بضعة كيلومترات تفصل بين أهرامات الجيزة ومنطقة الحرانية، التى تضم أشهر مصنع فى العالم لصناعة السجاد اليدوى، إلا أنها وسكانها يعيشون مأساة منذ عام 2008، حيث تم ردم مصرف اللبينى بالهرم وتضييق مجرى المريوطية ببناء المحور، وباتت مياه الصرف الصحى ضيفا دائم الوجود بمداخل العقارات والجراجات لتهدد أساسها، فيما تتفشى الأوبئة والروائح الكريهة والفئران والحشرات، وبالرغم من تقدم الأهالى بعدة شكاوى إلى محافظة الجيزة وإلى مركز النمرس إلا أن نداءاتهم لم تجد من يغيثها. عزام السيد أحمد يسكن بالحرانية منذ 20 عاما، لكن منذ حوالى 7 سنوات بدأت معاناته، يقول: «كنا نرضى بوجود الناموس الدائم فى بيوتنا، نظرا لوجود ترعة المريوطية أمامنا ومصرف اللبينى خلفنا، فوجدنا منسوب مياه المصرف يرتفع كل 15 يوما تقريبا وتنهش فى جدران عقاراتنا». 10 عقارات تقريبا تتضرر من مياه مصرف اللبينى، يتراوح عدد الشقق فى كل عقار ما بين 12 و30 شقة فى كل عقار، وبعدما فقد السكان الأمل فى تعاون المحافظ والمسؤولين معهم وإنقاذهم من مأساتهم، قرروا جمع حوالى 700 جنيه كل 15 يوما لاستئجار سيارة لنزح المياه من داخل عقاراتهم، حتى لا تصل المياه إلى سقف المداخل والجراجات. محمد أحمد، صاحب أحد المحال يقول: «مياه الصرف تأكل خرسانات العقار ومحل أكل عيشى»، إبراهيم بربيس، خفير أحد العقارات منذ 13 عاما، يقول: كانت لى غرفة ومطبخ وحمام، وكنت أعيش وأسرتى بها إلا أنه منذ غرقت الغرفة بمياه الصرف اضطررت لتأجير شقة صغيرة لأسرتى، بينما أنام فى مكان أشبه بالقبر لأتمكن من أداء وظيفتى وحراسة العقار. وبالذهاب خلف العقارات، تجد الشارع غير مرصوف على الرغم من مرورك بجانب متحف «ويصا واصف»، وتكون فى طريقك للذهاب إلى متحف "آدم حنين" الذى تم افتتاحه فى يناير الماضى، لتجد جزءا كبيرا من مصرف اللبينى لم تتم تغطيته بعد فى استقبالك برائحته الكريهة، والقمامة والقاذورات المنتشرة على سطحه، وتجد ماكينة للكسح لكنها لا تعمل، وعلى الرغم من عرض السكان على المسؤولين دفع ثمن السولار الذى يستخدم لإصلاح هذه الماكينة إلا أن هذا الاقتراح أيضا قوبل بالرفض – على حد قول بعض السكان. أبواب متحف "آدم حنين" الموجود أمامه المصرف مباشرة مغلق دائما، ويقول الفنان آدم حنين: «يئست من كثرة مطالباتى بردم المصرف الذى يتسبب فى وجود الحشرات وانتشار الأوبئة وتحويله لمكان للقمامة، وفقدت الأمل فى أن يهتم أحد، رغم تخيلى أن تعامل المسؤولين مع الإهمال تغير بعد ثورتين،