كان اللقاء والفنان فريد فاضل داخل معرضه بقاعة بيكاسو بالزمالك وسألته: هل تري أن الفن له دور في الثورة؟! - أكيد طبعا، وأنا كنت أتوقع وقوع الثورة من حوالي عشر سنوات وكنت أتحدث في هذا الموضوع كثيرا جدا وأن الثورة حتمية وكان لابد من أن تحدث لأن هناك حدا معينا للفساد عندما يزيد عليه يحدث نوع من الرفض للنظام، لكن كنت متخيلا أنها ستكون ثورة عنيفة عما حدث وتوقعت أن تكون ثورة جياع وبشكر ربنا إنها حصلت بشكل مثقف وحضاري وتواصل الشباب عن طريق الإنترنت، وتنظيم الصفوف وتوعية الشعب بمطالب الثورة كل ذلك يغلفه روح من الإخاء واحترام الآخر. ما المقصود بعنوان معرض هنا القاهرة؟! - عندما فكرت في معرض هنا القاهرةالمدينة الساحرة، الجميلة القبيحة، الطاهرة الملوثة، الأم الحنونة والطاردة، الهادئة الصاخبة، المعشوقة والمكروهة، لم أر في حياتي مثلها يمكن أن تجمع بين الشيء ونقيضه ولكنها بلا شك مدينة جذابة فدائما أبدا معارضي بالتحضير لها من قبل العرض بحوالي أربع سنوات أعمل جزءا قليلا كنواة للمعرض ثم أتركها وقد بدأت بمجموعة من الرسوم بالخطوط الملونة عبارة عن مجموعة من المساجد الجميلة الموجودة بالقاهرة القديمة من طراز مختلف مثل المقبرة الشرقية وأول جامع للعثمانيين لسليمان باشا الخادم الموجود بالقلعة وبيت السحيمي ومسجد ابن طولون وعمر بن العاص ومدرسة نجم الدين الأيوبي في شارع المعز ويوجد الكثير لكن اخترت هذه المجموعة كأمثلة للموضوع ثم بدأت أفكر أنه بجانب المعمار العظيم يجب أن يكون العنصر الإنساني متوافرا وهو يمارس عمله بنشاط وحركة السوق وبائعو اللوف والخبز والعطارة والتمر والملابس الملونة وحلاوة المولد وسوق الحيوانات وطيور الزينة بجوار مسجد السيدة عائشة. ماالذي جذبك لمعمار القاهرة القديمة؟! - حاولت من خلال لوحاتي اكتشافه فقد غصت في شوارعها وجوامع السلطان حسن وعمرو بن العاص وغيرها وسجلت جماليات وخصوصية المكان بلمسات هادئة تخطها أقلام ملونة، ولأن مصر هبة النيل فإن مصر هي المصريون. وهذا المجتمع المصري الأصيل الذي وضع تحت بؤرة الضوء في ميدان التحرير لمدة ثمانية عشر يوما علي شاشات التليفزيون وشاهده العالم كله يعني أن للإنسان المصري تراثا كبيرا ومهما جدا وله تأثير كبير علي العالم أجمع. في المعرض أيضا صور للكنيسة والشهيد؟! - هذا جزء ثالث بالمعرض كان يشلغني فكرة الدين كعلاقة رأسية بين الإنسان وربه وهذا جزء مهم جدا لأنها علاقة شخصية وسرية للغاية والعبادة الجماعية جميلة ومطلوبة لكن هذه علاقة خاصة بين الإنسان وضميره، وأعبر عنها سواء داخل المساجد أو بالكنائس مثل لوحة الرجل الذي يقرأ القرآن بالمصحف في نور المسجد والحمام يرفرف بجانبه وهو مستغرق في القراءة وفي لوحة أخري أعبر عن طفل يشعل الشمعة وخلفه صورة المسيح بكنيسة الست بربارة وعبرت عن الضوء والجمال والرقة داخل كنيسة المعلق وقد عبرت عن الروحانية الموجودة داخل العبادة والتدين الحقيقي يجب أن نعبر عنه بطريقة بصرية وليست مباشرة وعبرت أيضا بمشهد الضوء أثناء دخول المصلين والناس الكنيسة يوم الأحد بالقداس وفي نفس الوقت ساعة العصاري والناس ستبدأ الصلاة فهذا هو الدين الحقيقي. من هم الفنانون الذين تعجب بأعمالهم التجريدية؟! - أعمال الفنان فاروق حسني ليس لأنه كان وزيرا لكن لأن أعماله تعجبني جدا وله طريقة في وضع التكوين والصرخة التي ينفذها مرة واحدة أو الشيء الحنون في المساحة اللونية وله علاقة بالأشياء الكونية الموجودة بالطبيعة المطلقة التي بها حالة حساسية من فنتازيا وخيال ويضع الحالة بعواطفها الجياشة التي لا تحتمل التحليل النفسي، والتحليل النفسي جزء من النقد الفني السريالي مثل أعمال الفنان الإسباني سلفادور دالي ورينيه ماجريت ورواد السريالية المصريين ومهم أنه يكون للإنسان تحليل نفسي حتي يفهم الموضوعات التي يشاهدها ويفهم المغزي في اللاوعي ويدرس نظريات سيجموند فرويد، ويساعد في فهم كل مذهب أن له مقاييس معينة في النقد الخاص به مختلف عن الآخر. ماذا تتوقع لمستقبل الفن التشكيلي بعد ثورة 25 يناير؟! - ليس للفن التشكيلي فقط بل للفنون بصفة عامة أعتقد أنه سيحدث شيئء: بحث دقيق جدا داخل التراث علي الساحة الفنية وسنري ونسمع أعمالا لم تذع من قبل مثل أعمال سيد درويش (الأرض بتتكلم عربي) لم نسمعها لأكثر من عشرين سنة وذلك نتيجة التسطيح السياسي وكانت أعمالا مهمشة محرومة من أن نشاهدها ونسمعها وفيها توجيه عربي ونوع من الوطنية الزائدة وهناك رموز وأمثلة وناس تعتبر قدوة مثل أشعار صلاح جاهين التي بها أحساس وطني جدا وكان النظام يحاول تهميشها لازم هترجع وهناك نوع من الاكتشاف لكل القيم التي كان يوضع عليها غطاء سننزع هذا الغطاء تماما وستظهر المواهب الحقيقية في جميع المجالات وهناك فرصة لإلقاء الضوء علي المواهب الحقيقية بغض النظر عن هوياتهم فهي ثورة بيضاء نقية لا تعرف تفرقة. وهذا ينطبق أيضا علي الفن التشكيلي وستظهر مواهب حقيقية.