ولد عبد اللطيف عبد الله التلباني في 6 فبراير 1936 بقرية العزيزية - مركزمنيا القمح - محافظة الشرقية .وانهي دراسته الابتدائية بمدرسة منيا القمح، وبعد حصوله علي التوجيهية انتقل إلي الإسكندرية، والتحق بكلية الآداب التي كانت تشغل مبني في الشاطبي علي البحر -مبني جامعة الإسكندرية الأن. واشترك في حفلات الجامعة في الغناء والتمثيل، وكانت الفرق تسمي بالأسر، أسرة كلية الآداب، أسرة كلية الحقوق .. إلخ. وكان يشرف علي النشاط الموسيقي والغنائي في أسرة كلية الآداب الموسيقي الدارس محمد المصري . وبدأ عبد اللطيف التعرف علي عالم الغناء والموسيقي في الإسكندرية وأصبح معروفاً في حي "باب سدرة " المليء بمقاهي الفنانين ومحلات متعهدي الغناء والموسيقي، وموردي العوالم للأفراح والكازينوهات، وتعرف علي عازف الكمان والملحن "سالم نصر الدين "، فتوسط له لدي جدته التي تمتلك بيتاً في شارع " الحماسة " المتفرع من شارع يوسف الحكيم المشهور باسم شارع ( 12 )، وهو من أهم شوارع كرموز وقريباً جداً من حي جبل ناعسة. وبعد الانتهاء من الدراسة الجامعية التحق بالجيش مجنداً بالقوات البحرية، وكانت خدمته في مدينة الإسكندرية التي عشقها وصار واحداً من أبنائها. اهتمام ورعاية وفي 6 يونية 1957 انتقلت إذاعة الإسكندرية إلي حي باكوس، وشغلت القصر الخاص بدائرة الأمير عمر طوسون «المصادر من حكومة الثورة» فأعلنت الإذاعة عن امتحان لاختيار الأصوات الجيدة والجديدة فتقدم عبد اللطيف التلباني - مع من تقدم - وكانت لجنة الاختيار برئاسة رئيس الإذاعة ومؤسسها : حافظ عبد الوهاب وعضوية عبد الحميد الحديدي والشاعر الإذاعي أحمد خميس، ووافقت اللجنة علي اعتماده مطرباً في الإذاعة، ونال اهتمام مدير الإذاعة حافظ عبد الوهاب، وأعطاه الرعاية والاهتمام التي سبق أن أعطاهما لبلدياته ابن محافظة الشرقية- مثله - عبد الحليم حافظ . وكانت أول أغنية له : " خليني علي بالك " من تأليف محمد مكيوي وألحان محمد غنيم، وانتشر اسم عبد اللطيف التلباني في الإسكندرية، واتصل بالملحن الكبير محمد المصري الذي سبق أن تعامل معه من خلال أسرة كلية الآداب . وكان التلباني يزوره في بيته بشارع الإسكندراني كل يوم تقريباً ليعلمه العزف علي العود ومعرفة المقامات الموسيقية. ولحّن له أغنيات كثيرة منها " بلاش علي الماضي نتكلم " من كلمات محمود الإمبابي . وترك حجرته في شارع الحماسة، وسكن شقة بحي كامب شيزار مع ابن خالته مصطفي عبد العظيم الذي كان يهوي الغناء مثله، لكنه لم يستمر، وابتعد عن الساحة بعد سنوات قليلة. وغني التلباني في إذاعة الإسكندرية أغنية " جمال الدنيا " كلمات علي حسن حمودة ولحن محمد أبو سمارة وأغنية " من عندك حبة " كلمات كامل الإسناوي ولحن محمد الحسيني و" شراع الحب " كلمات حسن علي محمود ولحن حلمي أمين و" بريء يا حبيبي " كلمات محمد علي أحمد ولحن جلال حرب وغيرها من أغنيات. باب التوبة واشترك بالغناء مع محمد الصغير والمطربة رقية توفيق في الصورة الغنائية " باب التوبة " من تأليف عبد السلام أمين وتلحين إبراهيم عبدالله . وقد طلب سعيد أبو السعد المسئول في القناة الأولي من الملحن محمد المصري أن يشرف موسيقياً علي تقديم حلقات من برنامج " ركن الهواة" في الإسكندرية فقدم مجموعة من المواهب في كل مجالات الغناء. قدم المنولوجست أحمد الحبروت والمغني النوبي عكاشة إبراهيم والمنولوجست سيد نوفل والمطربة تحية زكي والمطرب عبدالرزاق إبراهيم والمنولوجست سيد الملاح الذي قدم من بور سعيد إلي الإسكندرية وعاش فيها بعض الوقت. نقلة غنائية ثم كانت النقلة الكبيرة لعبد اللطيف التلباني عندما كتب له عبدالسلام أمين أغنية «اللي روحي معاه بتقولولي أنساه بس أنساه إزاي حد ينسي حياته وقلبه فيه دقاته» تلحين محمد الموجي وغناها في حفل أضواء المدينة ليلة 23 أغسطس 1960 بدار سينما ريفولي، فأحدثت ضجة، وغناها الناس بعده في كل مكان، وكانت هذه بداية انتشاره . وبعدها تحمس له المذيع الكبير جلال معوض الذي كان يقدم ويشرف علي حفلات أضواء المدينة فقدمه في أكثر من حفلة . وغني " من فوق برج الجزيرة " كلمات حيرم الغمراوي وتلحين محمد الموجي. وأغنية " خفة دمك مش علي حد .. علشان طبعك دوغري وجد " من كلمات صلاح فايز وتلحين محمد فوزي . وأغنية «عيونها الحلوة دي» من كلمات كامل الإسناوي وتلحين بليغ حمدي. وأغنية " همسة حايرة " من كلمات حسين توفيق وألحان رياض السنباطي. ولحّن عبد اللطيف التلباني بعض الأغنيات منها : السودان روحها مصر ومصر روحها السودان كلمات عبد الفتاح مصطفي . وأغنية يا حلاوتك يا سمارة كلمات عبد المنعم السباعي ، و يا إسكندرية كلمات مصطفي البيلي، وهوايا هوايين كلمات حسن أبو عتمان. أيام في السينما ومثّل عبد اللطيف التلباني في خمسة أفلام هي : - " نمر التلامذة " بطولة سميرة أحمد وأحمد رمزي وحسن يوسف ومحمد عوض ومن إخراج عيسي كرامة وعرض يوم أول نوفمبر 1964. - "حارة السقايين" بطولة شريفة فاضل ومحمد رشدي وأمين الهنيدي ومحمد عوض ومحمد رضا ومن إخراج السيد زيادة وعرض عام 1966. - "غازية من سنباط " بطولة شريفة فاضل ومحمد عوض وسيد الملاح وشفيق جلال ومن إخراج السيد زيادة وعرض يوم أول يونية 1967. - "جزيرة العشاق" بطولة زيزي البدراوي وسهير المرشدي ورشوان توفيق ومن إخراج حسن رضا وعرض عام 1968،وغني فيه عبد اللطيف التلباني من كلمات صلاح جاهين وتلحين سيد مكاوي ومحمد الموجي أغنيات :" يا بحر يا أحمر وسعيد " و"سمكاية لابسة هدوم العيد" و"عطشان يا صبايا" و"أول ما نبدي القول" . - "درب اللبانة" آخر أفلامه وهو من بطولته مع هناء ثروت وشريهان وسعيد صالح وسعيد عبد الغني ومن إخراج إبراهيم البغدادي وعرض يوم 3 سبتمبر عام 1984 . ومثّل عبد اللطيف التلباني وغنّي للتليفزيون مسرحيات: "كلمة حب" و"محسن وزيزي" و"أنا وهو ومراتي" . وقام ببطولة وغناء الأوبريت "شارع النغم" مع المطربة مها صبري ومن إخراج محمد سالم وعرض عام 1974 . وكان نجماً مشهورا من نجوم الغناء في كازينوهات شارع الهرم، وكازينوهات البحر في الإسكندرية،وهذا جعله يمتلك مبالغ كثيرة مكنته من انتاج بعض أفلامه، ففي السينما أنتج فيلم "درب اللبانة" وفي التليفزيون أنتج فيلم "القلب لا يمتلك بالذهب" . عندما انتقل عبد اللطيف التلباني إلي القاهرة، سكن في التوفيقية، في عمارة مواجهة لمعهد الموسيقي العربية، واستيقظ من النوم في الثاني من فبراير عام 1989، هو وزوجته وابنته، وقام أحدهم بفتح باب فرن البوتجاز، فإذ بالغاز المُخزن طوال الليليخرج من خلال الفرن ويخنق الثلاثة. ويموت عبد اللطيف التلباني فجأة، وهو في عز شبابه وصحته، وفي أوج شهرته .