تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها حول العالم باليوم العالمي للإبصار هذا العام في العاشر من أكتوبر الجاري، وتركز احتفاليات هذا العام على الاهتمام بمسألة العمى وضعف البصر اللذين يمكن تجنبهما ، بعد أن أصبحت مسألة ذات أبعاد عالمية. وقد اختارت المنظمة صحة شاملة للعين موضوعا رئيسا لحملة هذا العام التي تجري فعالياتها تحت شعار "احرص على فحص عينيك "، فمع تقدم السن تتدهور قوة الإبصار بوجه عام ، ولذا ينصح أطباء العيون بالحرص على فحص أعيننا بانتظام لاكتشاف أي أسباب قد تؤدي إلى العمى أو ضعف الإبصار. وتشير تقديرات المنظمة لعام 2010 إلى أن أكثر من 285 مليون شخص في العالم مصابون بضعف الإبصار، من بينهم 39 مليون شخص أصيبوا بالعمى نتيجة عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية للعيون وخدمات فحص العيون. وأكدت المنظمة أن في مصر يوجد نحو مليون شخص أعمى وثلاثة ملايين شخص يعاني من ضعف الإبصار ، إلا أن أسباب ضعف الإبصار لدى أربعة من بين كل خمسة أشخاص هي أسباب يمكن الوقاية منها ، أي أن 80 بالمائة من الحالات هي حالات يمكن تجنب حدوثها. وأشارت الى أن السببين الرئيسيين لضعف الإبصار على مستوى العالم هما الكاتراكت "الساد" أو ما يعرف بالمياه البيضاء ، والخلل الانكساري أي الأخطاء غير المصححة في أوساط العين التي تكسر الضوء عند عبوره لها ، إذ يمثلان 75 بالمائة من جميع حالات ضعف الإبصار برغم توفر تدخلات فعالة وغير مكلفة للحد من هذا العبء ، ولاسيما أن هاتين الحالتين أكثر حدوثا بين كبار السن. وتشهد احتفالية هذا العام إطلاق المنظمة لخطة عمل جديدة حول الوقاية من العمى وضعف الإبصار اللذين يمكن تجنبهما 2014 :2019 من أجل صحة شاملة للعين. وتهدف الخطة إلى زيادة إتاحة الخدمات الشاملة لرعاية العيون المدمجة ضمن النظم الصحية، وتنطلق الخطة من خمسة مبادئ ومناهج، هي: الإتاحة الشاملة والإنصاف؛ وحقوق الإنسان؛ والممارسة المسندة بالبينات؛ ومنهج الرعاية طوال العمر؛ وتمكين الأشخاص ذوي الاعتلالات البصرية. وتضع الخطة في تصورها الوصول لعالم لا يصاب فيه أحد بضعف الإبصار بسبب يمكن تفاديه، عالم يستطيع فيه المصابون بفقد الإبصار الذي يتعذر تجنبه بلوغ كامل طاقاتهم، عالم تضمن فيه الإتاحة الشاملة لخدمات الرعاية العينية. وسوف تحتفل الأطراف المعنية بهذا الشأن في مصر بهذه المناسبة، بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، من خلال تنظيم فعاليات في مختلف المحافظات المصرية. ويهدف الاحتفال بهذه المناسبة إلى رفع مستوى الوعي حول خطورة مشكلة العمى وضعف الإبصار والتأثير على راسمي السياسات لدعم وتحسين البرنامج الوطني لصحة العين. ويوفر اليوم العالمي للإبصار مناسبة جيدة للمنظمات والهيئات المعنية بهذا الشأن لتشجيع صناع القرار وأعضاء الجمعيات المعنية برعاية العين وأخصائيي النظارات الطبية ، والعاملين بالرعاية الصحية الأولية ، والمنظمات غير الحكومية ، والأهالي في المجتمعات المحلية من أجل دعم الإتاحة الشاملة لخدمات رعاية العين وتنفيذ خطة العمل العالمية للعمى الذي يمكن الوقاية منه .