العريان يقول إن الإخوان تعلموا من تجربة حماس الإخوان المسلمون في مصر هم إحدى القوى الكبرى في الانتخابات القادمة المزمع إجراؤها في شهر نوفمبر القادم، لكن تحولهم من حركة معارضة إلى حزب سياسي لم يكن سهلا. منذ اندلاع الثورة في مصر كان على الجماعة مواجهة انقسامات بين صفوفها وتحديات جديدة من خصوم إسلاميين، ويساور الشك الغرب ومواطنين عاديين مصريين حول طموحها السياسي. على مقر الجماعة في المنيل تعلن يافطة كبيرة زرقاء كتب عليها "حزب الحرية والعدالة" عن الحزب السياسي الذي انبثق عن جماعة الإخوان. في الدور العلوي من مقر الجماعة ينشط عصام العريان، أحد قياديي الجماعة في إدارة شؤون الحزب الذي أصبح نائبا لرئيسه. يقول العريان "نحن مشغولون في الإعداد للانتخابات، نستعد لاختيار مرشحينا وتدريبهم". ويضيف العريان "عملنا في الحقل السياسي طوال حياتنا، لذلك لدينا خبرة واسعة. حتى في سنوات العزلة والتضييق كنا الخصم الأكبر للنظام". وأعلن الحزب أنه سيتنافس على نصف المقاعد البرلمانية، بهدف الفوز ب 30 في المئة منها. ويقول العريان إن الحزب لا يستهدف الحصول على أغلبية "فالشعب المصري يجب أن يرى كل الاتجاهات الرئيسية ممثلة في برلمانه: مسلمين، اقباطا، شبانا، شيوخا، رجالا، نساء، يساريين، ليبراليين، قوميين، إسلاميين". ويحاول الإخوان المسلمون تهدئة المخاوف من "وصول الإسلاميين إلى السلطة"، ويقول العريان "تعلمنا الدرس من وضع حماس" مشيرا الى فوزها في الانتخابات عام 2006، مما أثار مخاوف الغرب الذي قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين، وأكد العريان أن الجماعة ستتعاون بشكل وثيق مع المجتمع الدولي. انقسامات ثانوية تمكنت الجماعة من خلال نشاطاتها الخيرية والتعليمية من بناء شبكة من المؤيدين في أنحاء القطر، لكن التركيب الهرمي للجماعة و"القيادة العقائدية" لا تروق دائما للشباب من الأعضاء. في مكتب صغير متقشف في وسط القاهرة التقيت مجموعة من النشطاء الذين شاركوا في ثور ة 25 يناير/كانون الثاني بصفتهم أعضاء في الحركة الشبابية لجماعة الإخوان المسلمين. إسلاميون في ميدان التحرير شارك هؤلاء الشبان بعد إسقاط حسني مبارك في احتجاجات هدفت الى الضغط على المجلس العسكري للقيام بإصلاحات، بالرغم من حجب الجماعة دعمها عنهم، ثم طردتهم من صفوفها. وقال محمد شمس، الذي كان قد انضم للجماعة قبل سبع سنوات، أثناء دراسته الجامعية "قياديو الإخوان لم يلحقوا بالثورة، الحلول التي يطرحونها قديمة ولا يطرحون افكارا سياسية جديدة. منظمتهم مركزية، أما منظمتنا فقائمة على المشاركة والديمقراطية، ونحترم التعددية. نريد أن نحاكي ما شاهدناه في ميدان التحرير، حيث اجتمعت جماعات مختلفة وقدمت حلولا مختلفة لمشاكل مصر. نتمنى لو كانت الجماعة مظلة لأحزاب مختلفة". هؤلاء الشبان، الذين اسسوا ما أسموه "التيار المصري"، ليسوا وحدهم من انشق عن الإخوان المسلمين. في شهر مايو الماضي أعلن عبدالمنعم ابوالفتوح أحد الإصلاحيين في الجماعة أنه سيترشح للرئاسة بشكل مستقل. كذلك انشقت شخصيات قيادية أخرى وأسست أحزابا جديدة، لكن هذه الأحزاب الجديدة اصغر من أن تنافس الجماعة الأم. خصوم راديكاليون أما الخطر الحقيقي فيواجهه الإخوان من تيارات إسلامية أخرى تشمل "السلفيين والصوفيين والجماعة الإسلامية"، فقد أظهرت مظاهرة نظمت في ميدان التحرير في شهر يوليو أن السلفيين يحظون بدعم واسع. ويرى عمر عاشور، المحاضر في الشؤون السياسية العربية في جامعة اكسيتر أن السلفيين يحظون بدعم واسع على الأرض، وأن الإخوان سيسعون للتنسيق معهم في فترة الانتخابات لتجنب الصدامات. محمد يقول إنه لن يصوت للشيوخ ويرى أيضا أن الجماعة قد تكون مهتمة بالتفاهم مع الجماعة الإسلامية، ولكنه يشكك في قدرة الإخوان على العمل كعامل لاجم للتشدد في أوساط الراديكاليين. ويقول الإخوان إنهم يضعون خبرتهم السياسية البالغة 83 عاما تحت تصرف المحدثين في السياسة بشرط نبذ العنف والتطرف.