عبرت وزراة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)،الاثنين، عن ثقتها في أن القوات العراقية، ستستعيد في النهاية مدينة "الرمادي" من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الكولونيل "ستيف وارن" المتحدث باسم "البنتاغون" إن "ما يعنيه ذلك لاستراتيجيتنا، هو ما يعنيه اليوم، وهو ببساطة أن على التحالف وشركائنا العراقيين الآن العودة لاستعادة مدينة الرمادي". وأضاف "وارن" أنه ثمة مكان للميلشيات الشيعية، المسماة بالحشد الشعبي، في عملية مستقبلية لاستعادة مدينة "الرمادي"، ما دام هؤلاء المقاتلين يعملون تحت إدارة الحكومية العراقية. وكانت قوات "الحشد الشعبي" التي تتشكل في غالبها من المسلحين الشيعة بالتجمع على الأطراف الشرقية من مدينة "الرمادي" مركز محافظة "الأنبار " العراقية الغربية استعدادا لمحاولة استعادتها، بعد يوم واحد من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يشكل سقوط مدينة "الرمادي" كارثة بالنسبة للجيش العراقي والحكومة العراقية، وعلى وجه الخصوص لرئيس الوزراء، "حيدر العبادي"، فقد كان "العبادي" قد اعلن عند استعادة مدينة "تكريت"، في آذار / مارس الماضي، عن اطلاق حملة مماثلة "لتحرير" محافظة "الأنبار"، وتوجه بالفعل إلى "الرمادي" ايذانا بانطلاقها. ولكن "الرمادي" ذهبت، ومعها مركز القيادة العسكري لكل محافظة "الأنبار". وكان "العبادي" قد قال، قبل أيام، فقط من سقوط "الرمادي" إنه لن يسمح لها بأن تسقط بأيدي داعش. ولكنها سقطت، والآن يتعين على "العبادي" واعضاء مجلس محافظة "الأنبار" وغالبيتهم من العرب السنة أن يفعلوا ما كانوا يقولون إنهم لن يفعلوه، الا وهو استدعاء "الحشد الشعبي" الشيعي الذي تدعمه "إيران" الذي كان له الفضل في استعادة "تكريت" من قبل. وسيلعب "الحشد" دورا محوريا اذا كان للرمادي أن تعاد إلى السيطرة الحكومية، وكانت الحكومة العراقية قد سمحت بتوجه قوات "الحشد" الى "الرمادي"، في وقت سابق. وعرض تلفزيون "العراقية" شبه الرسمي صورا قال إنها لأرتال من الدبابات وغيرها من الآليات العسكرية وهي تدخل معسكر "الحبانية" القريب من "الرمادي"، ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس مجلس محافظة "الأنبار"، "صباح كرحوت"، قوله إن تلك القوات تنتظر الان في "الحبانية" على بعد 20 كيلومترا من "الرمادي". وأكد مجلس المحافظة في بيان إلى أن حوالى ثلاثة آلاف مقاتل وصلوا الى الأنبار "للمشاركة بتحرير مناطق الرمادي التي تحتلها داعش"، وكان قد أفيد بأن 500 شخص قتلوا عندما تخلى الجيش العراقي عن مواقعه في المدينة التي تبعد عن العاصمة "بغداد" بمسافة 70 كيلومترا. وقال مسؤول محلي في محافظة "الأنبار" إن سكان "الرمادي" يفرون منها "بأعداد كبيرة."، لكن "الولاياتالمتحدة" أعربت عن ثقتها بأن الموقف في "الرمادي" لن يبقى على ما هو عليه طويلا. فقد قال وزير الخارجية الأمريكي، "جون كيري"، متحدثا من "كوريا الجنوبية"، إنه مقتنع بأن القوات التي ترسل إلى المنطقة ستتمكن من تغيير الوضع هناك، في غضون الاسابيع القادمة. يذكر ان قوات "الحشد الشعبي" التي تحظى بدعم من "إيران" لعبت دورا مهما في "تحرير" مدينة "تكريت" من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، في أبريل/ نيسان، بعد ان استعانت بها قوات الأمن العراقية. لكن استخدامها أثار قلقا لدى "الولاياتالمتحدة" وغيرها. وكانت هذه الميليشيات قد سحبت من "تكريت" بعد ورود تقارير عن قيامها بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق، وفي هذه الأثناء، وصل وزير الدفاع الإيراني، "حسين دهقان"، إلى "بغداد" في زيارة متفق عليها قبل التطورات الأخيرة في "الرمادي".