عادت الفنانة بشرى للغناء للمرة الثانية بألبوم «احكى»، وذلك بعد غياب دام ثلاث سنوات لأسباب منها إصابتها بفيروس أفقدها صوتها 6 أشهر، وعدم وجود موزع للألبوم. فى هذا الحوار تحدثت عن الألبوم وألوانه الموسيقية، وتجربتها الأولى فى التأليف والتلحين، كليب «أمان أمان». ومشروعها المقبل «ألبوم دويتو» الذى يجمعها بمحمود العسيلى.. وتجربتها مع العرض الغنائى براكسا الذى عرض على مسرح دار الأوبرا المصرية. ما الذى دفعك لطرح ألبوم «احكى»؟ لأنى طرحت ألبوما مشتركا من قبل تحت عنوان «بعد الغرام»، وكان من الطبيعى أن أطرح ألبوما ثانيا منفردة، لكى أتواصل مع الجمهور، وقد وجدت ردود أفعال جيدة بعد ألبومى الأول شجعت شركة الإنتاج على إنتاج ألبومى الثانى. ما اللون الموسيقى الذى يغلب عليه؟ كل أغنية لها لونها الموسيقى المختلف، وقد حرصت على هذا أثناء اختيارى كلمات وألحان الألبوم. ومَن أهم الملحنين والشعراء والموزعين الذين تعاونت معهم فى الألبوم؟ الألبوم مكون من 9 أغنيات ومعظم الألحان من نصيب محمد النادى، وتعاملت لأول مرة مع الملحن محمود الخيامى فى أغنية «أمان أمان»، التى وزعها حازم رأفت، أما أغنية «محصلش نصيب»، فهى من كلماتى وألحانى بمساعدة من محمود العسيلى، أغنية «كل يوم والتانى»، ألحان محمد النادى وتوزيع حسام عبدالمنعم. كما تعاونت مع الدكتور محسن السيد وطارق عبدالجابر، وساعدنى فى استكمال أفكارى اللحنية التى طبقتها فى الألبوم. قمت بالتأليف والتلحين فهل درست للموسيقى؟ درست الموسيقى فى مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا، ولكن كما قلت: أنا لست محترفة والدكتور محسن السيد وطارق عبدالجابر هما من أكملا أفكارى اللحنية. وكيف جاءت لك أفكار الألحان؟ أفكارى اللحنية خرجت فى شكل كلمات، وهى من واقع تجاربى الشخصية، ومواقف معينة تحمست أن أكتب عنها أغنية، فأنا كنت أريد توصيل أحاسيس معينة مررت بها ومواقف تعرضت لها، وأحلام قررت نقلها للجمهور فى هيئة أغانى. هل هذا يميزك عن مطربات جيلك؟ لا أستطيع قول إن هذا يميزنى أو لا، لأن الحكم يكون فقط للجمهور، كما أننى مؤمنة بأن الفنان يجب ألا يقتصر دوره على أن يحصل على كلمات وألحان من آخرين، فلابد أن يكون صانعا للأغنية بنفسه، وهذا ليس معناه أن ألبومى المقبل سيكون فقط من كلماتى وألحانى، فأنا سوف أستعين بآخرين لأنى مؤمنة بأن المطرب لابد أن يغنى من ألحان وكلمات الآخرين بجانب ألحانه وكلماته. هل يمكن أن تؤلفى لمطربين آخرين؟ لم أفكر فى هذا لأن تكرار تجربة التأليف والتلحين لنفسى لا أعرف إن كنت سأكررها مرة أخرى أم لا، لأن الأغنيات التى صنعتها لنفسى كانت حالات غنائية جاءتنى فى وقت معين خلال فترة التحضير للألبوم. أغنية «أمان أمان» هناك من اتهمك بأنك استخدمت هذا اللفظ التركى لتستغلى نجاح المسلسلات التركية؟ هذه الأغنية مصرية 100٪ وليس فيها أى كلمات تركية سوى لفظ «أمان أمان»، كما ادعى أننى لم أشاهد أى من المسلسلات التركية حتى اليوم، وإذا عدنا إلى كتب التاريخ سنجد أن لفظ «أمان أمان» كان يقال فى شوارع القاهرة حتى وقت قريب واللغة التركية بوجه عام قريبة جدا من الشعب المصرى لأننا خضعنا فترة طويلة للاحتلال العثمانى. فى ظل القرصنة وسوء حال الكاسيت فى مصر وعدم مبيعات ألبومات النجوم الكبار لماذا طرحت ألبومك الآن؟ الفن بدون مخاطرة أو مغامرة سيكون روتينيا ومملا جدا للفنان والمتلقى، والعمل الفنى فى كل وقت به مخاطرة، فطرح الألبوم كان خطوة لابد منها وأرى أنها جاءت متأخرة عامين، لأن هذا الألبوم كان مقررا طرحه الصيف قبل الماضى، ليلحق بألبوم «بعد الغرام»، لكن حدثت ظروف حالت دون طرح الألبوم فى هذا الوقت. ما هى؟ لأسباب كثيرة منها أننى ظللت فترة طويلة أبحث عن شركة توزيع الألبوم حتى جاء لى عرض شركة ميلودى، وهذا شجعنى على طرح الألبوم؟ هل شاركت فى إنتاج الألبوم؟ لا فهو من إنتاج شركة فيوتشر ميوزك. لماذا أنت بعيدة عن الحفلات؟ كنت بعيدة عن الحفلات لسببين، هما أننى أصبت بفيروس موسمى، استيقظت من النوم ذات يوم فلم أجد صوتى، وظللت 6 أشهر أعانى من هذا الفيروس ثم عاد صوتى بعد هذه الفترة تدريجيا، وكان السبب الثانى أن رصيدى فى الغناء نصف ألبوم فقط، بالإضافة إلى أغنية سنجل، وأخرى جماعية، فلم يكن رصيدى فى الغناء كافيا أن أقيم حفلات لأنى أحب أذهب للناس بقيمة وبرصيد كافٍ من الأغنيات، لذلك توقفت عن المشاركة فى الحفلات حتى طرحت هذا الألبوم. متى ستكون أول حفلاتك بعد طرح الألبوم؟ حتى الآن لا أعرف مواعيد أى حفلات. وما ردود الأفعال على الألبوم؟ اختلفت الآراء حوله، لكن بشكل عام ردود الأفعال إيجابية، وأنا لا أريد أن أحكم عليه الآن لأنه طرح فى السوق منذ شهر فقط. لكن ما نسبة رضاك عنه؟ 80٪. تعاونت مع محمود العسيلى فى أغنية «محصلش نصيب» لماذا؟ لأننا يوجد بيننا كيمياء قوية، وأنا أهديت له فكرة أغنية «ولد رسام» فى ألبومه الأخير، وهو ساعدنى فى ألحان أغنية «محصلش نصيب». واخترت محمود العسيلى دون غيره لأننا تربينا معا، وكنا نذهب إلى مدرسة واحدة، وكنا نقيم حفلات كثيرة فى المدرسة، وأيضا على مسرح الأوبرا، وفى قاعة سيد درويش، فعلاقتى به ليست وليدة اليوم فهى عِشرة عمر. وما حقيقة أنكما ستقدمان ألبومكما المقبل دويتو؟ هذا مجرد اقتراح حتى الآن وحدث بيننا مناقشات كثيرة، لكن لم نصل إلى فكرة نهائية حتى الآن، لذا أعتقد أنه لن يكون ألبومى المقبل. لكن محمود العسيلى يؤلف ويلحن لنفسه ألن تكون هذه نقطة خلاف بينكما؟ أعتقد أنه عندما يكون هناك مشروع مشترك سيكون هناك تفاهم كبير ليخرج العمل فى أفضل شكل ممكن، لكننا لم نتطرق لهذه الأمور لأن المشروع بأكمله ما زال قيد الدراسة، من الممكن أن يكتمل أو يتم إلغاؤه. لماذا أنت مقلة فى كليباتك؟ مقلة لأنى لم أكن أملك أغنيات لأصورها، فأنا شاركت فى كليب جماعى، وصورت أغنية «مكانك»، وانتظرت ألبومى الجديد وصورت منه أغنية «أمان أمان» وإن شاء الله سأصور منه أغنيتين آخريين. لماذا اخترت «أمان أمان» دون أغنيات الألبوم الأخرى؟ لأن الألبوم طرح فى الصيف فرأيتها الأنسب، لأنها خفيفة ومناسبة لجو المصيف وكان هذا أكثر ما شغلنى، كما راعيت فيها الألوان المبهجة لتتناسب مع فصل الصيف. الكليب كان مختلفا لدرجة الغرابة هل هذا المقصود؟ بالفعل الكليب مختلف عن كل ما قدمته من قبل فهو يكسر الحاجز الكلاسيكى الذى اعتدت تقديمه وعرفنى الجمهور به، فكان هذا التغيير مطلوبا الآن، وأنا أعترف أن الكليب غريب لكنه لم يتخط حاجز المألوف. فالكليب جاء مفاجئا للناس لأنه تعود على أن يرانى فى شكل كلاسيكى، وجاء له هذا الكليب بألوان صارخة مبهجة لتناسب الصيف وهذا هو الاختلاف. وكان هذا رأى مصمم الأزياء سوشا ومخرج الكليب فهما صمما على أن يظهرا فى قالب مختلف يكسر حاجز الملل بينى وبين الجمهور، ولكى لا أكرر نفسى فى كليباتى. لماذا غبت كل هذه الفترة؟ أعتقد أننى لم أكن مختفية فطالما أن كليبات تذاع على الفضائيات الغنائية إذن أنا موجودة. جيهان راتب قالت إنها أول مغنية مصرية تؤلف وتلحن لنفسها وليس بشرى.. ما تعليقك؟ أنا قلت إننى أول مطربة من جيلى ولا أصادر على تجارب الآخرين بل بالعكس ذكرت تجارب زملائى الرجال أمثال تامر حسنى وحمادة هلال ومحمود العسيلى فى تجارب التأليف والتلحين. لكن أنا أول بنت من هذا الجيل فى مصر تؤلف وتلحن لنفسها. وبالنسبة لجيهان راتب فكل ما أعرفه عنها أنها ممثلة، ولم أكن أعرف أنها تغنى لكى أعرف أنها تؤلف وتلحن لنفسها.. فلا تعليق. ما طموحاتك فى الغناء؟ أن أصل لأكبر كم ممكن من الجمهور داخل مصر وخارجها، وأقدم أنماطا جديدة من الموسيقى، وفى نفس الوقت أقدم رسالتى من الغناء وهو الجانب الترفيهى، فيجب ألا ينسى المغنى أن مهمته فى الأول، وفى الآخر هو تحقيق الترفيه للناس، فالهدف من الغناء هو الترفيه.. معنى هذا أنك لن تغنى أغنيات طربية؟ أعتقد أن كل مطرب يتميز بشكل يميزه عن غيره، وكل صوت وله ظروفه وله اللون الذى يليق عليه، والمنطقة التى يستطيع إقناع الجمهور بها، وأعتقد أن هدفى الأول الأكبر من أن أغنى أغنيات طربية هو أن أكون فنانة شاملة تجمع بين الغناء والتمثيل والاستعراض فى وقت واحد. من المطربين الذين تحبين صوتهم من أبناء جيلك؟ آمال ماهر، وشيرين عبد الوهاب، وأنغام، وأحب إحساس إليسا جدا، وأحب خفة دم نانسى عجرم، وأحب من الرجال فضل شاكر، وأعشق صوت لؤى. هل ستهتمين بالغناء والتمثيل معا أم بأحدهما على حساب الآخر؟ لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل لأنه فى النهاية توجد سوق تحكمنا جميعا وظروف ومفردات تفرض علينا أشياء كثيرة، أما بالنسبة لآمالى وأحلامى أفضل أن أستمر فى الطريقين معا ليكملا بعضهما لأنى أرى أنهما لا ينفصلان عن بعضهما وكل منهما يكمل الآخر. ألا يوجد عندك تفكير فى العالمية؟ العالمية هى حلم كبير لأى فنان، وأنا أفضل أن تأتى العالمية من خلال النجاح فى المحلية، وليس شرطا أن يسافر الفنان للخارج ليصبح عالميا، وهذا حلم يراودنى أيضا لكى نحسن صورتنا نحن العرب أمام الغرب، وأن أكون رمزا للفتاة المتحضرة فى أوروبا، ويعرفوا أننا شعوب متحضرة ومثقفة وهذا يشغلنى جدا. وماذا عن مسرحية «براكسا»؟ هى مسرحية غنائية للأديب الكبير توفيق الحكيم ورؤية المخرج نادر صلاح الدين وموسيقى هشام جبر، وتتحدث عن صعود النساء للحكم فى «أثينا»، وصعوده للحكم هناك، فموضوعها نسائى جدا، لذلك تحمست له لأننى أتحيز لأى موضوع يخص المرأة، مع احترامى الكامل لدور الرجل ومكانته فى المجتمع. فأنا تربيت فى بيت يقدر دور المرأة فى المجتمع لأن والدتى عالمة فى علوم المرأة. لماذا ذهبت للمسرح الغنائى رغم هجر الجمهور له تماما؟ السبب فى بعد الجمهور عن المسرح هو الفنانون أنفسهم، علينا أن نساهم فى إبراز أهمية المسرح فلابد أن نقدمه بصبغة تجارية بحتة، حتى يثق فيه الجمهور مرة أخرى. وأنا عندما وجدت مجموعة العمل متحمسة جدا للعمل المسرحى والدافع الوحيد عندهم هو عودة المسرح وليس لتحقيق مكاسب مادية.