ما هي جلطة القلب ؟ هو مصطلح طبى يعنى موت لجزء من انسجة القلب و تحدث جلطة القلب نتيجة لانسداد كلى لأحد الشرايين التاجية بجلطة، فينقطع الدم عن جزء عن انسجة القلب و بالتالى يؤدى الانسداد الى موت الجزء الذى كان يتغذى عن طريق هذا الشريان الذى اصيب بالسدد. و بعد فترة يتحول هذا الجزء من نسيج القلب الى انسجة متليفة, فإذا كان هذا الجزء صغيرا (إنسداد شريان صغير الحجم) فإن المريض يعود بعد فترة من الراحة و العلاج تدريجيا لممارسة حياتة بشكل اقرب ما يكون الى الطبيعى مع بعض الاحتياطات, أما إذا كانت مساحة الجزء المتأثر كبيرة (إنسداد شريان او فرع رئيسى) ، أو كان مكان الإصابة هاما وحساسا فمن الممكن أن تحدث مضاعفات خطيرة . كيف تشخص جلطة القلب ؟ يشكو المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جدا عبر الصدر ، وينتشر الألم عادة إلى الذراع الأيسر ، وقد يكون مصحوبا بغثيان أو ضيق فى التنفس و عرق غزبر أو إغماء وقد يبدو المريض شاحبا. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى تأكد بواسطةرسم القلب الكهربائي وإجراء تحليل لأنزيمات القلب في الدم . كيف تعالج جلطة القلب ؟ ينبغي التأكيد على سرعة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة القلب إلى المستشفى ، فوصول المريض إلى المستشفى بسرعة يزيد من فرص استعمال الدواء الذي يمكنه إذابة الجلطة. حيث أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون في الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية . ويعطى المريض فورا مسكنات الألم القوية كالمورفين . ويدخل المريض إلى غرفة العناية القلبية المركزة حيث يوضع تحت الرقابة المكثفة لمدة 24 ساعة على الأقل .وقد يعطى المريض عددا من الأدوية مثل النيتروجليسرين بالوريد ، ، ومثبطات المستقبلات بيتا و المستحضرات التى تزيد من نسبة السيولة بالدم كالهيبارين ، وأمثاله. هل يحتاج مريض الجلطة إلى علاج بعد خروجه من المستشفى ؟ معظم المرضى يحتاجون إلى دواءين أو أكثر . واستعمال الأسبرين ومثبطات المستقبلات بيتا مثلا أمر روتيني في معظم الحالات للوقاية من حدوث جلطة أخرى . متى يعود مريض الجلطة إلى حياته العادية ؟ إذا كانت الأمور كلها على ما يرام فإن المريض يزيد من نشاطه تدريجيا يوما بعد يوم. ولكن ينبغي تجنب الأعمال المجهدة في الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة . وإذا لم تكن هناك أية أعراض ، يمكن العودة إلى قيادة السيارة بعد 4 - 6 أسابيع ، وإلى المعاشرة الزوجية بعد حوالي 4 أسابيع كما يمكن العودة إلى العمل بعد حوالي 6 - 8 أسابيع مع الإحتياطات الآتى ذكرها. جلطة القلب الحادة (احتشاء عضلة القلب) لم يعد خافيا ان المسبب الاول للوفيات في الدول النامية هو اصابات القلب الشريانية, تماما مثل الدول المتقدمة. ومن المتوقع في سنة 2020 ان يصل عدد الوفيات بسبب امراض القلب الى 25 مليون وفاة, منها 19 مليونا في العالم الثالث حسب توقعات منظمة الصحة العالمية والامر المثير للحذر هو ان 66% من هذه الوفيات تكون فجائية ودون سابق انذار! ان شيوع التدخين وقلة ممارسة الرياضة والمشي, وزيادة الوزن كلها تزيد من فرص تضيق الشرايين التاجية وحدوث تصلب في هذه الشرايين مما يضعف التروية الدمية لعضلة القلب, كما ان الضغط والسكري وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية تؤدي لنفس المرض. ومع ان احتشاء القلب الحاد له اعراض كثيرة الا ان اغلبها يظهر على شكل الم شديد بالصدر (على الجهة اليسرى او منتصف الصدر في معظم الاحيان) وقد يمتد للرقبة والفك السفلي والذراع اليسرى. ويصاحب الالم شعور بالغثيان والتعرق وضيق النفس. ان الطبيب هو الوحيد القادر على تمييز الاعراض التي يشعر بها المريض كأعراض مرض القلب او غير القلب, حيث ان آلام الصدر تنشأ عن امراض كثيرة غير الذبحة الصدرية او الجلطة القلبية, ولكن يفضل قضم حبة اسبرين بالاسنان عند حدوث مثل هذه الاعراض لحين الوصول لمكان العلاج. لقد حصل تقدم كبير في علاج جلطة القلب الحادة, اما بالادوية التي تعمل على اذابة الجلطة الحادة او بإجراء قسطرة عاجلة بهدف تصوير الشرايين التاجية ثم فتح الشريان المغلق بالبالون والشبكة. وتعتبر الطريقة الثانية - اي بأخذ المريض من الطوارىء الى القسطرة - العلاج الامثل في وقتنا الحالي حيث انها تتيح فتح الشريان التاجي بسرعة وفعالية وديمومة اكثر من الادوية. ومن التطورات الحديثة في الدراسات الميدانية, انه بإمكان نقل المريض المصاب بالجلطة الحادة من مستشفى لا يتوافر فيه مختبر قسطرة الى مستشفى آخر فيه مثل هذه الامكانيات, بشرط عدم زيادة المسافة التي تفصل بين المكانين عن مئة كيلومتر, وبشرط تزامن الاتصال بين الاطباء المعالجين لترتيب اجراء قسطرة عاجلة للمريض. ومع ان معظم حالات احتشاء عضلة القلب تحدث دون جهد جسدي او نفسي, الا ان 25% من الحالات يسبقها مثل هذا الجهد. وتقوم مجموعة اطباء القلب للابحاث في الاردن jcc group باجراء دراسة موسعة على هؤلاء المرضى لمعرفة نسبة من تحدث لديهم الجلطة بسبب محفز ما كالجهد او الارهاق او الناحية النفسية او خوف شديد.. الخ وقد سجلنا لحد الآن ما نسبته حوالي 30% من اول مئة حالة بالدراسة من الذين حصل معهم مثل هذا المحفز كخلاف عائلي او ضيق نفسي بسبب العمل او جهد جسدي عنيف او غضب شديد او سماع اخبار غير ساره. ان تناول ادوية الاسبرين ومخفضات الكولسترول وغيرها من الادوية, اضافة الى التوقف عن التدخين وممارسة النشاط الرياضي, تعتبر من الامور المهمة المتممة للعلاج الذي يلزم على المدى البعيد للحفاظ على سلامة عضلة القلب بعد الجلطة ومنع تكرار الجلطة مرة ثانية خاصة وان معدل العمر الذي تحصل عنده الجلطة القلبية في الاردن هو 52 سنة بزيادة عشر سنوات عن العمر في الدول الغربية, مما يشير الى اثر ذلك على المصاب وعلى عمله وانتاجيته وصحته المستقبلية.