إذا كنت من محبي حفلات الاوركسترا السيمفوني بدار الاوبرا المصرية سيلفت نظرك شاب يعتبر أصغر العازفين بالاوركسترا ويجلس في وسط الصف الخاص بآلات النفخ، أما إذا كنت من محبي فريق بلاك تيما فأكيد ستعرفه كنجم من نجوم الفرقة..هو عازف الترومبيت محمد حلمي الشهير بحليم وسط محبيه الذين انشأوا له جروبا باسمه علي الفيس بوك ورغم سنوات عمره التي لم تتعد 26 سنة الا انه اكمل طريقه في موهبته حتي وصل الي الدراسات العليا بالكونسرفتوار والعمل كمدرس لآلة الترومبيت بأكاديمية الفنون بعد تخرجه فيها وأصبح العازف الاول لاوركسترا الاكاديمية. وحكاية حلمي مع المزيكا بدأت منذ الطفولة حيث اكتشف مدرسه ان صوته جميل فغني في حفلات عيد الطفولة مما شجع اهله علي ان يدخل اكاديمية الفنون ويتعلم المزيكا بأصولها وبالفعل تلقي حلمي أجمل هدية في حياته يوم عيد ميلاده عندما اصطحبه المدرس لدخول اختبارات الاكاديمية واختاره دكتور الترومبيت لكي يدرس معه ومن هنا بدأت رحلته مع الترومبيت التي يقول عنها: الظريف انني عندما ألتحقت بالاكاديمية لم اكن اريد العزف علي الترومبيت ولم اكن حتي اعرفها واتذكر انني بكيت عندما علمت بذلك فأخذني استاذي الذي اصبح أبي الروحي -وهو استاذ كبير ببلغاريا واسمه هدايات خسنوف- وبدأ يحببني بها جدا وعرفني في البداية عليها وقام بفتحها امامي ليعرفني علي كل جزء فيها ثم بدأ يعزف لي ألحانا حلوة بها جعلتني امسح دموعي واسمع ألحانه بمنتهي المتعة وأذوب عشقا في هذه الآلة التي اصبحت اقرب اصدقائي حتي بدأت اطور نفسي فيها واصبحت مجنونا بها لدرجة جعلتني كلما دخلت علي النت اريد معرفة كل جديد عن الترومبيت وعن عازفيها واخذت «كورسات» في تصليح الترومبيت من النرويج وألمانيا، والترومبيت ليست آلة غربية كما يتخيل الكثيرون بل هي في الاساس آلة فرعونية وكان اسمها قديما البوق واكتشفوها في مقبرة توت عنخ امون وكانت تستخدم في مواكب الكهنة والملوك أو في المواكب الجنائزية وبداية الحروب ثم اخذوها الرومان معهم ثم الفرنسيين ومرت علي الاوروبيين حتي عادت الينا في النهاية. وعن طريقه في تحقيق حلمه قال حلمي: كنت اصغر عازف بأوركسترا الاكاديمية حيث دخلته وانا في الصف الثاني الاعدادي وعمل لي المايسترو نبيل غنيم نوته خاصة بي بعدها أصبحت العازف الاول بالاوركسترا ثم بدأت رحلاتي للخارج مع بقية الاوركسترا فذهبت الي ألمانيا ثلاث مرات وايطاليا وفرنسا واليونان والاردن وتونس وكنت الصولو الخاص بالاوركسترا بعدها بفترة تكونت اوركسترا النفخ والايقاع تحت قيادة المايسترو طارق مهران وكنت انا ايضا العازف الاول بها وعملت معهم 18 حفلاً وسافرت ايضا معهم لأكثر من بلد واستضافونا بأكبر المسارح فلعبت معهم علي مسرح اليونسكو بفرنسا . اما دخوله لاوركسترا القاهرة السيمفوني بالاوبرا قال: سمعت عنها وعرفت انهم يقومون بعمل حفل اسبوعي ولهم جمهور كبير يواظب علي حضور حفلاتهم التي تضم اجمل السيمفونيات العالمية وكنت وقتها في ثانية معهد كونسرفتوار وسعيت بكل جهدي اني اكون جزءاً من هذا التكوين وبالفعل ساعدتني عميدة المعهد ورئيسة الاوركسترا د/ايناس عبد الدايم التي قالت لي ان هذا المكان لا يقبل أي واسطة وبالفعل ادخلوني بعد ما عزفت معهم ،ومشكلة الاوبرا عندنا ان مرتباتها قليلة غير بالخارج ومن عملي كمعيد لآلة الترومبيت بالكونسرفتوار استطيع ان اقول بأن الموهبة والابداع بدآ في التراجع غير جيلنا مثلا أو الاجيال التي سبقتنا. وعن مواصفات لاعب الترومبيت يقول حلمي: يجب ان يكون نفسه مضبوطاً ولا يعاني من اي مرض تنفسي بقصبته الهوائية أو رئتيه ولذلك لدينا تدريبات نفس لأنها من اهم مميزات عازف الترومبيت التي تميزه عن غيره كما ان اصابع يده يجب ان تكون سليمة بدون عيوب وايضا اسنانه وشفايفه لانها تتواصل مع القطعة الاولي بالترومبيت. وعن دخوله في باند بلاك تيما حكي حلمي: هي من اجمل تجاربي واصبح الباند احسن اصحاب لي فرغم سعادتي بعملي في الاوركسترا الا اني اشعر بحب الناس الحقيقي لي وتفاعلهم معي وانا اعزف مع بلاك تيما وقد كلمني احمد بحر بعد ما شاهدني ألعب في احد حفلات الاوركسترا ووافقت ان اخوض هذه التجربة الشبابية وان اقدم معهم هذا اللون الذي يميزهم من المزيكا واعشق جو حفلاتهم لانها ممتلئة بالشباب المحب لبلاك تيما والذي يحفظ الاغاني جيدا حتي صولوهاتي معهم اتألق فيها لاني اشعر بردود فعل تزيد من حماستي ، فبلاك تيما احب فيها انني اعيش سني الحقيقي بالشابوه والجينز اما الاوركسترا فلها وقارها الذي يجعلني أسير البدلة والكرافت واحب اغاني لقلبي. وغير بلاك تيما لعبت مع باندات كثيرة كضيف مثل ريف باند والان بدأت في عمل حفلات منفردة وهي فرصة اعطتها لي الاوبرا وقد عملت حفلي الاول العام الماضي في نهايته والحمد لله نجح ولذلك اقمت حفلي الثاني يوم 29 ديسمبر الماضي وراعيت ان ألعب مزيكا خاصة برأس السنة لتلائم هذه المناسبة منها: "الكريسماس الأبيض" و"بابا نويل" و"الليلة المقدسة" و"الليلة الصامتة" و"عيد ميلاد سعيد اليوم"، ومن اجمل ما حدث بها هو مشاركة عازف البيانو المحترف هشام جلال لي اثناء عزفي علي الترومبيت. واخيرا عن حلم حلمي في الترومبيت قال: احلم بأن اسعد كل من حولي بالترومبيت وان اعمل بها انجازاً وان ألعب بها «شرقي» رغم صعوبة هذا الامر لان الترومبيت لا يمكن ان تكون في الربع تون والسيكا.