"منذ القدم كان من الصعب الكشف عن تليف الكبد وتحديد مدى نسبة الإصابة به بالرغم من قياس وظائف الكبد وعمل السونار والصور المقطعية للبطن". وعن كيفية اكتشاف أمراض الكبد وعن أحدث التكنولوجيا الطبية والمتمثلة في جهاز الفايبروسكان الذي يقوم بالكشف عن أمراض الكبد بكل سهولة. كيف كان في الإمكان كشف نسبة التليف قديماً؟ وهل كان الكشف دقيقاً؟ وما الجديد في هذا الشأن؟ كان في الإمكان التعرف إلى نسبة التليف قديماً من فحص عينة الكبد التي تعطي ما نسبته 86 في المائة لدرجة التليف الصحيح و14 في المائة تخطئ العينة في ذلك، ولأن عينة الكبد تحمل مخاطر للمريض كالنزيف الداخلي لوجود درجة تميع عالية عادة في هذه الحالات. والحاجة إلى دخول المستشفى للمراقبة بعد العينة. فأصبح اكتشاف جهاز الفايبروسكان الجديد عامل تقدم في هذا المجال المهم لدراسة تليف الكبد وأمراض أخرى مثل التهاب الكبد الوبائي ب ، سي (lepatitis -b- and -c-). وكيف تعمل تقنية الفايبروسكان الحديثة؟ يعمل جهاز فايبروسكان ببساطة عن طريق بث موجات صوتية للكبد تسبقها موجات ال s - wave التي من خلالها يعطي الجهاز مدى تصلب الكبد، وكلما زاد التصلب زادت سرعة الموجات بالكبد فكانت القراءة أعلى، وكلما خف التصلب خفت سرعة الموجات وكانت القراءات أقل. وفي حالة التليف يزداد التصلب فتكون القراءة عالية. الجهاز يعمل على مبدأ تسليط الموجات على الكبد من الخارج بعد استلقاء المريض على السرير ، ويقوم بأخذ القراءات بمساعدة الطبيب الفاحص، ويتم أخذ عشر قراءات متتالية، ومنها نحصل على قراءة المتوسط العددي، والجهاز يقوم أوتوماتيكيا بحذف القراءات الخاطئة، ولذلك فالنتائج تكون قريبة من الواقع. هل يحتاج الجهاز الجديد إلى البقاء في المستشفى وما مدة الكشف؟ الجهاز ليس في حاجة إلى إجراء جروح، أو الدخول إلى مستشفى، ولا يسبب أي آلام. فالمريض يحضر إلى العيادة الخارجية، وفي خلال 30 - 60 دقيقة يجري الفحص، والنتائج تدون في الحال، ويقوم الجهاز بعملية التحليل وإعطاء تقرير مفصل عن وضع الكبد. وأهمية الجهاز لا يكمن فقط في معرفة تصلب الكبد أو التليف به بل يساعد على قرارات العلاج، ومدى استجابة المريض للطرق العلاجية، فالفحص الدوري مهم في متابعة أمراض الكبد أيضاً. هل هناك طرق أخرى حديثة لتقييم نسبة التليف؟ الدراسات الحديثة أظهرت تطابق الجهاز ونتائجه مع عينات الكبد المأخوذة للمريض نفسه. وهذا يعزز استخدامه في هذه الحالات، كما توجد الآن فحوصات دم فايبروتيست fibrotest والتي تعمل عن طريق فحص بعض مكونات الدم لمعرفة مدى نسبة التليف ونسبة الالتهاب بالكبد ونسبة الدهون المتصلة بالمشروب الكحولي، والحالات غير المتصلة بالمشروب الكحولي، وهذه تبلغ من الدقة نسبة تؤهلها للاعتماد عليها في تقييم وضع الكبد والتليف، وبمقارنة فحص الدم "فيبروتيست" وفحص الجهاز فايبروسكان fibroscan وجدت أنها متقاربة، وبعض المراكز المختصة تقيم حالة الكبد بدقة وتجري عمل الفحص بالدم فيبروتيست، إضافة لفحص الجهاز فايبروسكان فالقراءتان أدق في التقييم والمتابعة في أمراض الكبد من قراءة واحدة. إجراء الفحص بالفايبروسكان يكون دون ألم ولا يحتاج إلى تخدير هل لك أن تعرفنا على فوائد الجهاز التي تؤهله لأن يكون من الأجهزة الأكثر حداثة بالنسبة للأجهزة المنافسة له؟ يوصف هذا الحدث أنه ثورة في عالم الطب والتكنولوجيا وتعد من أحدث ما توصل إليه العلم في تكنولوجيا التشخيص والعلاج لأمراض الكبد مثل التليف وغيره بغض النظر عن السبب ودون أية مشكلات تذكر. ومن فوائد هذا الجهاز المتطور أنه يتيح للطبيب المعالج مراقبة تطور أو تحسن مرض الكبد بإعادة الفحص عند الضرورة، حيث من الروعة في هذا الفحص أنه لا يحتاج إلى تخدير موضعي أو كلي ودون ألم مقارنة بأخذ عينة أو غيرها من الفحوص البديلة للكبد, وكذلك لا يوجد أي تأثير لحركة القلب أو التنفس على دقة هذا الفحص بعكس التصوير بالموجات فوق الصوتية وكذلك لا يوجد أي موانع contraindication لهذا الفحص ولا ننسى ذكر دوره الفاعل في دراسة بعض حالات زراعة الكبد.