يعد الانترنت الآن ساحة واسعة لكل الأغراض العملية والعلمية ومن هنا جاءت فكرة إطلاق موقع إلكتروني يحمل المواد الدراسية لطلبة الجامعة علي أيدي الدكتور خالد الخربوطلي - مدرس المسرح بقسم الإعلام التربوي - كلية التربية النوعية - جامعة القاهرة. والحاصل علي دكتوراة في فلسفة الفنون - قسم النقد والدراما- المعهد العالي للفنون المسرحية - أكاديمية الفنون... والذي أطلق موقعاً يحمل المقرر الدراسي للمادة التي يقوم بتدريسها، لاغيا الكتاب الجامعي الذي أصبح عبئاً علي الأسرة بسبب ارتفاع أسعاره، بل أنه تحول لنوع من الضغط علي الطلبة فمن لا يشتري الكتاب يحرم من درجات أعمال السنة، تحاورنا مع د. الخربوطلي بعد أن تصفحنا الموقع http://sites.google.com/site/spacifictheater/ كيف أتت لك فكرة هذا الموقع؟ - أتت فكرة الموقع إيمانا مني بمبدأ إتاحة المادة العلمية لكل الطلاب في أي وقت دون مشقة أو أية تكلفة مادية، حيث يستطيع بكل سهولة ومن منزله أن يدخل علي الموقع المخصص للمادة ليجد موضوعات المقرر كاملة، ومرفق بها كافة الشروح والصور والوسائل المعينة والتي تساعده في فهم المادة العلمية، وكذلك كل المراجع المتوفرة في الموضوع، ومواقع الإنترنت التي يمكن الرجوع إليها إن أراد الاستفاضة، بالطبع يمكن أن تساعد تلك المواقع التعليمية في مساعدة الطلاب لتحصيل المادة العلمية، ويمكن تعميم تلك الفكرة في جميع المواد النظرية أو الجوانب النظرية للمواد العملية، وان كانت لا تغني أبدا عن التفاعل بين الأستاذ والطلاب، فعملية التفاعل التي تحدث في العملية التعليمية لاغني عنها لان من الأسباب التي أدت إلي تدهور العملية التعليمية هو ظن الكثير من أعضاء هيئات التدريس أن هدف الأستاذ هو توصيل وشرح المادة العلمية فقط، واسقطوا أهم دور لأستاذ الجامعة ألا وهو تشكيل عقلية الطالب وتغيير المفاهيم السائدة في المجتمع من خلاله، إن دور أستاذ الجامعة الحقيقي هو التواصل مع الطلاب والتحاور معهم علي كل الأصعدة والمجالات الحياتية المختلفة، ويأتي في النهاية توصيل المادة العلمية علي عكس السائد حاليا. وما السبب من وجهة نظرك في غياب دور الأستاذ الجامعي؟ - قد يرجع ذلك وللأسف إلي تراجع المستوي الثقافي والفكري لأعضاء هيئات التدريس، وكذلك انشغالهم بزيادة دخولهم بسبب تدنيها وعدم تلبية الدخول لاحتياجاتهم، لابد أن يعود دور الأستاذ الاجتماعي داخل الجامعة ولا يتحول إلي مجرد موظف!!!، فتلك كارثة أدت إلي انحدار الجامعات وتراجع دورها الثقافي والاجتماعي، فالواقع الراهن نجد أن المجتمع يقود الجامعة، ولهذا انحدرت الجامعة وتخلف دورها، والصحيح أن تقود الجامعة المجتمع وهذا ما لا يحدث أبدا!!!. ألا يثير موقعك بعض الضيق عند زملائك من أعضاء هيئة التدريس؟ - بالطبع أتوقع أن يثير الموقع حفيظة الكثيرين لأنه يضرب الكتاب الجامعي في مقتل مثلما ذكرت قبل ذلك. وبعض الأساتذة هدفهم الرئيسي هو بيع الكتب والفائدة المادية!! وماذا عن الجزء العملي من المواد الدراسية؟ - فيما يخص المواد العملية فذلك موضوع آخر لان ذلك يتطلب تجهيزات خاصة من استوديو وكاميرات وفريق عمل علي أعلي مستوي حتي يمكن تجهيز التجارب أو التطبيقات العملية التي تساعد الطالب في فهم تلك التدريبات العملية قبل أو بعد مروره بها، حتي يتمكن من الرجوع إليها وقتما شاء. هل واجهتك عوائق أمام تحقيقك لحلم الموقع؟ - نعم.. لقد واجهت أنا وزملائي مجموعة العمل مصاعب كثيرة تتمثل في تصميم الموقع وكذلك ما يحتاجه الموقع من أعمال جرافيك وما شابه، كذلك تكلفة تلك الأعمال باهظة، لذلك اضررنا إلي قبول بدائل أخري، وان كان ذلك سيأتي علي حساب عاملي الجذب والتشويق للطالب، لأنه لكي يتم عمل جذب وتشويق بشكل متطور وصحيح، فان ذلك يعني الآلاف من الجنيهات!!! وبالطبع فان ذلك يتجاوز حدود إمكانياتنا، ولذلك فاني أتوجه إلي السادة رؤساء الجامعات بتوفير مصمم للمواقع بجميع معامل الكمبيوتر بكل كلية يمكن من خلاله تنفيذ المواقع لأعضاء هيئة التدريس، علي أن تتحمل كل كلية كل المصاريف المطلوبة حتي يخرج الموقع بشكل راق وجذاب للطالب، ولكن وبالرغم من افتقاد الموقع الجاري تجهيزه لعناصر الجذب والتشويق كما أتمناها، إلا إنني فضلت الاستمرار فيه أملا في أن خروج الموقع للنور قد يساعد في تصحيح الصورة، ولكي أستطيع قياس رد فعل الأساتذة والاهم بالطبع قياس رد فعل الطلاب بوصفهم المستهدفين من تلك الخدمة. هل فكرة الموقع ارتبطت بظهور وباء أنفلونزا الخنازير وخوف الطلاب وذويهم من الذهاب لمقر الكليات؟ - ليس بالضبط، لقد راودتني الفكرة قبل ظهور وباء الخنازير ولكن الصدفة وحدها هي التي جعلت إطلاق الموقع يواكب انتشار الفيروس، والموقع انطلق مع الأسابيع الأولي لبدء العام الدراسي، والطلاب يحضرون المحاضرات وأيضا يزورون الموقع بشكل شبه يومي، ويتفاعلون معه جدا. كم من الوقت استغرق الإعداد لإطلاق الموقع؟ - استغرق حوالي شهرين لتجميع المادة العلمية ومراجعتها، والموقع سيغطي منهجاً يتم تدريسه لطلاب الفرقة الأولي بقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة في مجال المسرح، والمقرر بعنوان "المدخل إلي علوم المسرح"، وسوف أقوم في نهاية الفصل الدراسي بعمل استبيان للطلاب لتقييم الموقع لمعرفة السلبيات والايجابيات من وجهة نظرهم، حتي يتأتي لي تصحيح المسار، وأتمني أن أوفق خلال عام من الآن إلي تحويل جميع المواد الخاصة بي إلي مواقع تعليمية علي الانترنت علي أن تتوافر لي الإمكانيات التي تسمح بتقديم مواد تعليمية بشكل متطور وجذاب ولا تخلو من تشويق للطالب، ولكني اكرر أن ذلك ليس معناه تقليل دور المحاضرة أو اللقاء المباشر بين الأستاذ والطالب، فلا شئ يغني عن التواصل الحي والفعال بين الأستاذ والطالب لان ذلك جوهر العملية التعليمية بالجامعة، وغياب ذلك ينتقص من فعالية تلك العلاقة وأهميتها، بشرط أن يعي الطرفان ذلك خاصة أستاذ الجامعة وأن ذلك دوره الحقيقي والفعال.