قررت الشركتان الصينيتان العملاقتان عالميا "هواوى" للهواتف المحمولة وتكنولوجيا الإتصالات، و"سينوبك" للبتروكيماويات، البدء في توسيع مشروعاتهما وزيادة إستثماراتهما في مصر خلال 2014 . ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وصف السفير المصري لدى الصين، مجدي عامر، قرار الشركتين الصينيتين الكبيرتين فى مجالهما بزيادة وتوسيع مشروعاتهما فى مصر، بأنه مؤشر جيد وإيجابي. من جانبها كشفت مصادر اقتصادية صينية إن شركة "هواوى" الصينية للهواتف المحمولة وتكنولوجيا الاتصالات قررت توسيع مركزها للتدريب فى مصر، حيث يكون بمثابة مركز شامل لتدريب الكوادر والعاملين بالمؤسسات التكنولويجية ليس فى مصر فقط بل في كافة دول القارة الأفريقية والدول العربية، وبذلك يكون هو الأول من نوعه الذي تقيمه الشركة الصينية فى المنطقة، كما ستقوم الشركة الصينية بتنفيذ برامج متطورة للتعاون مع وزارتي الاتصالات والقوى العاملة فى مصر . وأضافت المصادر، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن شركة "هواوى" الصينية قررت أيضا تدشين مركز جديد لمشترواتها فى مصر، بحيث تقوم باستجلاب كافة المشتريات والخامات الخاصة بأفرع الشركة فى المنطقة من مصر، وذلك بدلا من ارتفاع تكاليف المنتجات والشحن من الصين، وبذلك تكون قد حققت مزايا كبيرة بتوفير النفقات والتحكم فى جودة المشتريات والخامات التى تحتاجها وتطوير التعاون المصري الصيني فى هذا المجال، خاصة لارتفاع التكاليف والأسعار بشكل مضاعف حاليا أذا ما تم استقدام هذه الاحتياجات من الصين . وتعد مصر وباقي منطقة الشرق الأوسط أحد أسرع الأسواق الصاعدة بالنسبة لشركة "هواوي" الصينية إذ حققت الشركة أرباحا بقيمة تتعدي 2 مليار دولار أمريكي في عام 2012، بزيادة مقدارها 18 بالمائة على أساس سنوي، ويأتي ذلك بعدما شرعت الصين في تطبيق إستراتيجية "التوجه نحو الخارج" بالإستثمارات خلال العقد الماضي، وأحرزت العديد من الشركات الصينية تقدما ملحوظا وغدت تحتل الآن حصة أكبر فأكبر في مصر وباقي أسواق الدول العربية. يذكر أن شركة "هواوى" الصينية لتكنولوجيا الاتصالات فرع مصر يعمل منذ 12 عاما بالتنسيق مع الشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول الكبيرة، كما أن جميع أجهزة المودم الخاصة باستخدام الانترنت والتي تستخدمها جميع شركات الاتصالات في مصر سواء الأرضية أو المحمولة من إنتاج شركة "هواوي"، كما تشارك بخدمات تكنولوجية لمختلف البنوك العاملة والمستثمرين والمشروعات الاقتصادية ذات الصلة في مصر، وذلك من خلال ثلاثة فروع رئيسية بالقاهرة بالإضافة إلى عدة مكاتب فرعية بالمحافظات ويعمل في الشركة بمصر نحو 760 موظفا، 80 في المائة منهم مصريون. وأوضحت المصادر الصينية أن التكنولوجيا المتطورة سوف تسهم دون شك في تحسين ظروف العمل وازدهار الاقتصاد في كل القطاعات، لأنها ستوفر الجهد والاختصاص من خلال تطوير كفاءات العاملين ومهاراتهم واكتسابهم للخبرات الجديدة التي ستصب في مصلحة المشروعات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. من ناحية أخري قررت شركة الصين للبتروكيماويات "سينوبك" وهي الشركة العملاقة فى مجال البتروكيماويات، والتى كانت قد قامت بشراء ثلث أسهم أعمال النفط والغاز لشركة "أباتشي" الأمريكية في مصر بقيمة 1ر3 مليار دولار أمريكي، توسيع مشروعاتها فى مصر، والبدء للمرة الأولى في انتاج البترول فى مصر من خلال تدشين فرع جديد لها بأحد الاحياء الراقية بالقاهرة، ليضاف إلى مشروعات الشركة الاخرى فى مصر فى مجالات الزيوت والمنتجات البترولية والحفارات وغيرها . وأضافت المصادر الاقتصادية الصينية أن شركة "سينوبك" قامت بتعيين نائب المدير العام للشركة فى الصين "ديفيد شاو" ليكون مديرا لفرعها الجديد فى مصر، وأنه بذلك تكون الشركة قد عززت من الخبرات وقدراتها في مصر، حيث يتوقع أن يرتفع إلانتاج حوالى 130 ألف برميل من النفط يوميا، أي ما يعادل 5ر6 مليون طن من النفط المكافئ سنويا، موضحا أنه للمرة الأولي ستعتمد الصين على حصة بترولية شاملة من مصر جراء هذا التوسع والتعاون المصري الصيني فى مجال انتاج البترول . يذكر أن أن الجانب الصيني دائما من تعهد خلال تصريحات للقادة الصينيين بدعم وتطوير التعاون فى كافة المجالات وضخ المزيد من الاستثمارات في مصر وآخرها خلال زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي مؤخرا للصين ولقائه نائب الرئيس الصيني ونظيره الصيني وانغ يي، إضافة للزيارة الحالية التى يقوم بها نائب وزير الخارجية الصيني للقاهرة لبحث تنفيذ أوجه التعاون، حيث يطمح الجانبان المصري والصيني أن يتم العمل من منطلق اعتبار مصر قاعدة تستطيع الصين من خلالها الإنطلاق سواء إلى أفريقيا أو المنطقة العربية وجنوب أوروبا، لاسيما وأن مصر تتمتع بموقع استراتيجي وعلاقات تعاون واتفاقيات تجارية واقتصادية مع هذه المناطق علاوة على توفر الكفاءات المؤهلة والأيدي العاملة المدربة .