل خاين وعميل .. هكذا وصفني أحد الأشخاص تعليقًا منه على مقالي الأخيرفي المشهد، والذي حاولت خلاله اختصار حال المصريين مع جهازهم الأمنى منذ الثورة وحتى الأن، والانتهاكات والقمع المفرط الذي يتعرض له المواطن منذ دخوله قسم الشرطة أو بوابات الكمين وحتى رحيله محمولاً على – نقالة – منتحراً من حرارة الحب التي ظهرت على وجه الباشا الضابط ورجاله من المخبرين الأفاضل .. ربنا يطولنا في عمرهم. الاخ العزيز الذي لا أعرفه، صاحب الكلمات الجليلة التي أدمنتها كأمثالي من – الخونة – أعداء الوطن، وأعتدنا على تقبله بكل فخر وأعتزاز من أمثاله المؤيدين المحترمين، أرجو أن تسمح لي بالأعتراف .. الداخلية – حلوة - وإحنا ناس وحشين. لهذا دعني أبهرك بأنك لو تعرضت للضرب على يد أحد المخبرين، أو السرقة و– التقليب – خلال تفتيشك وأخذ كل ما تملك من أموال، فعليك ألا تنجرف وراء أمثالي من المأجورين، وتنادي بعلو الصوت .. ألحقوني – لأنك ساعتها برضو هتكون زينا خاين وعميل . ايضا حينما تدخل قسم الشرطة فتجد الأيادي ممتدة في جيوبك، لا تتسرع في الحكم على أفراد الشرطة والأمناء، ولا تتهمهم بالرشوة والذمة الواسعة، بل عليك أن تشكر الله على نعمة الداخلية، فهم رجال الوطن الأتقياء .. وناس أطهار. عندما يستوقفك أحدهم في كمين ويطلب بطاقتك، وقبل الكشف عليها يطلب منك ركوب – البوكس – لا تقل اننا في عصر الحريات، ولا تطالب بحقوق الأنسان، لان المطالبين بها مدفوعين لإسقاط مصر ومؤسسات الدولة .. الله يخربيت امريكا. لو صادفك الحظ وكنت أحد المقبوض عليهم تحري، أو أشتباه، أو قرصة ودن من مخبر قد الدنيا، وعرض عليك أي التهم تختار، أختر لنفسك مصيبة تليق بك، لا تبخل على الداخلية بقضية دسمة .. وبكدا الشرطة والشعب أيد واحدة. إذا كان لك من أقاربك أحد المطلوبين لا تغضب حينما تجد باب منزلك ينهار فوق رأسك من قوة أقدام المخبرين، ولا تعترض عند أصطحابك أنت وأهل بيتك إلى قسم الشرطة رهينة ووسيلة ضغط عليه ليسلم نفسه .. وممكن تفضل أسبوع ماحدش يعرف مكانك. بأختصار .. عند تعرضك لأي تجاوز أو انتهاك لحقوقك كأنسان لا تسعى وراء اعداء الوطن، ولا تحاول أن تبحث عن الحقوقيين، لانك بذلك تعطيهم الفرصة لتشويه داخلية بلادك ومهاجمة الدولة التي تعلمت أن حبها بالتأييد والتهليل والتطبيل .. والداخلية ما بتكدبش. بالطبع كل ما ذكرته من نصائح لا يصلح إلا لمن يرى الهجوم على بعض المنتمين للجهاز الأمني بسبب انتهاكاتهم وتجاوزاتهم خيانة، ويسير كالقطيع وراء قطار التوهان، مبتعدا كل البعد عن أرض الواقع المرير. ولكن .. إذا كنت عزيزي القاريء من أصحاب الرؤى المستقلة التي لم تؤثر عليها برامج التوك شو ولم تتحول إلى معسكر الوقوف في صف الحكومة بأجهزتها دون عقل أو تفكير، فعليك ألا تتوقف عن النقد والمعارضة التي تبني وطناً حرًا يحترم حقوق ابنائه وحرياتهم، ولا تلتفت للمهاجمين من المنطبق عليهم مثل جحا الشهير .. مادام بعيد عن بيتي خلاص !! نحن جميعا نتطلع إلى دولة تعترف بالحقوق والحريات، ترفض القمع والتعذيب، تعارض أستخدام النفوذ والسلطات في جلد الشعب المصري وابتزازه، ترى أن مسئولية الحاكم خدمة المحكوم ومساعدته والوصول به إلى بر الامان في كافة نواحي الحياة. يبدو اننا كتب علينا ان نظل في فريق المظاليم، وان نكون في انظار من نساندهم - أعداء الوطن – إرضاءًا لرغبات من يتحكم في عقولهم مستخدماً الإعلام والكثير من النخب الموالية له في نشر مبادئ وقيم – الاستنطاع – بين أبناء الشعب، وتخوين المعارضين والمخالفين في الرأي وتكفيرهم أحيانا . من العدد المطبوع من العدد المطبوع