هذه العملية الجراحية آمنة للغاية. والهدفُ من الجراحة هو إزالة أي انسداد في الجيوب الأنفية. وقد تستدعي هذه الجراحةُ إزالة البوليبات التي تسدُّ فتحات الجيوب الأنفية. كما قد تستدعي أيضاً توسيعَ ثقب تصريف المخاط من الجيوب الأنفية. تجري إزالةُ الجدران بين الجيوب الأنفية أحياناً لتوسيع الجيوب الأنفية ولتخفيف إمكانية الانسداد. تُحدَث فتحات جديدة في الجيوب الأنفية أحياناً لتسهيل تصريف المخاط منها. وتُصنَع هذه الفتحاتُ بين الجيوب الفكية وداخل الأنف. وهذه الفتحات لا تظهر من الخارج. إذا كان الحاجز الأنفي منحرفاً، ويُحدِث انسداداً في الجيوب الأنفية، فقد يستدعي ذلك إجراء عملية جراحية لتقويم هذا الانحراف. تجري معظمُ هذه العمليات الجراحية باستخدام منظار طبِّي. وهذا ما يُسمَّى "الجراحة التنظيرية للجيوب الأنفية". والمنظار هو أنبوب مجوَّف رفيع يسمح للطبيب برؤية ما في داخل الجيوب الأنفية. يقوم الجرَّاحُ بإدخال المنظار من خلال شقٍّ صغير. ويسمح المنظار للطبيب برؤية الجيوب على شاشة تلفزيونية. وبعد ذلك، يُدخل الجرَّاح أجهزة صغيرة أخرى من خلال شق أو شقوق صغيرة أخرى لإجراء العملية وهو ينظر إلى الشاشة التلفزيونية. قد يُقرِّر الجرَّاح أحياناً، خلال الجراحة التنظيرية، فتحَ شقوق جديدة للدخول إلى الجيوب الفكِّية. ويتم فتحُ هذه الشقوق إمَّا في الأنف أو الفم، خلف الشفة العلويَّة وفوق اللثة. تُجرى جراحةُ الجيوب الأنفية عادة تحت التَّخدير العام. ويعود المرضى إلى المنزل في اليوم نفسه الذي أجروا فيه الجراحة. سوف يشرح الطبيبُ للمريض الإجراءَ الموصى به، ونوع التخدير الذي سيتم استخدامه. مخاطر جراحة الجيوب الأنفية ومضاعفاتها هذه العمليةُ آمنةٌ للغاية. ومع ذلك، هناك العديد من المخاطر والمضاعفات المحتملة، والتي من غير المرجَّح أن تحدث، لكنَّها ممكنة. يجب أن يعرف المريضُ عن هذه المضاعفات تحسُّباً لحصولها، لأنَّ معرفتها قد تجعله قادراً على مساعدة الطبيب في الكشف عن المضاعفات في وقت مبكِّر. تشمل هذه المخاطرُ والمضاعفات المخاطرَ الناجمة عن التخدير، والمخاطرَ الناجمة عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية. تشمل المخاطرُ النَّاجمة عن التخدير الغثيانَ والقيء واحتباس البول وجرح الشفتين وتكسُّر الأسنان واحتقان الحلق والصُّداع. أمَّا المخاطر الأشد الناجمة عن التخدير فتشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئوي. وسوف يتحدَّث طبيب التخدير مع المريض عن هذه المخاطر بمزيد من التفصيل. وسوف يسأله عن وجود أيَّة حساسية تجاه بعض الأدوية. إنَّ مضاعفات التخدير هي أكثر احتمالاً في المرضى الذين يعانون من مشاكل صحِّية سابقة، مثل النوبات القلبية أو المشاكل الرئوية. وسوف يتحدَّث طبيب التخدير مع المريض عن هذه المخاطر بمزيد من التفصيل. هناك بعضُ المخاطر التي يمكن أن تنجم عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية، وهي تشمل العدوى، والتي قد يكون لابدَّ من معالجتها بالمضادَّات الحيوية. النزف، وقد يستلزم نقل الدَّم للمريض، ولكنَّ هذه الحالة نادرة للغاية. هناك مخاطرُ ومضاعفاتٌ أخرى تتعلَّق بهذه العملية الجراحية تحديداً. وهي نادرة أيضاً. ومع ذلك، من المهم معرفتها. خلال جراحة الجيوب الأنفية، من المحتمل إجراء فتحة بين الجيوب الأنفية والدماغ. عندئذ يمكن للسائل حول الدماغ، أو السَّائل النُّخاعي، أن يتسرَّب من الأنف. وقد يسبِّب هذا السائلُ المتسرِّب عدوى حول الدماغ، تُعرف بالتهاب السحايا. ويتوقَّف التسرب تلقائياً عادةً بالراحة في الفراش. ولكن، إذا لم يتوقَّف، فقد يستلزم ذلك إجراء عملية جراحية في الدماغ من أجل سدِّ الثقب الذي يتسرَّب منه السائل. وهذه المضاعفات نادرة للغاية. وفي حالات نادرة جداً، يمكن أن يحدث نزفٌ في الدماغ، يؤدِّي إلى سكتة دماغية، وربما إلى الموت. كما يمكن أن تؤدِّي العملية أيضاً إلى خدر في الأسنان العلوية، لأنَّ الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالأسنان العلوية تسير في قاع الجيوب الفكِّية العلويَّة. ومن المحتمل أيضاً أن يحدث الانسداد مرَّة أخرى، ممَّا يستدعي إجراء عملية جراحية أخرى. ما بعد الجراحة بعد التَّعافي من التخدير في غرفة الإنعاش، يُسمح للمريض بالخروج من المستشفى بعد تزويده بتعليمات محدَّدة. ويجب أن يرافق المريض شخصٌ آخر لينقله إلى المنزل. وفي المنزل، يجب أن يرتاح المريض بعد الجراحة لتجنُّب حصول نزف. ويمكنه العودة إلى العمل بناء على تعليمات الطبيب. يضع الطبيبُ ضمادة تحت أنف المريض، لأنَّه من الطبيعي أن يحصل بعضُ النزف، وأن يسيل بعضُ السائل بعد الجراحة. ولكن، يجب إبلاغ الطبيب في حال أصبح النزف شديداً. كما يجب إبلاغُ الطبيب أيضاً إذا ما أصبح السائل النَّازح من الأنف شفَّافاً جداً مثل ماء الحنفية؛ فقد يكون ذلك أوَّل إشارة إلى تسرُّب سائل من حول الدماغ إلى الأنف. يجب إبلاغ الطبيب أيضاً إذا ما أصبح السائل النَّازح سميكاً، أو بلون مائل إلى الأخضر ورائحته كريهة؛ فقد يكون ذلك مؤشِّراً على وجود عدوى. قد يصف الطبيبُ غسل الأنف بالماء المالح للمحافظة على باطن الأنف والجيوب الأنفية رطبين. يشجَّع المريضُ على استخدام جهاز مرطِّب، لأنَّه يساعد على إبقاء الأنف رطباً والمخاط رقيقاً.