ابتعدت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عن كاميرات السينما.. وإن لم تبتعد عن عالمها الساحر تتابعها وتبحث عن أخبارها.. ومازال قلبها معلقاً بهذا الاختراع الساحر المسمي بالفن السابع.. ولأنها صاحبة تاريخ سينمائي كبير.. حصدت خلاله الألقاب والأوسمة والجوائز، كان ولابد ونحن نبحث في قضية ابتعاد السينما عن الأدب أن نتحدث إليها وأن نتعرف علي رأيها.. خاصة أنها قدمت عشرات الأفلام المأخوذة عن أعمال روائية لكبار الكتاب د. طه حسين، يوسف إدريس، يوسف السباعي، إحسان عبدالقدوس. ورغم أنها لم تقدم أفلاما عن روايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ إلاأنها قامت ببطولة مجموعة من الأفلام التي كتب لها السيناريو والحوار ومع سيدة الشاشة العربية كان الحوار: في البداية لماذا بعدت السينما عن الرواية؟ - السينما لم تبتعد عن الرواية فهناك العديد من الكتاب الذين كتبوا روايات عديدة، ولكن الذي يصلح منها للسينما قليل جدا، فلابد أن تكون الرواية كبيرة وبها حدوته ولا يقتصر الكاتب علي نقل إحاسيس الأشخاص وخيالهم، حيث إن المشاهد يريد أن يشبع من الرواية. السينما لم تبعد عن الرواية بل علي العكس تنتظرها بفارغ الصبر. قدمت العديد من الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية فأي منها كان الأصعب؟ - فيلم دعاء الكروان كان صعباً جداً إلا أنه خرج في صورة جيدة أشاد بها الكثير، حيث إن الرواية وصفت من طه حسين وصفاً مفصلاً فقد كان يقول الكلمة أربع مرات بأشكال متنوعة وكتب السيناريو يوسف جوهر وهو مبدع جداً في حين أخرج الفيلم هنري بركات بإحساس شاعر. إذن للسيناريست والمخرج عامل كبير في نجاح العمل؟ - مما لا شك فيه، فثمة عدة عوامل لابد من توافرها فيمن يقوم علي هذا العمل أهمها أن يكون قارئاً جيداً للأدب ومثقفاً يشعر بالكلمة والجملة في الرواية وبإحساس كاتبها حتي يخرج العمل في صورة مقنعة ومرضية للجميع. الباب المفتوح قمت بتقديم العديد من الأعمال الناجحة المأخوذة عن نصوص أدبية، فهل كنت السبب في اتجاه الأنظار للرواية؟ - لست وحدي السبب في لفت الانتباه للرواية فالسينما نفسها كانت سببها في ذلك وهناك فيلم «الباب المفتوح» المأخوذ عن الرواية الوحيدة للكاتبة لطيفة الزيات كان له رد فعل قوي عند الجمهور بعد عرضه وكذلك العديد من الأفلام لكبار كتابنا ولا ننسي أن أول فيلم كان عن رواية د. حسين هيكل وهي رواية «زينب» وإن كانت فيلماً صامتاً. تعاملت مع العديد من الروائيين، فما أهم ما يميزهم؟ - سعدت بالتعامل مع كل من عملت معهم خاصة يوسف إدريس حيث قدمت له فيلمين «الحرام»، «لا وقت للحب» وهو إنسان حساس يتمتع بلغة حساسة، ويستدرجك معها عبر الصفحات، بالإضافة إلي بصيرته النفاذة كما تعاملت مع يوسف السباعي وكذلك إحسان عبدالقدوس قدمت له فيلمين «الله معنا» و«لا أنام» فهو إنسان يحترم المرأة ويقدرها. ذكرت العديد من الروائيين ولم تذكري نجيب محفوظ فما السبب؟ - لن أمثل أفلاماً من أعماله حيث إنه عندما تنبهت السينما لأدب نجيب محفوظ كنت قد تجاوزت أعمار بطلاته ولكنني تعاملت معه من خلال كتابته لبعض السيناريوهات، وللأسف السينما لا تلتفت للرواية إلا بعد كتابتها بعدة سنوات مثلما حدث مع رواية دعاء الكروان لعميد الأدب العربي فقد كتبت في الأربعينات وقدمت بعده فترة طويلة من كتابتها. وما الفرق بين الفيلم المأخوذ عن نص أدبي والفيلم المأخوذ عن نص مجرد؟ - هذا يتوقف علي القصة المكتوبة هل مساحتها صغيرة وستحتاج لمزيد من الجهد في خلق أحداث وشخصيات حيث إن الذي يكتب السيناريو يؤلفه من جديد، أما الرواية فهي عبارة عن قماشة كبيرة يستطيع المخرج أن يفصلها كيفما يشاء ويوصلها بطريقة جيدة. أخيراً هل تعتقدين أن الرواية ستساهم في النهوض بالسينما؟ - قطعا فالرواية عالم مثير مليء بالأحداث والشخصيات، خاصة الرواية المكتوبة بمعمعة ورؤية قوية والقائم علي تقديمها مخرج وكاتب سيناريو واع ومتفهم للواقع والأحداث التي يمر به المجتمع.