تصاعدت الأزمة بين الدكتور محمد مختار جمعة ، وزير الأوقاف، وبين الجبهة المعروفة باسم «جبهة علماء الأزهر »، وخاصة بعد مطالبة الأول بإدراج هذه الجبهة ضمن الكيانات الإرهابية، وهو ما ردت عليه الجبهة بنشر وثيقة عضوية وزير الأوقاف فيها منذ عام 1997. وأكد الوزير، في تصريحات ل«المصري اليوم»، الأحد، أن علاقته انقطعت بهذه الجبهة منذ عام 1998، متحديًا أن يثبت أي شخص مشاركة فعلية أو له أو سداده رسوم اشتراكات عامة أو إثبات أي نشاط له مع هذه الجبهة التي اتهمها بالانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية. وقال «جمعة» إن الكيان المسمى بجبهة علماء الأزهر، لا وجود له قانونًا وأعضائها يعملون خارج إطار القانون، وان قصتها بدأت عندما أعاد الدكتور محمد السعدي فرهود، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، تأسيسها، مضيفًا «وباعتباره مشرفًا على رسالة الدكتوراة الخاصة بي، كنت أساعده في ذلك العام الذي تولى فيه رئاسة الجبهة، والشيخ فرهود سدد لي الاشتراك وكانت قيمته 10 جنيهات، ثم تجمع الإخوان في العام التالي بزعامة الدكتور عبدالرحمن البر، وأسقطوا الدكتور السعدي، وكما جئت معه انصرفت معه». وتابع الوزير «لم يعد لهذه الجمعية وجود منذ عام 1999 بحكم القانون»، معلقّا بقوله «وهل هناك منطق يقول إنني أطالب بإدراج جبهة علماء الأزهر ككيان ارهابي، وأنا عضوا فيا أو مؤمن بشرعيتها؟ ثم كيف استقيل من كيان غير شرعي إذا كان القضاء حلها عام 1999؟ كما أن تعليمات هذه الجبهة تنص على إسقاط عضوية كل من لم يسدد الاشتراك العام لمدة سنة؟ وقطعت كل صلتي بهم مع الدكتور السعدي قبل حلها بسنة بمجرد ركوب الإخوان لها، وأتحدى أن يثبتوا أي مشاركة لي أو نشاط أو سداد اشتراك». وهاجم «جمعة» الإخوان المسلمين بقوله «تلك عادتهم في الكذب والتشهير، تارة يبيحون دمائنا ويتقمصون أدورًا زورًا وبهتانا، فهم لا دين لهم ولا خلق، وهذه الجبهة غير شرعية وناشدت بإدراج أموالها إن كان لها أموال، ووضع مجلس إدارتها ضمن الكيانات الإرهابية، كما طالبت كافة المؤسسات العلمية بمراجعة من يتحدثون بإسم هذه الجبهة، ومحاسبتهم ونحن نبرأ إلى الله من هذه الجبهة». وأكد وزير الأوقاف، أنه لم يتدخل مطلقا في عمل الأزهر، وأن الأخير رد على هذه الجبهة من قبله واتهمها بزعزعة استقرار الوطن، وأن موقفه كان دعمًا لموقف الأزهر، وتأكيد الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب. وقال الوزير «الإخوان لما فقدوا رصيدهم في الشارع، أخذوا يحركون المطالب الفئوية مثل نتيجة الثانوية الأزهرية، ثم لماذا طالبوا بالتظاهر يوم 14 أغسطس؟ أليس هذا دليل على انتمائهم للإخوان وهم خلايا نائمة تعمل سرا، وكلامي هو الذي حركهم؟ ولو كانت هذه الجبهة ماتت كما يقولون فلماذ سارعوا في الرد على الوزير؟ لكن تصريحي جعلهم يطفون على السطح». وكانت «جبهة علماء الأزهر» أصدرت بيانًا أكدت فيه أن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف عضو فيها، وقدموا وثيقة للقضاء وتم نشرها على الموقع الرسمي للجبهة، تفيد بأن الدكتور محمد مختار جمعة عضو في جبهة علماء الازهر منذ التسعينات ولم يقدم استقالته أو يطلب الانسحاب على الإطلاق، معقبة «ونحن ندافع عنه كأحد رجال الازهر، فإذا كان يريد أن يقول أن جبهتنا إرهابية، فهو أحد رجالات تلك الجبهة».