رئيس الجبهة الوطنية: الفرص متساوية في الترشح لانتخابات النواب.. والشفافية تحكم الاختيار    قرار جديد من محافظ الوادي الجديد بشأن سن القبول بالمدرسة الرسمية الدولية    "عين شمس" ضمن أفضل 700 جامعة عالميا وفق تصنيف شنغهاي 2025    ارتفاع سعر الذهب اليوم في مصر بمنتصف تعاملات الاثنين    الإحصاء: 6 حالات حصلت على أحكام إشهار إفلاس خلال 2024    القومي للاتصالات يفتح باب التقديم في برنامج "سفراء الذكاء الاصطناعي"    «الإحصاء»: 6 حالات إشهار الإفلاس خلال عام 2024 مقابل حالة واحدة 2023    مياه المنوفية تجري استطلاع رأي للعملاء عن خدمات مياه الشرب والصرف    وزير الخارجية: معبر رفح لم يغلق منذ بداية الحرب على غزة    القوات الإسرائيلية تعتقل 33 عاملاً فلسطينيا جنوب القدس    سموتريتش يتضامن مع عضو بالكنيست بعد منعه من دخول أستراليا    "أمام بيراميدز أكيد".. شوبير يزف بشرى سارة لجماهير الأهلي حول إمام عاشور    "حسيت إن أنا بحلم".. إعلامي يكشف رواية محمد هاني بالنص وما فعله الحكم    الجهاز الفني للزمالك يستقر على مهاجم الفريق في لقاء مودرن سبورت    بعثة يد الزمالك تطير إلى رومانيا لخوض معسكر الإعداد للموسم الجديد    انتهاء امتحان اللغة الأجنبية الأولى لطلاب الدور الثاني بالثانوية العامة    ضبط 18 ألف كتاب داخل مكتبة بدون ترخيص بالقاهرة    "كان بيطفي النار".. إصابة شاب في حريق شقة سكنية بسوهاج (صور)    زيارة خاصة للإعلامي محمود سعد في ماسبيرو    "صيف بلدنا" ببورسعيد يواصل لياليه باستعراضات متنوعة لفرقة المنيا للفنون الشعبية|صور    مي كساب تحتفل بمرور 10 سنوات على زواجها من أوكا.. ماذا قالت؟    الشيخ خالد الجندي: مخالفة قواعد المرور معصية شرعًا و"العمامة" شرف الأمة    "ماتقلقش من البديل".. حملة لرفع وعي المرضى تجاه الأدوية في بورسعيد - صور    مواعيد العمل الرسمية من 5 فجرًا إلى 12 ظهرًا.. تفاصيل مقترح برلماني    مدير عام الطب العلاجي بأسيوط يتابع اعمال مستشفي قيد التشغيل لعلاج الأورام بديروط    في يومها الثالث.. انتظام امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة بالغربية    غرق شاب بأحد شواطئ مدينة القصير جنوب البحر الأحمر    بالفيديو.. الغرف التجارية: متابعة دائمة من الأجهزة الرقابية لتطبيق التخفيضات خلال الأوكازيون    "ذا ناشيونال": مصر وقطر يعدان مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة    اليوم.. الأهلي يتسلم الدفعة الأولى من قيمة صفقة وسام أبو علي    الجمعة.. ويجز يحيي حفلًا بمهرجان العلمين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم الاثنين    إيرادات أفلام موسم الصيف.. "درويش" يتصدر شباك التذاكر و"روكي الغلابة" يواصل المنافسة    أيمن الرمادي ينتقد دونجا ويطالب بإبعاده عن التشكيل الأساسي للزمالك    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: دخول 266 شاحنة مساعدات منذ الجمعة والاحتلال سهل سرقة معظمها    الديهي يكشف تفاصيل اختراقه ل"جروب الإخوان السري" فيديو    المصرف المتحد يعلن تعيين طارق فايد رئيسا تنفيذيا خلفا لأشرف القاضي    نشأت الديهي يكشف مخططات «إخوان الخارج» لاستهداف مصر    وزيرة التضامن الاجتماعي: دعم مصر لقطاع غزة لم يكن وليد أحداث السابع من أكتوبر    «التعليم» ترسل خطابًا بشأن مناظرة السن في المرحلة الابتدائية لقبول تحويل الطلاب من الأزهر    وفاة شاب صدمته سيارة مسرعة بطريق القاهرة – الفيوم    "الأغذية العالمى": نصف مليون فلسطينى فى غزة على شفا المجاعة    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 في أسواق الأقصر    «متحدث الصحة» ينفي سرقة الأعضاء: «مجرد أساطير بلا أساس علمي»    مدرب نانت: مصطفى محمد يستحق اللعب بجدارة    حلوى باردة ومغذية فى الصيف، طريقة عمل الأرز باللبن    دار الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها    جدول مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025    انطلاق امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية بشمال سيناء (صور)    إسرائيل تقر خطة احتلال مدينة غزة وتعرضها على وزير الدفاع غدا    محافظة بورسعيد.. مواقيت الصلوات الخمس اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    التعليم تحسم الجدل : الالتحاق بالبكالوريا اختياريا ولا يجوز التحويل منها أو إليها    وفاة عميد كلية اللغة العربية الأسبق ب أزهر الشرقية    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    رضا عبد العال: خوان ألفينا "هينَسي" الزملكاوية زيزو    ماكرون: لا أستبعد أن تعترف أوكرانيا بفقدان أراضيها ضمن معاهدة سلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة إسرائيلية تحتفي بصدور أول ديوان باللغة العبرية للشاعر السوري أدونيس
نشر في القاهرة يوم 14 - 08 - 2012

صدر أول ديوان شعر باللغة العبرية في إسرائيل للشاعر السوري المعروف أدونيس، منذ أيام، واحتفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بهذا الحدث في تقرير مطول تحدث فيه مترجم الديوان، راؤبين شانير، عن ظروف الترجمة وإدراكه أن لأدونيس عدة هويات، فيقول إن الشاعر السوري يغير هويته طوال الوقت. وشانير هو عميد كلية الآداب في جامعة حيفا، وهو أستاذ للغة العربية، وآدابها وسبق أن نشر دراسات عدة عن أدونيس بلغات أخري. وأضاف للكتاب مقدمة مفصلة وواسعة عن حياة أدونيس وأعماله تتطرق إلي مراحل حياته وتطور شعره. ومن فصول الكتاب "جسد"، و"رأس النهار علي كتف الليل"، و"مطر"، و"حنجرة هندي أحمر"، و"تجاعيد الوقت"، و"زيارة إلي هارلم"، و"تخطيطات لجسد الثلج"، و"صيف"، و"نوافذ"، و"أيام لكتابة المنفي"، و"قناديل"، و"تقاليد الشهب" و"دليل للسفر في غابات المعني". وتقول الصحيفة انه في ربيع عام 1944 علم سكان شمال سوريا ان اول رئيس للجمهورية السورية، شكري القوتلي، سيزور مدينة جبلة. وفي صباح ذلك اليوم، خرج صبي فقير عمره 13 عاما، من احدي القري المجاورة، وسار في طريقه لمقابلة الرئيس، حاملا في يده قصيدة كتبها من اجله. وما إن وصل إلي مكان اللقاء، حاول الحرس منعه من الوصول إلي الرئيس، لكن الصبي الصغير أصر علي مقابلته، فقد كان له هدف واحد، وهو أن يقرأ القصيدة الوطنية التي كتبها في حضور الرئيس. وتكلل اصراره بالنجاح، عندما لاحظ الرئيس ذلك الصبي الذي يسعي جاهدا لمقابلته، ويريد أن يشق الصفوف اليه، فناداه وسمح له بقراءة القصيدة. فأعجب بها الرئيس السوري كثيرا. وكما هو الحال في حكايات الاساطير، سأل الرئيس ذلك الصبي عن أمنية يحققها له، فلم يتردد الصبي، وقال علي الفور: "أريد أن أذهب إلي المدرسة". كان اسم ذلك الصبي هو علي أحمد سعيد اسبر، ولكن بمرور الأيام اشتهر باسم "أدونيس"، الذي اختاره لنفسه، الذي انتزعه من أحد ألقاب الآلهة في اللغة الكنعانية - الفينيقية، حيث تشير الكلمة "أدون" إلي معني "سيد" أو "إله" بالكنعانية، مضاف إليها حرف السين (للتذكير وفقا لقواعد اللغة اليونانية). وهو معشوق الإلهة عشتار، ويجسد الربيع والإخصاب لدي الكنعانين والإغريق، وكان يصور كشاب رائع الجمال. وفي هذا اللقاء مع الرئيس السوري بدأ هذا الصبي مسيرته في عالم الشعر، ليقطع مشوارا طويلا، حقق خلاله العديد من الانجازات التي غيرت وجه الشعر العربي. ارفض الحوار مع الاعلام الإسرائيلي وقد صدر اول ديوان لادونيس باللغة العبرية في إسرائيل، الاسبوع الماضي، بعنوان "فهرس لأعمال الريح". وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلي ان الشاعر السوري رفض اجراء حوار صحفي مع أي صحيفة إسرائيلية بمناسبة صدور الديوان، وكتب ردا علي طلب صحيفة "هآرتس": " هذه المسائل تتجاوز مجالات الاهتمام والتقدير الشخصي للأفراد، وتتعلق بالقرارات التي تتخذها الدول. فأنا علي سبيل المثال اريد ان ازور مدينة رام الله، لان لي اصدقاء هناك، وفيها قبر الشاعر محمود درويش، ولكن الامر غير ممكن دون موافقة الدولة". ويقول المترجم الإسرائيلي راؤوبين شانير إن ادونيس يخشي للغاية من اجراء أي اتصال مع إسرائيليين حتي لا يتم اتهامه بالخيانة والتعاون مع إسرائيل. واضاف في مقدمة الترجمة العبرية للديوان جزء عن حياة ادونيس وابداعه الادبي، مشيرا إلي أنه ما زال مرشحا رئيسيا للفوز بجائزة نوبل في الأدب، ويخشي ان يقال انه تم منحه الجائزة بسبب تعاونه مع إسرائيل. وقال ان ادونيس ارسل اليه خطاب شكر شخصي علي الترجمة، وطلب الامتناع عن نشره في الصحف الإسرائيلية كي لا يتهم بأنه ساهم في التطبيع مع إسرائيل. ويقول شانير ان ادونيس (82 عاما)، وزوجته الناقدة الادبية خالدة سعيد (80 عاما)، يعيشان في باريس كما لو كانا في فقاعة، معزولين قليلا عن العالم العربي، ويشعران بوحدة شديدة، بعد ان انصرف عنهما رجال الادب والثقافة العرب، بسبب ما وصفه بالغيرة العمياء من النجاح الكبير الذي حققه ادونيس في محافل الثقافة الغربية، وكان بعضها بسبب موقفه من نظام الرئيس السوري بشار الاسد. واضاف ان تهديدات الاسلاميين المتطرفين لا تعد شيئا جديدا بالنسبة لادونيس، ويقول: "عندما بدأت مطاردة سلمان رشدي، عقب صدور كتابه "آيات شيطانية"، اشار الكتاب الاسلاميين والعرب المتطرفين إلي كافرين آخرين، فكان الاول هو اديب نوبل نجيب محفوظ، بسبب روايته المثيرة للجدل "أولاد حارتنا"، التي وصف فيها النبي محمد بأنه "فتوة الحارة". بينما كان الثاني هو ادونيس، الذي اعتاد في أشعاره، خاصة التي كتبها في سنوات الخمسينات والستينات من القرن العشرين، ان يقدم نفسه كمتحدث الهي، واحيانا باعتباره الاله نفسه، ويتناول القرآن بشيء من السخرية، وهو الأمر الذي تحرمه الشريعة الاسلامية". ويعد ادونيس، الذي اصدر اكثر من 20 ديوان شعر حتي الآن، في نظر الكثيرين كبير الشعراء العرب، ويرد اسمه كل عام في قائمة المرشحين لجائزة نوبل في الادب، التي لم يفز بها أي اديب عربي سوي الراحل نجيب محفوظ. ومنذ عامين كان ادونيس اول كاتب عربي يفوز بجائزة جوتة، وهو ضيف دائم لالقاء المحاضرات في مؤسسات اكاديمية بمختلف انحاء اوروبا. وفي بداية العام الحالي، وتحديدا في 3 فبراير الماضي، تم تنظيم معرض لرسومات الشاعر العربي السوري أدونيس، في قاعات الموزاييك في العاصمة البريطانية لندن، يضم أكثر من 100 قطعة فنية للشاعر أدونيس، كما يتخلله قراءات لبعض من أدبه. واستمر المعرض حتي نهاية مارس الماضي، مع مديح باعتباره واحداً من أهم الشخصيات في تاريخ الأدب العربي في السنوات الخمسين الماضية، وامتد انتاجه من الشعر إلي النقد الأدبي والتاريخ والتصوف والسياسة والشئون الثقافية المعاصرة. وبخلاف الشعر، نشر ادونيس مقالات تحدد مواقفه من الشعر ودور الشاعر في المجتمع الحديث. وتحول الشعر العربي في العصر الحديث، من وجهة نظره، إلي اداة في يد الحاكم والدين، ولا يؤدي دوره الحقيقي. وهو يري ان الشعر في الغرب ليس افضل حالا، لكنه يري ان ما يفسد الشعر هناك ليس السياسة ولا الدين، وانما الاعلام وثقافة البوب. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلي ان ادونيس اصدر "فهرس لاعمال الروح" عام 1998، ويقول المترجم الإسرائيلي شانير: "بدأت أولا في ترجمة الجزء الاخير من الكتاب، والذي يسمي "غابات المعني"، فقد اعجبني جدا هذا الجزء من الكتاب ونشرته في دورية "هاليكون"، وواصلت قراء الديوان وترجمته. وفجأة وجدت نفسي قد ترجمت الكتاب كله. واحببت الطريقة التي يتناول بها احداثا حقيقية في حياته، وبقائه في جامعة برينستون (بالولايات المتحدة الامريكية)، وزيارته إلي نيويورك". واشار المترجم إلي انه سبق ان ارسل كتابا إلي رئيس تحرير دار نشر "بوعليم" الإسرائيلية، ناتان يوناثان، يضم 50 قصيدة من أعمال محمود درويش، وتحمس كثيرا لها، لكنه خاف ان ينشر الكتاب. وقال: "رغم ان يوناثان رجل يساري ونشأ في مستوطنة، لكن الرعب تملكه امام شاعر قومي فلسطيني، وقد فاجأني ذلك". واضاف ان الامر نفسه تكرر مع "هيليت ياشورون"، رئيسة تحرير دورية "حداريم" (وتعني "غرف" باللغة العربية)، فقد تخلت هي أيضا عن نشر اشعار دروش بعد ان نشر قصيدة له بعنوان "عابرون في كلام عابر"، والتي يقول فيها: ايها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وأنصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا انكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء ايها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا منكم دبابة اخري- ومنا حجر منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا وعلينا نحن، ان نحرس ورد الشهداء وعلينا نحن، ان نحيا كما نحن نشاء ايها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فلنا في ارضنا ما نعمل ولنا قمح نربيه ونسقيه ندي اجسادنا ولنا ما ليس يرضيكم هنا حجر.. او خجل فخذوا الماضي، اذا شئتم إلي سوق التحف واعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم علي صحن خزف لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل ايها المارون بين الكلمات العابرة كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا واعيدوا عقرب الوقت إلي شرعية العجل المقدس او إلي توقيت موسيقي مسدس فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف وشعبا ينزف وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة آن ان تنصرفوا وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن ان تنصرفوا ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا فلنا في ارضنا مانعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الاول ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل ولنا الدنيا هنا.. والاخرة فاخرجوا من ارضنا من برنا.. من بحرنا من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا من كل شيء، واخرجوا من مفردات الذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة! فقد حذفت قصيدة له من احد أعداد الدورية، واصدرت العدد به صفحة بيضاء، كان من المفروض ان تنشر فيها قصيدة له. ولفت المترجم إلي انها ندمت علي ذلك لاحقا، حتي انها اجرت معه مقابلة صحفية ونشرتها بالدورية. ويقول شانير انه رغم ان درويش كان مثار خلاف في إسرائيل، إلا أنه كان محبوبا ومحل تقدير في العالم العربي، لافتا إلي ان ادونيس في المقابل يثير الخلاف حوله في العالم العربي أيضا، بسبب اشعاره وبسبب اتجاهاته وآرائه السياسية. واشار إلي ان ادونيس نفسه قال بفخر شديد ذات مرة: "في كل الكتب الموجودة بسوريا يدعون انني حطمت الشعر العربي". وقال إن الكثيرين في العالم العربي يدعون انه في الواقع خان تراث الشعر العربي، وزاد في الامر بتبنيه لافكار غربية، بعد ان نسف تقاليد الشعر العربي التي تفرض الالتزام بالوزن والقافية. واشار إلي ان ادونيس اصدر مجلة "شعر" عام 1957، بالتعاون مع الشاعر يوسف الخال، والتي غيرت وجه الشعر العربي. وكانت تتضمن نشر قصائد عربية بالاضافة إلي ترجمات من الشعر الانجليزي والفرنسي. وكانت تنشر القصائد الملتزمة بالقافية والوزن، حتي حطم ادونيس ذلك، وكتب شعرا حديثا. واضاف ان نصف النقد الموجه إلي ادونيس يتمركز حول كون شعره غامضا وغير مفهوم. ويقول المترجم الإسرائيلي: "بل ان هناك اساتذة غير مستعدين لقراءة شعر ادونيس بسبب غموضه، ولكن في تلك المجموعة التي ترجمتها فتحت بابا جديدا إلي حد ما، حيث بدا مفهوما بشكل اكثر. وبوسعك ان تفهم ماذا يقصد". واوضح انه بسبب المصاعب التي تواجه القارئ، لم تحظ أعمال ادونيس ابدا بأي شعبية بين الجماهير العربية الواسعة. ويقول شانير: "حتي ادونيس نفسه يعلن انه يكتب للشعراء، فقراؤه قليلون، وهو يري ان المجددين والثوريين لن يحظوا بالانتشار الشعبي ابدا". واشار إلي شعبية قصائد نزار قباني، وتحول بعضها إلي اغاني، بينما لم تتحول قصيدة واحدة لادونيس إلي اغنية، لان من المستحيل تلحينها، ومن الصعب جدا استيعابها من قراءة واحدة، مما جعله شاعرا للنخبة فقط. وحول الصعوبات التي واجهها المترجم الإسرائيلي في ترجمة ديوان ادونيس، يقول: "اللغة العربية لغة بسيطة للغاية، ولكن بينما تكون الكلمات صعبة الفهم في الشعر الكلاسيكي يكون المعني بسيطا، إلا أن الامر ينعكس في الشعر الحديث. وليست المشكلة هي ان تترجم، ولكن المشكلة تكمن في كيفية فهم معني القصيدة، وهذا صعب جدا. لكنه كان في هذا الكتاب سهلا للغاية، لانه ليس معقدا تماما، وبوسع القارئ ان يفهم القصيدة والمعني الكامن فيها". وتشير الصحيفة إلي ان ادونيس نفسه له آراء تشبه آراء المترجم الإسرائيلي عن ترجمة الشعر، وقال ذات مرة ان علي المترجم ان يخلق قصيدة جديدة، ولو علي حساب الدقة، ويصف من يحرص علي الدقة، علي حساب المعني بانه كالعاشق الذي يمارس الحب مع حبيبته بينما ينشغل باحصاء المسامير المثبتة في فراشها! وتري الصحيفة الإسرائيلية ان الانتقادات الموجهة لادونيس لا تنبع فقط من اسلوبه الشعري، وانما أيضا من عدم استقرار آرائه السياسية. فعلاقته بإسرائيل علي سبيل المثال تغيرت اكثر من مرة علي مر السنين. ففي شبابه كان عضوا في حزب يميني متطرف يطالب بانشاء امبراطورية سورية علي
اراض واسعة في الشرق الاوسط، وكان ينتقد إسرائيل. وفي عام 1981، عندما اقام في بيروت، اصيبت غرفة نومه بقذيفة إسرائيلية اثناء وجوده هو وزوجته في المنزل. لكنه بعد ذلك اصبح معتدلا في آرائه، بل واقام علاقات جريئة مع شعراء إسرائيليين، مثل ناتان زاخ، وروني سوميك، حتي انه اصدر ديوانا مشتركا مع "زاخ". وقال ادونيس في مقابلة مع صحيفة "جارديان" البريطانية مؤخرا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: "لا اري حلا للقضية الفلسطينية في المستقبل القريب، فقد يستمر ذلك الصراع لعقود طويلة، والفلسطينيون هم من يعانون بالاساس، فهم يعيشون كلاجئين منذ 60 عاما، وحتي الدول العربية ترفضهم وتستخدمهم كأداة سياسية، فقصة الفلسطينيين ماساة بلا حل". وكان ادونيس متناقضا أيضا تجاه وطنه سوريا، وتجاه نظام الرئيس بشار الاسد. فعندما بدات أعمال الاولي للثورة السورية عارض ادونيس الثوار، لكنه قام بتغيير رأيه مؤخرا بوات يؤيد الثوار، وان كان لديه بعض التحفظات. ويقول المترجم الإسرائيلي: "لا يعتقد ادونيس ان هذه الثورة ستغير العالم العربي، لان المظاهرات تنطلق من المساجد، فاذا كان للدين دور رئيسي في ذلك، لا يمكن اعتبار ذلك ربيعا حقيقيا". وتتساءل الصحيفة عن سبب تغيير أدونيس لآرائه طوال الوقت: هل يوفق آرائه وفقا للمزاج المحيط به؟ هل يسعي لاثارة الانتباه؟ لكنها ترد قائلة ان الاجابة لا تكمن في ذلك، وانما تكمن في وجهة نظره الفلسفية العميقة، التي تجبر الشخص علي التغيير طوال الوقت، حتي ان اسم الشهرة الذي اختاره لنفسه يدل علي ذلك، لان "ادونيس" اسم لالهة فينيقية، تعد رمزا للتجدد. ويقول المترجم الإسرائيلي شانير ان ادونيس يتغير طوال الوقت، "فيغير هويته، وحتي آرائه لا تسيطر عليها اية هوية، وهذا الأمر موجود في كل أعماله، فهو كشاعر يحق له، بل ومن الواجب عليه ان يعيد كتابة قصائده من جديد طوال الوقت، وان يمحي ما يشاء، وان يضيف، وان يغيرها".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.