لم يكن يوم الجمعة 7 من اغسطس يوما عاديا بالنسبة ل6 مهووسين برياضة سباق السيارات من منطقة شمال افريقيا. كان اليوم المنتظر لتحقيق حلم واحد منهم ليربح الجائزة الكبرى و يصبح سائق سباق سيارات محترف مع نيسان الشركة الرائدة في صناعة السيارات فى العالم . وصل المتسابقون المؤهلون لمعسكر السباق العالمي لنيسان بلاي ستيشن في سيلفرستون صباح يوم الجمعة، حيث انطلقت الفعاليات و التحضيرات للمرحلة الاخيرة من المسابقة التي تعتبر حلم كل متسابق. بذل الجميع اقصى مجهوداتهم للحفاظ على مكانهم في المسابقة لاطول فترة ممكنة، و سيطرت مشاعر القلق و التوتر على العديد منهم، وتمنى كل منهم في ان يحظى بشرف تمثيل بلده في مسابقة عالمية ذات اهمية. خضع جميع اللاعبين للاختبارات اللازمة لفحص قدراتهم في القيادة داخل و خارج مضمار السباق.و بعد القيام بالتحضيرات اللازمة لهذه المرحلة من المسابقة، تم اختيار افضل واسرع 6من المشتركين للصعود للمرحلة الأخيرة من المسابقة. استطاع ابطال شمال افريقيا ان يثبتوا جدارتهم وانهم يمتلكون قدرات فائقة في رياضة سباق السيارات، و هم في افضل حالاتهم، وهناك توقعات ان يحتل احدهم مقعد في المراحل المتقدمة من المسابقة، و ذلك بالطبع يتطلب التركيز الدائم و المستمر اثناء التواجد في المعسكر. ساد الحماس داخل المعسكر، و اختلطت مشاعر السعادة و التوتر ,سارت الامور على ما يرام لدى جميع الفرق ما عدا الفريق التركي الذي واجه بعض المشاكل في استخراج اوراق السفر، لم يعد يستطع اللاعبون التقاط انفاسهم حتى علموا بان الامور عادت الى طبيعتها و تم استخراج جميع الاوراق المطلوبة، و انهم اخيرا حازوا على فرصة الانضمام لزملائهم من البلدان الاخرى في المعسكر الصيفي لسلفيرستون. فور وصول الفرق لموقع التدريبات، تم توجبه اللاعبين لاماكن استلام ملابسهم،و بدأ السباق الخاصة بكل سائق كما خضعوا ايضا للفحوصات الطبية, واختبارات اللياقة الخاصة "بحائط BATAK "، التي تعمل على اختبار سرعة رد فعل المتسابقين، حيث يتوجب على كل لاعب ان يكون لديه سرعة استجابة عند انبعاث الضوء و الضغط على مصدره في وقت قياسي اضافة لاجرائهم بعض اللقاءات الاعلامية، وبعد الانتهاء من جميع الاختبارات ذهبوا الى الراحة للاستعداد للتدريبات في المضمار في اليوم التالي. حاز فلاديمير سكيردا من امريكا على افضل نتيجة في اختبارات حائط BATAK حيث كانت نتيجته 60 في خلال 30 ثانيه من الاختبار، بفارق ثانيتان عن ريكاردو سانشيز الحائز على 62 في المسابقة في العام الماضى وكان اليوم الثان للمعسكر يوما في غاية الاهمية لجميع اللاعبين لاستعراض مواهبهم و قدراتهم في قيادة السيارات امام جميع قادة الفرق و الحكام. فكانت مهمتهم الاولى و الاكبر في مضمارBedford Autodrome ان يبهروا الجميع بموهبتهم و قدراتهم الفائقة. توتر الجميع فى ان يفقدوا الامل بتحقيق الحلم بعد استبعاد البعض منهم. نصح روب بارف رئيس هيئة الحكام لاكاديمية "جي تي" جميع المتسابقين ان يبذلوا قصارى جهدهم ، و ان يستمعوا جيدا لكل من سبقوهم في رياضة سباق السيارات و ذلك للاستفادة منهم و من خبراتهم. و اضاف:" اليوم نصل لقمة المتعة ، حيث ينتقل اللاعبين من العالم الافتراضي الى سيارات سباق حقيقية. هذه هي اول فرصة حقيقية لجميع المتسابقين لاستعراض مواهبهم، و الاهم انها المرة الاولى لبدا التدريبات في مضمار سباق. عادة تكون اكبر تحديات السائقين عند نقطة التحول من العالم الافتراضي الى الواقع هي انهم يخطأون في اختيار السرعة المناسبة عند قيادة السيارات، فيقودون سياراتهم بسرعة عالية في الممرات الضيقة و العكس، و هذه هي المشكلة التي يواجهها الكثير خصوصا بسيارة ثقيلة مثل نيسان GT-R. و لكن ستخطي معظم السائقين هذه المشكلة في خلال اسبوع من التدريبات و التأقلم على قيادة السيارات الحقيقية. " اما المكسيكي ريكاردو سانشيز الرابح لجائزة اكاديمية جي تي لعام 2014 علق قائلا :" اعتقد ان التجربة التي يمر بها السائقين هذه العالم هي تجربة رائعة، لم تتاح لنا الفرصة العام الماض ان ناتي الى Bedford ، و نقود سيارة LMP او سيارة Formula 3000، انها تجربة حقا ممتعة! تذكرت حينما كنت في موقعهم العام الماضي كنت قلقا لابسط الامور، و لذلك انصح جميع المشاركين بالتركيز اثناء القيادة. و اقول لهم: "اذا كنت تقود بالسرعة المطلوبة..ستربح المسابقة حتما!" . بعد الانتهاء من عملية التسجيل للمسابقة، انتقل المتسابقون لمعسكر سيلفرستون الشهير للاستعداد لتدريبات "Ninja Assault Course"، التي تتضمن تمارين قاسية مثل التسلق باستخدام الحبال، سباقات السرعة و الجري، تمارين رياضية لتقوية العضلات، تمارين العقلة، و الحوئط الافقية. لم تكن التدريبات سهلة بالنسبة للثلاثين متسابق المشاركين في المعسكر، فالبعض منهم لم يستطع ان يكمل التدريبات بسبب صعوبتها. فكانت هذه التدريبات الاصعب منذ انطلاق اكاديمية جي تي من ثمان سنوات. اما عن الفريق الممثل لشمال افريقيا، فأدائه حتى هذه المرحلة من المسابقة جيد جدا و حقق التوقعات المرجوة. قال علي سامي المتسابق المصري، " سعيد للغاية بالوصول لمعسكر سيلفرستون، فطالما حلمت ان اصبح سائق سباقات محترف، و اتاحت لي نيسان الفرصة لان احقق هذا الحلم. التدريبات قاسية جدا، لم اكن اتوقع ان تكون بهذه الحدة، و لكنني اثق في قدراتي في الحصول على نتائج متقدمة. احاول ان استمتع بكل لحظة في المعسكر، بالطبع قيادة السيارات السريعة في مضمار عالمي مثل سيلفرستون تعطيني خبرة افضل، اعشق رياضة سباق السيارات و اعشق صوت الاطارات السريعة". اما عن محمود الياس من المغرب فعلق قائلا " تعبت كثيرا في المراحل الماضية من المسابقة حتى استطيع الوصول الى معسكر سيلفرستون، و الان لم اعد اتذكر سوى فرحة النجاح في كل مرحلة، و لذلك احاول ان اكثف تركيزي دائما في كل خطوة اقوم بها في التدريبات، لاستطيع ان ارفع اسم المغرب عاليا، اكثر ما يسعدني هو انني اشعر اني شرفت على تحقيق حلمي."