"سعاد ماسي مطربة جزائرية لم تُعرف جيداً لدي الجمهور العربي، رغم أنها بدأت فعلاً تجني ثمار جهدٍ طالما بذلته في تعلم الموسيقي والغناء في باريس. ولعل جمهور باريس، لهذا السبب هو الأكثر اطلاعاً علي انجازاتها في هذا المجال. أما في بريطانيا فقد بدأت المجموعات المهتمة بالموسيقي والغناء تبحث في سيرة هذه الفنانة الشابة، بعد ان أشادت بها كبريات الصحف اللندنية مثل «الجارديان» التي وصفت ألحانها بأنها «حلوة ومتعددة الخلفيات الثقافية»، و«التايمز» التي وصفت ألبوما انجزته الفنانة أخيرا بأنه «ببساطة هذا تسجيل فني رائع»، و«صنداي تايمز» التي وصفت صاحبة الألبوم نفسه بأنها «موهبة جادة علي طريقتها الخاصة». تَعتبر ماسي نفسها مواطنة عالمية تحمل رسالة موسيقي التناغم. وهي تلاقي بهذا صدي طيبا في أوروبا وفي أوساط عربية أيضا. ألبومها الأخير يمزج بين إفريقيا والمغرب وباريس... وفي لقاء سريع معها كان هذا الحوار الموسيقي جدا هل حقا زرتِ تل أبيب أو تنوي زيارتها؟ - وصلني ما وصلكم جميعا حول هذا الأمر، والحقيقة أني لم ولن أزور تل أبيب، بل اني سوف أزور رام الله لإقامة حفل هناك، وكنت أنوي إقامة حفل آخر بغزة ولكن الحرب الأهلية الطاحنة هناك منعتنا من ذلك. وما تعليقك علي إطلاق شائعة زيارتك لتل أبيب وما تبعها من محاولات لمقاطعة حفلاتك؟ - لن أعلق سوي بأنني عربية شديدة العروبة، مسلمة أعرف أن الدين يسر وأن صلب الإسلام أن أؤمن بكل الديانات السماوية، ولذلك فأنا متسامحة جدا، وأقول لكل من أطلق شائعة وكل من يطالب بمقاطعة حفلاتي "سامحك الله". غنيتي عن العنصرية.. لماذا هذا الموضوع تحديدا؟ - أنا جزائرية الأصل، وفي الجزائر هناك تفرقة عنصرية بين عرب الجزائر وبين قبائل الأمازيغ أو البربر، ولذلك قررت أن أغني ضد هذه العنصرية وهذا التعصب لأصل معين دون الآخر. إذن .. فما موضوعك القادم؟ - العنصرية والتعصب لهما أكثر من شكل، لذلك أفكر في أن أغني عن التعصب القبلي في البلدان العربية، عن تعصب الرجل الشرقي ضد المرأة، عن تعصب أصحاب البشرة البيضاء ضد أصحاب البشرة السمراء. لماذا تركتِ الجزائر إلي فرنسا في عام 1999؟ - في الجزائر كان يصعب علي الأهل والعشيرة أن يروا فتاة تحمل جيتارها، وتذهب به من مسرح إلي مسرح، وقوبلت برفض، فما كان مني إلا أن ذهبت لفرنسا والحمد لله حققت نجاحا كبير اهناك، ويقال عني هناك إني أحد أهم اكتشافات المسرح الموسيقي الفرنسي في مجال موسيقي العالم. تكتبين بعض أغنياتك وتلحنينها... فهل تلحنين وتكتبين لمطربين ومطربات غيرك؟ - لم يطلب أحد مني حتي الآن أن أكتب له أغنيات، لكن طلب مني أن ألحن لمطربات زميلات، وكذلك قمت بتلحين موسيقي فيلمين. حدثينا عن تجربتك مع الإعداد الموسيقي للأفلام؟ - في البداية جاء لي أحد الأصدقاء وطلب مني موسيقي فيلم يعمل به، وكنت خائفة جدا، ولكنني تحت إلحاح أصدقائي وافقت وبدأت بالفعل، وبعد أن سلمت المخرج الموسيقي، فضلت الابتعاد حتي تظهر التجربة وأعرف مدي نجاحها من فشلها، وبعد فترة وجدت صديقي الذي يعمل بالفيلم يتصل بي ويخبرني بأن النقاد أشادوا بموسيقي الفيلم، وهذا ما دفعني للتجربة الثانية، وفي انتظار التجربة الثالثة، كما أتمني أن أكتب كلمات أغنيات لفنانين غيري. من مثلك الأعلي؟ - أشقائي سمير وحسن، هما موسيقيان، وقد أهلاني لأن أكون موسيقية وماذا عن زيارتك لمصر في عيد الموسقي.. وما انطباعك عنها؟ - أولا أحب أن أوجه الشكر لوزارة الثقافة المصرية علي اهتمامها بحضوري إلي مصر، وكذلك كل الشكر للجهات التي شاركت في ظهوري علي المسارح المصرية، بدءا من المركز الفرنسي للثقافة والتعاون ومرورا بمكتبة الإسكندرية ووصولا للمجلس الأعلي للآثار الذي أتاح لي الفرصة للغناء في قلعة صلاح الدين، حيث الاصالة والحضارة، ولا يفوتني شكر كل الفرق المصرية المشاركة في عيد الموسيقي هذا العام ولكل المصريين الذين استقبلوني بكل الحب والترحاب