متواضع في آرائه، بسيط بأدواره الفنية رغم جرأتها الأخلاقية، يحمل وجهه ملامح التحدي رغم دقة أبعادها، شخصيته بها نوع ما من الغموض وهذا سر جاذبيته ورغم مشواره الفني الطويل لم يحظ بالبطولة المطلقة كنجم شباك ولذا سألناه: ما الذي ينقصك لتكون نجم شباك؟ - نجوم الشباك لا تتعدي أصابع اليد الواحدة ومسألة الإيرادات لها حسابات شخصية أخري، أما البطولة المطلقة من وجهة نظري المتواضعة حدثت في فيلمي «فرحان ملازم آدم»، و«عصافير النيل» وأدواري في الأفلام الأخري أعتبرها بطولة مطلقة لأن الدور الذي يعتمد علي العمق والتأثير يكون له صدي، فهذه هي البطولة الفعلية واشتراك أفلامي بالمهرجانات تعني أن لدي تاريخا ورصيدا أدبيا. لكن بعض فناني جيلك لا يوافقون إلا بالبطولة المطلقة؟ - أنا أري أن الصناعة السينمائية هي تضعني في صفوف النجومية والبطولة والذي يشغلني في المقام الأول نوعية الفيلم ومضمونه ورسالته الإنسانية لأنها الباقية في ذاكرة السينما المصرية، وأعتقد أن النجم الحقيقي يفهم ويدرك هذا جيدا، لكن غالبا ما يقال في الصحف غير حقيقي، ولذا توقفت لمدة سبع سنوات عن قراءة الصحف القومية بسبب تعارض آرائها وأتابع الأخبار من الويب سيد وكثيرون يفعلون مثلي ولكني بدأت بشراء الأهرام منذ الأسبوع الماضي فقط. هذا يعني وجود سلبيات بالإعلام؟ - نعم، كانت توجد سلبيات بالإعلام أهمها برامج التوك شو التي كانت تقتاد علي لحم الفنانين ومسلسلات الست كوم التي تشبه عربة الكبدة وجميعها سخيفة ودمها ثقيل وعاداتنا عندما ينجح عمل فني ما يتجه الجميع لتكرار نفس العمل دون تطوير أو تنوع. ورأيك في الخريطة الإعلامية؟ لا أستطيع أن أقول رأيي الآن لعدم وجود أي شيء علي أرض الواقع ولن نستطيع الحكم إلا بعد النتائج، لأن التغيير عموما ليس مرتبطا بالإمكانيات المادية بقدر ما هو مرتبط بالإمكانيات البشرية، ولدينا كوادر بشرية عظيمة بالإعلام المصري ولم تأخذ نصيبها بعد، وهذه الفترة مناسبة لإثبات هذه الكوادر ذاتها. رأيك في أفلام الثورة التي سوف توثق؟ - رأيي أن أي عمل فني خاص بالثورة الآن كالطفل المبتور، فلابد من استيعاب الثورة ونتائجها جيدا لمناقشة عمل فني موضوعي يتناول زواياه من جميع الاتجاهات، والوقت الآن ليس مناسبا لأننا نعيش في حالة من التشتت والفوضي والتفتيت داخل الوطن والمفروض الاهتمام الآن بالوطن لبناء منظومته الجديدة وكل إنسان يحب وطنه لكن بطرقته. رأيك في القوائم السوداء والبيضاء للفنانين؟ - سمعت عنها وطبيعي أن أي أحداث تجري بعد فترة طويلة من اتباع نظام معين ينتج عنها كسر في كتلة المجتمع ولابد من التصالح ومن حق أي أحد الادلاء برأيه دون أن يفسد للود قضية وليس وضعه في قائمة سوداء أو بيضاء وأنا حزين جدا علي حدوث هذا الشرخ الكبير بالمجتمع المصري الذي ربما يؤدي إلي هدم الوطن المصري، وأتمني أن تلتحم كل التيارات في أقرب وقت وهذا الشرخ ليس بجديد علي المجتمع المصري بل بدأ منذ عصر السادات عندما أعلن عن قراره بزيارة إسرائيل ولكنه تفشي في هذه الفترة وأصبح كمشجعي الأهلي والزمالك. رأيك في هجرة بعض الفنانين؟ - كل فنان له حساباته الشخصية ولكني أنا شخصيا لم ولن أهاجر من مصر مهما حدث لأنها بلدي التي عشت في خيرها وغير معقول أن أتركها الآن وقت أزمتها وأهاجر، فأين المواطنة؟ فكل إنسان يظهر انتماءه وحسه الوطني في هذا الوقت العصيب. هل أنت إنسان ثورجي كما رأيناك في فيلم «صعيدي بالجامعة الأمريكية»؟ - هذه الأدوار ليس لها أي علاقة بي أنا شخصيا ولكني بطبعي أميل للدور الذي أقتنع به ولا أعلم ما مدي تأثير هذا الدور علي الناس لكن المهم عندي الاقتناع سواء في العمل أو الحياة. هذا يعني أن المشاهد الجريئة بأفلامك بعيدة عن شخصيتك ولذا قيل عنك إنك بعيد عن السينما النظيفة؟ - أولا لا يوجد شيء اسمه سينما نظيفة هذا كلام عبيط وثانيا أنا لم أفعل شيئا ضد الدين أو الأخلاق أنا أؤدي الدور الذي أقتنع به وأصدقه ويكون رسالة للمجتمع، أما الأدوار نفسها فهي مختلفة تماما عن شخصيتي الفعلية ومبادئي. أهم مشهد في ثورة 25 يناير ترك أثرا عميقا لديك؟ - ولادة إحدي المتظاهرات بالميدان، واستشهاد أحد الأطفال الذي يبلغ من العمر 11 عاما وشعرت أن هذا الشخص الذي لا أعرفه وصل للمجد والحياة والخلود وهذه كانت أعظم لحظة في الحياة وكنت أتمني أن أكون مكانه. ما هذا التغير في الدراما التليفزيونية؟ - الذي حدث شيء طبيعي لأنها كلها كانت تدور في شكل ثابت وحقيقي وطبيعي أنها سوف تتأثر لأنها منذ البداية كانت صناعة هشة قامت علي المنتج الذي يكلف المسلسل 10 ملايين جنيه ويأخذ المقابل من الإعلانات التي تتخلل المسلسل وكانت الإعلانات لا تقل عن خمسة إعلانات ولكن الآن لا يوجد معلنون والاقتصاد وضعه سيئ، لذا أصبح الفن كالسياحة كلاهما يتأثر بالأمن. لم يكتب اسمك في مسلسل «ريا وسكينة» بماذا تفسره؟ - وجودي في مسلسل ريا وسكينة لمجرد المجاملة فقط وكنت ضيف شرف بدل الفنان خالد صالح الذي كانت لديه ظروف صحية وبسبب صداقتي للمخرج جمال عبدالحميد اضطررت لموافقتي بظهوري كضيف شرف ولذا لم يكتب اسمي. أهم أدوارك الدرامية التي تعتز بها؟ - أهم أدوار عمري مازالت لم تأت بعد. هل سوف تتغير خريطة النجومية السينمائية من وجهة نظرك؟ - أعتقد أن التغير سيكون في نوعية السينما التي سوف تعرض بمعني أن سينما الأكشن المفتعلة لن يكون لها وجود وكذلك السينما الكوميدية التي كانت تعتمد علي السخرية من مشكلتنا فهذا لن يحدث والذي كان يضحكنا من قبل لم يعد يضحكنا الآن أو في المرحلة القادمة وبالنسبة لخريطة النجومية فالذي يحددها شباك التذاكر والإيرادات وطبعا أذواق الجماهير للنجوم سوف تتغير وهؤلاء الجماهير هم الترمومتر الحقيقي للنجم بل هم نبض ارتفاع سهم النجم أم لا وهذا موجود حتي بالسينما العالمية. ولكن نجوم سينما هوليوود لا يتعدي أجرهم 25% من ميزانية الفيلم عكس هنا؟ - لأن الصناعة هناك تسير بشكل دقيق جدا ومنضبط والنظرة هناك مختلفة تماما ويعملون ميزانية متساوية لها عدل اجتماعي. رأيك في تحديد الرقابة الفنية؟ - أنا ضد إلغاء الرقابة وأوافق علي تصنيف الفيلم للمرحلة العمرية والرقابة في النهاية ضمير المجتمع ونحن مجتمع شرقي إسلامي ذو حضارة ولا يوجد ضمان أي أن شخص يطرح موضوعاتنا وقضايانا بشكل غير صادم يقيم المجتمع، والرقابة كانت في الماضي مشكلتها هي منع الأفلام التي تنتقد النظام وكم منعت أفلام لأنها كانت تحرض علي النظام وقد عانيت ذلك أثناء فيلم «عزبة آدم» واستمر لمدة ثلاثة شهور في الداخلية لمجرد ظهور ضابط فاسد بالفيلم وكانت الرقابة في الوقت السابق تحافظ علي النظام السائد فقط، وعاطف الطيب عمل فيلم «الهروب» منذ أكثر من عشر سنوات وكان في ذلك الوقت لم يكن الفساد متفشيا بالدرجة التي كانت منذ سبع سنوات وكذلك فيلم «ضد الحكومة» ، «البريء» ونحن نطالب برقابة اجتماعية تشمل كل أطياف المجتمع كالمثقفين والكتاب والفنانين ولا تتبع النظام. هل الجائزة مهمة للفنان؟ - طبعا الجائزة مهمة جدا للفنان وتعني شهادة تقدير وتشجيعا للأفضل وأنا حصلت علي جائزة عن فيلم «خلطة فوزية» من بين تسع فنانات والفيلم كان من إخراج مجدي أحمد علي. كيف تواجه النقد؟ - كنت في قطيعة مع الجرائد ولذا لم أقرأ عنه كي أواجهه ولكن أنا أري أن النقد الفني في مصر لا يتعدي أصابع اليد الواحدة، وهناك فرق بين الصحافة الفنية والنقد والمفروض أن الناقد يكون لديه علم ودراسة فنية ليستطيع الحكم علي الأعمال الفنية بمنطق وموضوعية والجمهور الآن أصبح أكثر وعيا ويستطيع أن يدرك ما بين النقد الموضوعي والرديء. لم تحلم بتجسيد سيرة ذاتية بشخصية تاريخية ؟ ورأيك في هذه المسلسلات؟ - أتمني تجسيد شخصية محمد نجيب لأنه أول رئيس لمصر وبالنسبة لوجهة نظري في المسلسلات التي كانت تتناول السيرة الذاتية كانت عادة قديمة ومستهلكة وباءت بالفشل وبذاك الوقت كان لا ينقصنا إلا إعادة الأفلام القديمة وكان شيئا مؤسفا لأنه يعني الفقر والإفلاس وأعتقد أن هذا لم يحدث بالمرحلة القادمة. أنت شخصيا اشتركت في مسلسل كليوباترا؟ - هذا المسلسل إنتاج جيد لجروح الميلودراما التاريخية المصرية للعالم العربي وهذا كنا نحتاجه وأنا شخصيا تعلمت من هذا المسلسل معلومات تاريخية لم أعلمها من قبل. رغم بعض أدوارك الجريئة لم يطلق عليك شائعات كزملائك بما تفسر؟ -95% من الشائعات تروج من الفنان نفسه متعمدا تواجده علي الساحة الإعلامية والفنية وأنا لا أحب التواجد دون وجود عمل فني يتحدث عني وأتحدث عنه. ما الجديد لديك سينمائيا؟ - فيلم اسمه «ساعة ونصف» تأليف وائل عبدالله وإخراج وائل إحسان. أهم الأفلام التي لها دور إيجابي في المجتمع من وجهة نظرك؟ - فيلم «جعلوني مجرما» الذي غيّر قانون السابقة الأولي وكان عائقا لأي إنسان يريد حياة جديدة، وكذلك فيلم «أريد حلا» الذي ناقش أهم قضية إنسانية في المجتمع كانت تعانيها معظم النساء وتنبه الذين يهتمون بالمرأة وبناء المجتمع أنه توجد قنبلة موقوتة، ولذا وضع دستور مناسب هذه الحالات الشاذة، وكذلك فيلم «بريق عينيك» و«كلمة شرف» وهذه هي الرسالة الأساسية للفن وهي تغير المجتمع للأفضل . فيلمك سهر الليالي أيضا فتح الباب للسينما المصرية التي كانت منغلقة علي الكوميديا؟ - نعم هذا الفيلم حصل علي أفضل 20 فيلما للأوسكار المصري الجمهوري رغم أني رفضته مرتين عندما عرض علي السيناريو لقراءته وكنت أعتقد أنها قصة بسيطة وعادية ولم أتخيل هذا النجاح الساحق جماهيريا وفنيا وأدبيا وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ السينما المصرية أن يتفق هؤلاء معا علي فيلم، وهذا الفن أنا اتمناه وأتمني أن تتكرر هذه التجربة لكن بشكل جديد وأنا متفائل خير في المرحلة القادمة. قيل إنك رفضت العمل مع يوسف شاهين! حقيقة أم شائعة؟ - الذي حدث بالفعل أنه عندما طلبني المخرج يوسف شاهين للعمل معه كنت مرتبطا مع شخص يعمل لأول مرة كمخرج في فيلم روائي، ومن شروط شاهين التفرغ له تماما وأنا من شروطي الارتباط والالتزام بوعدي مع المخرج الآخر ومن هذا المنطلق لم يساعدني الحظ للعمل مع يوسف شاهين. أفضل نجوم جيلك من وجهة نظرك؟ - لا يوجد في الفن شيء اسمه أفضل أو أعظم أو أحسن فالكل متساو. من مثلك الأعلي فنيا؟ - النجم أحمد زكي وهو أقرب نجم إلي قلوبنا جميعا والكل يعشقه بعد أن يعمل معه وحدث هذا الاندماج العاطفي أثناء عملي معه في «أرض الخوف». أهم ذكرياتك السعيدة التي لم تنساها؟ - عندما اتصل بي الزعيم عادل إمام وهنأني بمسلسل «عائلة مهمة جدا» أحد أصدقائي من كلية التجارة كان جده يمتلك سينما وكنت أذهب للسينما كل يوم مساء ونحن مازلنا طلبة واستهوتني فكرة العمل بالمسرح الجامعي وحولت أثاث المنزل للمسرح وعندما علم والدي بالأمر طردني من المنزل وبعد ذلك عرفت قيمة والدي جدا بعد إنجابي ابني عمر. ألا تعاني الغيرة الزوجية؟ - الغيرة موجودة كشيء صحي وطبيعي ولكن زيادتها تحول الحياة إلي جحيم والحمدلله ان زوجتي خريجة معهد الفنون المسرحية وتتفهم طبيعة عملي ولذا تتقبل وتفهم ظروفي جيدا. لم تذكر ذكرياتك السعيدة معها؟ - لان هذه الذكريات خاصة بي أنا شخصيا وأفضل الاحتفاظ بها لأنها تخصني وحدي ولكني ذكرت فقط الذكريات السعيدة الفنية التي تهم الجمهور.