بعض الخبراء دعوا إلى عدم المبالغة في التفاؤل تسير التحضيرات على قدم وساق لاستقبال المولود الملكي الجديد في بريطانيا. فمنذ بداية الشهر الجاري، يتمركز المصورون والصحافيون أمام مستشفى سانت ماري اللندني، الذي من المقرر أن تضع فيه دوقة كامبريدج كيت ميدلتون، زوجة الأمير ويليام مولودها، مما يعكس الاهتمام البالغ الذي يحظى به في الأوساط الإعلامية. وانضمت عدة قطاعات تجارية إلى قافلة الاهتمام بالمولود الجديد لأسباب مختلفة، وسط تقارير عن أن قطاع البيع بالتجزئة مرشح لأن يستفيد من الحدث. فحسب تقرير أصدرته مؤسسة "سي أر أر" ومقرها نوتينجهام، سيضخ البريطانيون نحو 350 مليون دولار في شرايين الاقتصاد في الاحتفالات التي تعقب إعلان ميلاد الطفل. رقم قد يبدو ضئيلًا مقارنة مع حجم أحد أكبر الاقتصادات في العالم، إلا أنه يبدو مهمًا لبعض القطاعات الاقتصادية التي تعاني أصلا من كساد بسبب تداعيات أزمة الديون التي تواجهها البلاد. وتوقع التقرير أن ينفق البريطانيون نحو 100 مليون دولار على اقتناء المشروبات الكحولية احتفاء بميلاد الأمير أو الأميرة الجديدة، في حين سيتوزع الانفاق الباقي على الهدايا التذكارية وكتب الاطفال والأقراص المدمجة وملابس الُرضع ومنتجات أخرى سعى عدد من الشركات إلى توفيرها بهذه المناسبة. في انتظار معرفة جنس المولود فضل الأمير ويليام وكيت عدم معرفة جنس الطفل حتى ولادته بما أن دوق ودوقة كامبريدج فضلا عدم معرفة جنس المولود قبل ولادته، فإن معظم الشركات المهتمة بالحدث اختارت التريث لمعرفة جنس المولود واسمه، قبل تكديس بضاعتها على رفوف المحلات. الا أن شركات أخرى تعمل في القطاع خالفت هذا الاتجاه، فشركة "ماذر كير" التي تعنى بملابس الاطفال والرضع أطلقت مجموعة ملابس لمتاجرها كما أطلقت عربة أطفال صممت على شكل عربة خيل ملكية وسط توقعات بأن يزيد الطلب على مثل هذه العربات بنحو 13% في الأشهر المقبلة. ومنذ زفافها قبل عامين،أصبحت دوقة كمبريدج محل أنظار متتبعي عالم الموضة و"نموذجًا" يقتدى به للعديد من النساء، حتى أن الملابس التي تقتني منها الدوقة سرعان ما تنفذ بسبب الطلب الكبير عليها. ويرى معد تقرير "سي أر أر" جوشوا بامفيلد ان هذه الحمى ستمتد إلى ملابس الأطفال وأن ما ستختاره لمولودها ستكون له تداعيات تجارية على الشركات "المحظوظة". وقدر بامفيلد حجم مساهمة زواج الأمير ويليام بكيت ميدلتون في الاقتصاد البريطاني بنحو 700 مليون دولار . ويراهن الآلاف من البريطانيين على المولود الجديد. وقدرت سلسلة ويليام هيل للرهانات، وهي إحدى أكبر الشركات في العالم في هذا الحقل، أن تتجاوز قيمة الرهانات ثلاثين ألف دولار غالبيتها لا تتجاوز قيمتها جنيهًا واحدًا مشيرة إلى أن معظمها يتركز على جنس واسم المولود وبعضها على وزن وحتى لون شعره. تفاؤل حذر وبالرغم من التوقعات المتفائلة باستفادة قطاع البيع بالتجزئة من مثل هذه المناسبات، إلا أن اقتصاديين حذروا من المبالغة في التفاؤل ورسم صورة وردية لما سيفرزه ميلاد أحدث عضو في العائلة المالكة. فالمحلل الاقتصادي في مؤسسة كانثار للاستشارات براين روبرتس قال لبي بي سي عربي أن "الاحتفالات بالمواليد تختلف عن احتفالات الزواج، ولا تحفز عادة الناس على شراء الهدايا التذكارية". وأظهرت الدراسات التي أجراها حديثاً أن 5% فقط من البريطانيين الذين استطلعت آراؤهم قالوا إنهم يخططون لشراء هدية متعلقة بالمولود في حين أعرب 7% منهم عن استعدادهم لحضور حفل ما ينظم بهذه المناسبة. ورأى بعض المراقبين أيضًا أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها بريطانيا تحول دون إقدام معظم العائلات على الانفاق على هدايا إضافية، لأنها تعاني أصلاً من الديون وغلاء المعيشة. كما حذر البعض من أن البريطانيين لا يبدون متحمسين بما يكفي للاحتفال بمناسبة ملكية أخرى بعد سلسلة الاحتفالات التي شهدوها في العامين الماضيين: حفلات زواج الأمير ويليام واليوبيل الماسي لاعتلاء الملكة إليزابيث الثانية عرش المملكة المتحدة، والألعاب الاولمبية، وهي أحداث ربما تكون قد خلفت بعض التعب لدى البريطانيين.